باكستان تنفى حماية أميركا لترسانتها النووية ومشرف يتعهد بمنع أية تسريبات نووية أخرى

TT

انتقد الجيش الباكستاني امس ما تناقلته مصادر اميركية من ان الولايات المتحدة تقوم بتأمين الترسانة النووية الباكستانية منذ هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، قائلا انه «ليس بحاجة الى احد» لحماية ترسانة البلاد النووية. وقال متحدث باسم القوات المسلحة الباكستانية في بيان صدر امس ان باكستان «قوة نووية مسؤولة وقادرة تماما على حماية تجهيزاتها من دون مساعدة خارجية».

وقال البيان العسكري ان اسلام اباد «استحدثت في فبراير (شباط) الجاري سلطة وطنية للرقابة والقيادة خاصة بالبرنامج النووي». واشار الى ان الجيش « يرفض المعلومات التي اوردتها شبكة «ان بي سي» الاميركية من ان الولايات المتحدة تقوم بدور في حماية الترسانة النووية الباكستانية» لكي تضمن انها لن تقع في ايدي المتشددين وانها منذ هجمات 11 سبتمبر دفعت ملايين الدولارات لهذا الغرض.

وسئل مشرف عن اتهامات تلاحقه بان العفو عن خان يرقى الى مستوى التستر على الامر فقال «لا أتفق مع هذا على الاطلاق، المشكلة هي انه رجل عظيم وهو بطل لكل فرد في الشارع، ومع ذلك فقد فعل شيئا قد يسبب الضرر للبلاد. الان كيف أعالج هذا الأمر، على المرء أن يفهم الحقيقة. يوجد مفهوم دولي ويوجد مفهوم محلي». ويأتي ذلك متزامنا مع تعهد الرئيس الباكستاني برويز مشرف بعدم السماح بتسريبات نووية جديدة، نافيا في الوقت نفسه انه سيسمح للقوات الاميركية بتعقب زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن عبر الاراضي الباكستانية. وهو ما يتناقض مع تأكيدات مسؤولين عسكريين اميركيين قبل نحو اسبوعين انهم اخذوا ضوءا اخضر من مشرف لدخول القوات الاميركية باكستان لمطاردة قادة القاعدة وطالبان.

وأضاف مشرف انه سيؤيد أية خطوة من جانب الولايات المتحدة لارسال مزيد من القوات الى أفغانستان لزيادة الضغوط على القاعدة. ولكنه شدد على أنه لن يسمح للقوات الاميركية التي تطارد مقاتلي القاعدة وطالبان بعبور الحدود الى الاراضي الباكستانية. وأضاف: « هذا غير ممكن وغير مطلوب. لقد طورنا قوة رد سريع فعالة للغاية، ونحن قادرون على فعل كل هذا». ومن ناحيته، دافع وزير الخارجية الباكستاني، خورشيد محمود كاسوري، اول من امس في المانيا عن العفو الرئاسي عن العالم الباكستاني عبد القدير خان، مشيرا الى ان «دولا اخرى متورطة في الشبكات السرية لنقل التكنولوجيا النووية. وتساءل كاسوري في ميونيخ على هامش مؤتمر وزراء دفاع الناتو: «لماذا هذه الحملة المغرضة على باكستان وليس على غيرها»؟

وشدد الوزير على ان التحقيقات التي قامت بها السلطات الباكستانية «اكدت معلومات صدرت عن الحكومة الايرانية وعن اللجنة الدولية للطاقة الذرية حول دول ومسؤولين دوليين اخرين متورطين في شبكة التسريبات»، وقال: «انا اعرف الاسماء ولن اكشفها لكن هناك الكثير من الاوروبيين والدول الاخرى المتورطة في الامر». وتحدث كاسوري لصحيفة «زود دويتشه» الألمانية الواسعة الانتشار أمس عن ثلاثة ألمان تورطوا في الثمانينات والتسعينات في الوساطة بين عبد القدير خان و«زبائنه النوويين» في كوريا الشمالية وليبيا وإيران. وقال وزير الخارجية إنه يحتفظ بأسماء هؤلاء الألمان وبالكثير الذي يدينهم بقدر ما يدين خان نفسه.

وقد اكد محققون غربيون ان التكنولوجيا النووية التي سربها خان الى ليبيا «كانت اقل تقدما من القدرات الحقيقية للبرنامج النووي الباكستاني» وان المعدات التي ارسلت الى طرابلس «لم تكن قادرة على تنقية اليورانيوم» وهي العنصر الضروري لتصنيع قنبلة ذرية. وقال خبراء تسلح اميركيون واوروبيون ان شحنة المعدات الليبية التي بلغ وزنها 25 طنا وارسلت للولايات المتحدة جوا قبل نحو اسبوعين «اظهرت ان تسريبات خان الى طرابلس لم تكن بالخطورة التي يخشي منها». ويذكر ان فرقاً اميركية تقوم على تفكيك المعدات التي اخذتها ليبيا لمعرفة مصادر هذه المعدات. من جهته، قال وزير الخارجية الهندي فشوانت سينها ان باكستان «ليست الوحيدة التي ينشر علماؤها التقنية المتعلقة بالاسلحة النووية، ويتعين على المجتمع الدولي العمل على وقف هذه السوق السوداء». وأضاف: «ثمة دول كثيرة اخرى تدير هذا العمل وهي من العالم الغربي وهناك اخرون. باكستان ليست وحدها التي لابد من الانحاء باللائمة عليها في هذا الشأن. انها ليست قضية هندية ـ باكستانية، انها قضية تتعلق بالمجتمع الدولي بأكمله».