موسكو: اختفاء مرشح رئاسي يثير تكهنات حول مسؤولية الكرملين

TT

مازال لغز اختفاء ايفان ريبكين، احد المرشحين للرئاسة الروسية، يثير العديد من الاقاويل التي تراوحت بين احتمالات تصفيته جسديا لصالح أي من الجبهتين المعرضة من جانب والمؤيدة للكرملين من جانب آخر، بينما يقول بعض المراقبين باحتمالات ان يكون الاختفاء متعمدا من جانب ريبكين نفسه في تكتيك انتخابي لجمع الأصوات. وبينما الغى النائب العام تحقيقا كان قد بدأه حول اختفاء ريبكين «نظرا لعدم توفر الشبهة الجنائية»، ذكرت مصادر برلمانية موالية للكرملين ان الرجل موجود في احد الفنادق الصغيرة بإحدى ضواحي موسكو. وقال غينادي جودكوف، عضو لجنة الأمن في مجلس الدوما عن حزب «روسيا الموحدة» الموالية للكرملين ان لديه معلومات تقول ان ريبكين موجود في فندق ليسنييه دالي في منطقة اودينتسوفو بضواحي العاصمة.

واشار البرلماني الروسي إلى انه «على يقين من ان اختفاء ريبكين عملية مدبرة» من جانب الملياردير اليهودي الروسي الهارب إلى لندن بيريسوفسكي الذي يمثل ريبكين مصالحه في روسيا. وكان ريبكين قد عين هذا الاخير نائبا له حين شغل منصب سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي بعد رحيله عن منصب رئيس مجلس الدوما في نهاية عام 1996 رغم علمه ان بيريسوفسكي يحمل الجنسية الاسرائيلية. غير ان المسؤولين عن الفندق قالوا ان اسم ريبكين ليس مسجلا ضمن المقيمين كما ان احدا لم يطلب حجز أي غرفة باسمه فضلا عن ان الفندق نفسه يتبع اداريا وماليا لادارة الكرملين. وكان نبأ اختفاء ريبكين عن الانظار مساء الخميس الماضي قد سبق اعلان قرار اللجنة المركزية للانتخابات يوم الجمعة الموافق على تسجيله ضمن المرشحين السبعة لمنصب الرئيس في انتخابات مارس (اذار) المقبل بعد ان رفضته في وقت سابق لاسباب تتعلق بعدم صحة نسبة من التوقيعات التي جمعها تأييدا لترشيحه.

ولعل ذلك هو ما دفع بعض المراقبين إلى اعتبار اختفاء ريبكين مسألة مدبرة عمدا كجزء من الدعاية الانتخابية. وفسر آخرون اختفاءه المفاجئ على انه محاولة لالقاء المسؤولية على عاتق الكرملين والرئيس فلاديمير بوتين شخصيا ردا على سلسلة الاتهامات التي وجهها اليه ريبكين في اطار انتقاده لسياساته في الشيشان وما وصفه بـ«خنق حرية الكلمة وملاحقة الديمقراطيين».

وثمة من يقول ان عملية الاختفاء، التي لا يشك احد في ارتباطها بالحملة الانتخابية الرئاسية وصراع اليمين والاوليغاركيا مع الكرملين، مسألة تخدم مصالح هذه القوى التي يهمها إلقاء المسؤولية على بوتين واتهامه بأنه وراء تصفية خصومه. على ان هناك من يعتقد باحتمال قيام هذه القوى تحديدا بتصفية ريبكين في اطار تحقيق الهدف نفسه، وهو ما يعني في الوقت نفسه غياب المصلحة لدى اوساط الكرملين في ارتكاب مثل هذه الجريمة لاسباب كثيرة ابسطها ان ريبكين لا يمثل عمليا أي خطورة على النظام في وقت يظل بوتين يتمتع فيه بتأييد ما يزيد عن نسبة 75% من الناخبين.