أميركا: جون كيري يكتسح ولاية ماين ويحول مدافعه من منافسيه إلى الرئيس

TT

حقق سناتور ماساتشوستس جون كيري في الانتخابات التمهيدية للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة في مواجهة الرئيس الاميركي جورج بوش، فوزا ساحقا في ولاية ماين الشمالية الشرقية بعد ان حصل على اعلى نسبة اصوات بعد الفرز الاولي للاصوات (45 في المائة). وبعد ان تعزز موقفه بهذا الفوز الحاسم، تخلى كيري عن اظهار اوجه القصور في منافسيه وبات يركز هجومه على الرئيس الجمهوري جورج بوش وكأن معركة حزبه قد حسمت لصالحه. فقد قال، على سبيل المثال، امام انصاره في فيرجينيا إن: «ايام ادارة بوش معدودة، فسياسة الرئيس الاميركي المتطرفة التي تسببت في خسارة ثلاثة ملايين وظيفة في غضون ثلاث سنوات يجب ان تدان وان يوجد البديل الأفضل لها». وفي انتخابات ماين احتل حاكم فيرمونت هاورد دين المرتبة الثانية لكن بفارق كبير اذ لم يستطع الحصول على اكثر من 26 في المائة من الاصوات، تلاه النائب عن اوهايو المناهض للحرب دينيس كوسينيتش بحصوله على 15 في المائة من الاصوات. اما في المرتبة الرابعة فقد احتلها السناتور جون ادورادز بحصوله على 9 في المائة بينما حصل القائد السابق لحلف شمال الاطلسي الجنرال ويزلي كلارك على 4 في المائة من الاصوات فقط.

ويقدر عدد من شاركوا في الانتخابات الاولية في الولاية بما بين 12 و15 ألف شخص احتشدوا في المدارس والمكتبات والمنازل التي خصصت للانتخابات في حوالي 404 من البلدات. ويستعد كيري الآن للانتخابات التمهيدية في ولايتي فيرجينيا وتينيسي الجنوبيتين المهمتين.

وبهذا يفوز كيري بدعم الديمقراطيين في 12 ولاية حتى الان. ورغم ان كلا من ادواردز وكلارك لم يفز الا في ولاية واحدة لكل منهما، مازال يحدوهما الامل في الفوز في ولايتي فيرجينيا وتينيسي.

وجاءت النتيجة في ماين بمثابة الضربة لدين الذي يزعم، مثل كيري، ان الولايات الشمالية الشرقية هي معقله. وجاب دين الولاية الاحد في محاولته الاخيرة لاستمالة الناخبين. ولكن يبدو انه لم يستطع الوقوف في طريق منافسه الرئيسي الذي تكتسب حملته الانتخابية زخما متواصلا.

وفشل دين، الذي تصدر استطلاعات الرأي العام الماضي، حتى الان بالفوز في اي انتخابات تمهيدية واشترط لمواصلة مشاركته في الانتخابات الاولية فوزه في ويسكونسن في 17 من الشهر الحالي.

ومن ناحية اخرى فقد حصل كوسينيتش، الذي كان يأتي في اسفل قائمة الفائزين، على مكافأة لمواصلته حملته الانتخابية في الولاية حتى اللحظة الاخيرة. ومع تعزز ثقته بنفسه مع كل يوم يمر، ابتعد كيري عن ماين وركز على ولايتي فيرجينيا وتينيسي الاهم حيث سيجري فيها الاقتراع اليوم. وسيحاول كيري الحصول على اصوات فيرجينيا التي تبلغ حصتها في اللجنة الانتخابية 28 مندوبا بينما تبلغ حصة تينيسي 69 مندوبا.

وفي ريتشموند حصل كيري على دعم حاكم فيرجينيا مارك وورنر الذي قال ان كيري «يتمتع بشخصية ورؤية تحتاجها بلادنا في هذا الوقت». كما اعربت صحيفة «ناشفيل تينسيان» عن دعمها له وقالت في افتتاحية لها انه «بطل حرب (فيتنام) ومفكر وقائد ذو خبرة».

وبعد ان شعر كيري ان الرياح تأتي بما يشتهي، قرر ان يتوقف عن مهاجمة منافسيه واختار بدلا من ذلك ان يهاجم الرئيس بوش الذي دافع عن قراره بشن حرب على العراق في مقابلة تلفزيونية استمرت ساعة مع برنامج «التق بالصحافة» على تلفزيون «ان بي سي» اول من امس.

وقال كيري انه يبدو ان الرئيس «كان يروي للناس حكايات خيالية عام 2002» عندما اصر على ان العراق يمتلك ترسانة سرية من الاسلحة الكيميائية والبيولوجية التي قال بوجوب تدميرها. وطالب سناتور ماساتشوستس الرئيس الاميركي بالادلاء بشهادته أمام اللجنة المؤلفة من اعضاء من الحزبين الجمهوري والديمقراطي والتي اعلن بوش رسميا تشكيلها الاسبوع الماضي للتحقيق في المعلومات الاستخباراتية التي سبقت الحرب على العراق. وقال: «يجب على جورج بوش تحمل مسؤولية اعماله وقول الحقيقة، فهذا ادنى ما يجب ان يتوقعه الاميركيون من رئيس الولايات المتحدة».