المباحث السعودية حصلت على خزنة معلومات عن خلايا «القاعدة» من مطلوب رأى والده مقتولا برصاص زملائه

8 من عناصر «القاعدة» اقتحموا منزل خالد الفراج خلال عملية التفتيش الأمني محاولين قتله أو تخليصه خوفا من تقديمه معلومات

TT

كحال علي عبد الرحمن الفقعسي زميله السابق، جاء خالد الفراج أبرز المطلوبين في السعودية أخيرا متعاوناً مع فريق التحقيق المكلف ملف الإرهاب في السعودية، فساهم بخزنة معلوماته في فتح آفاق جديدة في حملة مكافحة الإرهاب. خالد الجوير الفراج، أو خزنة معلومات خلايا «القاعدة» في الرياض، الشاب الممتلئ معلومات. ابن الثانية والثلاثين الذي رأى والده مضرجاً بدمائه في فناء منزله وبرصاص زملائه، أعضاء الخلية الثمانية. هو العنصر غير المطلوب أمنياً في وقت سابق حتى اكتشف اسمه بين ثنايا التحقيقات، فسقط بيد الأمن بعد ساعات في أحد شوارع حي النسيم (شرق الرياض) صباح الخميس الموافق 29 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وبطريقة أو بأخرى، حسبما يرى المتابعون للحالة الأمنية، علم زملاء الفراج بأمر القبض عليه، وعلموا كذلك بأمر مرافقته للفريق الأمني الذي كان ينوي تفتيش منزله، فأعدوا فريقهم المقدر بثمانية عناصر يشكلون خلية مطاردة أمنياً منذ شهور في الرياض، وبسيارات تبين أنها مسروقة، فاقتحموا منزل الفراج أثناء تفتيش الأمن، فكان أن قتلوا في البدء ضابطاً وعسكرياً آخر ووالد زميلهم، وجميعهم كانوا يقفون في فناء المنزل. فكان قتلهم لوالد «الفراج» ظناً منهم أنه من عناصر المباحث العامة لكون الضابط والعسكري، كانا من المباحث الذين لا يرتدون الزي العسكري. وبعد ذلك اتجهوا إلى داخل المنزل ليقتلوا 3 آخرين من الأمن، ويتبعوهم بإصابة 2 من الأمن، أحدهما أصيب برصاصة في جبهته، ليموت في المستشفى.

طبيب طوارئ في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الرياض، أشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الجندي المصاب وصل إلى المستشفى وهو في وضع لم يكن أحد فيه متفائل بنجاته، ويصف إصابته بأنها احترافية، ويقول «من أصابه كان محترفاً، ووجه سلاحه بشكل دقيق إلى منتصف الجبهة حيث المكان القاتل». الأنباء الأولية التي تتابعت بعد الحادثة، تحدثت عن عناصر افترضوا أنها كانت تختبئ في شقة الفراج في الدور العلوي لمنزل والده. غير أن المعلومات المثبتة أكدت على أن الجناة قدموا من خارج المنزل والحي إلى هدف معلوم. فكان أن جاءت الحادثة على وضع غير مسبوق وفي تلك الحادثة بادرت احدى خلايا «القاعدة» للمرة الأولى إلى اقتحام موقع توجد فيه فرق أمنية كالتي كانت في منزل الفراج. ومع ذلك، فإن شريط الفيديو المسمى بـ«غزوة بدر» الذي أنتجته خلايا «القاعدة» في الرياض، يشير إلى شيء من التدريب السابق حول ذلك. فجاء في الشريط عدة لقطات مصورة للتدريب على عمليات اقتحام داخل منازل، وكانت تظهر حوالي 8 أشخاص يتدربون على التنقل السريع بين الغرف. وأثبتت التحريات أن الهدف الذي دعا عناصر تلك الخلية إلى ابتكار حالة أمنية فريدة، هو السعي منها إلى أمرين، إما تخليص زميلهم «الفراج» من أيدي الأمن، أو التخلص منه. ولم تأت عملية بتلك الخطورة إلا لأن الهدف فيها يوصف بـ«خزنة المعلومات»، فلأجل تلك «الخزنة» لجأت عناصر الخلية إلى حادثة المداهمة غير المسبوقة في مسيرة جميع خلايا «القاعدة» في السعودية. وطوال «حملة مكافحة الإرهاب في السعودية»، كانت هناك عمليات ضبط مستمرة لعناصر مطلوبة أمنياً، وتابعة لخلايا أخرى. إلا أن الخلية لم تتخذ قراراً في تخليص العنصر المضبوط، كما فعلت « خلية الفراج». وما يعزز مكانة «الفراج» المعلوماتية، الساعات القليلة اللاحقة لحادثة «الفيحاء»، حين انهار (الفراج) معلوماتياً، فأفصح عن مكانين في حي السلي الذي يبعد كيلومترات قليلة من بيته. وكان المكانان استراحة وشقة. وفي الاستراحة ضبطت سيارة مشركة ومهيأة لعمل تفجيري جديد، ومواد متفجرة، وبضعة أسلحة وذخيرة.

وفي الشقة ضبط صاروخ «آر بي جي» وكذلك قاذفات أخرى من ذات السلاح، وأسلحة أخرى من مسدسات ورشاشات، و5 قنابل، و21 حزاماً ناسفاً، وأسلحة بيضاء، وملابس عسكرية متنوعة. ولم يتوقف «الفراج» عند هذا الحد، فشملت تلك الساعات إعلانه عن أسماء جديدة ترتبط بأنشطة الخلية بطريقة غير مباشرة، فتمكنت فرق المباحث العامة من إيقاف 7 منهم في الرياض خلال 24 ساعة. ويشير الدكتور سالم محفوظ، استشاري الأمراض النفسية، إلى أن الموقف الذي رآه خالد الفراج « لم يكن بالحدث الهين»، موضحاً أن رؤيته لوالده مقتولاً على رصيف منزله بأيدي من كان يعتقد فيهم الخير والصلاح «بددت لديه الإيمان بتلك القضية التي جند لأجلها، فكان تعاونه ملموساً في الكشف عن المعلومات الهامة». وتعيد «خزنة الفراج» الذاكرة قليلاً لما كان في صيف العام الماضي حين فاجأ علي الفقعسي، المطلوب في قائمة الـ19 الشهيرة، خلايا «القاعدة»، وكذلك وسائل الإعلام المحلية، باستسلامه، وتسليم نفسه للأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، المناط به ملف الإرهاب، ليفتح خزنة معلوماته لفريق التحقيق المركزي، ويسهل الطريق لكشف عناصر كانت مجهولة، ومواقع لم تكتشف من قبل.