الأمم المتحدة تطلب مساعدات غذائية لكوريا الشمالية وسيول تأمل في محادثات عسكرية

TT

سيول ـ بكين ـ رويترز: حذر برنامج الغذاء العالمي التابع للامم المتحدة من «مأساة» في كوريا الشمالية التي تفتقر للحبوب اللازمة لإطعام 6.4 مليون كوري شمالي يعانون من نقص في الغذاء وناشدت الدول الاجنبية المانحة تقديم المساعدة.

وقال مسعود حيدر، منسق «برنامج الغذاء العالمي» في بيونغ يانغ في مؤتمر صحافي، ان وكالته ستوفر الغذاء لأقل من 100 الف من المحتاجين للغذاء في البلاد الى ان تبدأ الشحنات من الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى في الوصول حتى نهاية مارس (آذار). وأضاف ان دور الايتام قللت بالفعل الوجبات اليومية من ثلاث الى وجبتين، وأشار الى ان الحوامل اللائي يعانين من نقص في الوزن من المرجح ان يضعن رضعا ضعافا. كما ان المتقاعدين بمعاش ضعيف لن يتمكنوا من شراء الاغذية بسبب ارتفاع الاسعار.

وحث حيدر الدول الدول الاجنبية على تقديم المساعدة، مضيفا «إن كنتم ستقدمون مساعدة، فلتقدمونها مبكرا». وقلل من شأن الآمال في امكانية توصل الجولة الثانية من المحادثات السداسية بشأن الأزمة النووية الكورية الشمالية والتي ستعقد في وقت لاحق من الشهر الحالي في بكين الى حل. الا أنه أضاف انه من دون تعهدات جديدة فستجف ثانية المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي.

واستطرد ان أزمة الغذاء «جاءت في التوقيت الخطأ خلال فصل الشتاء القارس البرودة وبعد ان نفد محصول اكتوبر (تشرين الاول). وفي عام 2003 أدى توقف المساعدات عبر برنامج الغذاء العالمي الى وقف امداد الغذاء لاكثر من نصف من يعتمدون على البرنامج وهم أكثر من ربع سكان كوريا الشمالية وتعدادهم 23 مليون نسمة.

واعترف حيدر بأن نقص المساعدات «يدل على الاستياء الدولي من القيود التي تضعها بيونغ يانغ على برنامج الغذاء العالمي»، الذي يعجز عن الوصول الى نحو أربعين من 206 مقاطعات وناشد كوريا الشمالية رفع القيود، مشيرا الى أن تقدما تدريجيا يتحقق. من جهة أخرى، قال مسؤول رفيع في سيول امس ان كوريا الجنوبية تأمل أن تجري محادثات عسكرية مع كوريا الشمالية في بداية الشهر المقبل في محاولة للحيلولة دون وقوع اشتباكات بحرية مع اقتراب موسم الصيد.

واتفق وزراء من الكوريتيين كانوا قد اجتمعوا في سيول الاسبوع الماضي على محاولة عقد محادثات أمنية مع العمل على عقد محادثات متعددة الجنسيات مثمرة في وقت لاحق من الشهر الحالي لمناقشة البرامج النووية الكورية الشمالية.

وتشارك الكوريتان والولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان في محادثات سداسية تعقد في بكين في 25 فبراير (شباط) الحالي لمناقشة أزمة الاسلحة النووية. وقال جون بونغ كون، المستشار السياسي لوزير الوحدة الكوري الجنوبي جيونغ سي هيون، ان سيول «تهدف الى التعامل مع مسألة غياب حوار سياسي بين الشطرين الكوريين والحيلولة دون تكرار الاشتباكات التي تقع على البحر الاصفر أثناء موسم صيد سرطان البحر» في مايو (ايار) ويونيو (حزيران).

ومضى جون يقول: «ليست لدينا اي قناة عسكرية تساعدنا على اتخاذ اجراءات وقائية خشية وقوع اشتباكات عسكرية محتملة من جديد خلال موسم صيد سرطان البحر».

وكان عشرات البحارة من الكوريتين قد قتلوا في اشتباكات في المياه غرب شبه الجزيرة الكورية عامي 1999 و2002. ويشهد كل عام تقريبا مواجهات متوترة بين صيادي الشطرين الكوريين وسلاحي البحرية اللذين يقومان بحماية الصيادين.

واضافة الى الحيلولة دون وقوع اشتباكات بحرية، قال جون ان سيول «اقترحت ايضا اجراء محادثات عسكرية للتوضيح لكوريا الشمالية ان من الضروري احراز تقدم في ما يتعلق بمجالات أخرى غير الاقتصاد».