اغتيال الرئيس الشيشاني الأسبق سليم خان يندرباييف في قطر ومصادر شيشانية تعزو الأمر لأسباب مالية

TT

في تطور عزته مصادر في العاصمة الشيشانية غروزني الى «اسباب مالية»، قتل الرئيس الشيشاني السابق سليم خان يندرباييف واصيب نجله بجراح في عملية تفجير استهدفت سيارته امس في الدوحة. وذكر مصدر طبي ان يندرباييف الذي اصيب بجراح خطرة في الهجوم نقل الى قسم الطوارئ في مستشفى الحمد في الدوحة حيث توفي. واضاف ان نجله دواد اصيب ايضا في العملية، موضحا ان «وضعه مستقر».

وقال شاهد عيان ان الانفجار وقع في حي الدفنة السكني قرابة الساعة الواحدة بعد الظهر بالتوقيت المحلي (العاشرة صباحا بتوقيت غرينتش) وقد تفحمت سيارة يندرباييف كليا. وفي بيان نشرته وكالة الانباء القطرية، افاد مصدر في وزارة الداخلية القطرية ان يندرباييف الذي كان يقيم «بصفة مؤقتة» في قطر «قتل عندما تعرضت السيارة التي كان يستقلها لانفجار ادى الى وفاته واصابة ابنه، 13 عاما، الذي نقل الى المستشفى». واضاف البيان ان الانفجار وقع بعد خروجهما من المسجد في الدوحة بعد اداء صلاة الجمعة وان وزارة الداخلية باشرت التحقيقات فور وقوع الحادث.

ونفى المصدر الطبي ان يكون حارسان للرئيس الشيشاني السابق قد قتلا في الانفجار كما ذكرت في وقت سابق قناة «الجزيرة» التلفزيونية القطرية. ولم يشر البيان القطري الى سقوط هذين القتيلين.

وتتهم السلطات الروسية يندرباييف بأنه احد منظمي عملية احتجاز الرهائن في مسرح في موسكو في اكتوبر (تشرين الاول) 2002 وانه كان يجري اتصالات هاتفية بمجموعة الخاطفين. وادت العملية التي نفذتها القوات الروسية الخاصة للافراج عن الرهائن الى مقتل 129 شخصا من اصل 800 احتجزوا في المسرح قضى معظمهم نتيجة الغاز الذي استخدمته مجموعة الكوماندوز الروسية، وقتل الخاطفون الـ41 في الهجوم.

وعزت مصادر شيشانية في غروزني حادث اغتيال يندر باييف الى احتمالات الخلاف بين ابناء الشيشان في المهجر حول اقتسام ما يجمعونه من تبرعات لدعم المقاتلين في الشيشان. وكان يندر باييف الذي خلف الجنرال جوهر وداييف اول رئيس للشيشان، بعد اغتياله عام 1995، قد غادر الشيشان في اعقاب سلسلة من الخلافات التي نشبت مع الرئيس الشيشاني السابق اصلان مسعدوف.

وكانت تلك الخلافات قد دبت بين رفاق الامس بعد انتخابات الرئاسة في فبراير (شباط) 1997، التي حصل فيها يندر باييف على نسبة 8.5% فقط من اصوات الناخبين، بينما فاز مسعدوف بنسبة تقرب من 64% من الجولة الاولى التي شارك فيها ثمانية من رفاق القتال ومنهم شاميل باسايف وأحمد زكايف ومولادي اودوغوف.

غير ان الاتهامات التي وجهها مسعدوف الى يندر باييف بتدبير عدد من محاولات اغتياله كانت احد اسباب رحيل هذا الاخير واستقراره في قطر ممثلا للقيادة الشيشانية ومسؤولا عن حملات التبرعات وحلقة وصل مع حكومة طالبان قبل احداث سبتمبر (ايلول) 2001 .

وردا على تصعيد يندر باييف لنشاطه في الخارج، طالبت الحكومة الروسية قطر رسميا بضرورة تسليمه واستدعت الخارجية الروسية سفير قطر في موسكو اكثر من مرة لهذا السبب.

وفي موسكو اعلن الجنرال الروسي رسلان اوشيف امس في الذكرى الخامسة عشرة لانسحاب القوات السوفياتية من افغانستان ان روسيا «تواجه في الشيشان حربا مشابهة لتلك التي واجهها الاتحاد السوفياتي في افغانستان».

وقال الجنرال الحائز ميدالية ابطال الاتحاد السوفياتي في حديث لصحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» ان «الحربين متشابهتان. نقاتل هنا كما قاتلنا هناك ثوارا من النوع نفسه، ولذلك فان الحربين الافغانية والشيشانية متشابهتان من وجهة نظر عسكرية واخلاقية». ودعا الجنرال اوشيف مرارا الى تسوية سياسية للنزاع.

ويحيي الجيش الروسي الاحد الذكرى الخامسة عشرة لانتهاء حرب افغانستان التي فقد فيها حوالي 15 الف عنصر بين 1979 و1989، حسب الارقام الرسمية. وتخوض القوات الروسية منذ اكتوبر (تشرين الاول) 1999 نزاعها الثاني في جمهورية الشيشان الروسية حيث تواجه حركة تمرد انفصالية. وقد خاضت نزاعا استمر بين 1994 و1996 .

وقال العسكري المتحدر من جمهورية انغوشيا المجاورة للشيشان والتي تولى رئاستها ثماني سنوات حتى 2001، ان «ارسال قوات من وزارة الداخلية الى الشيشان كان خطأ»، مشيرا الى ان عناصر هذه القوات يعودون بعد ذلك للخدمة في الشرطة وهم يعانون من «اعراض شيشانية».

واوضح ان «الشرطي الروسي يطلق النار هناك على اشخاص ويقتل ويتعرض لاطلاق النار عليه والان يعود وقد اثرت عليه (هذه الاحداث) في العمق ليسهر على النظام العام».

وعارض اوتشيف استخدام الجيش في الجمهورية الانفصالية، موضحا ان «دوره يقضي في المقام الاول بالدفاع عن البلاد». وتحدث عن المتمردين الشيشان فقال ان طبيعتهم « تبدلت منذ النزاع الاول. الذين كان عمرهم سبع او عشر سنوات في بداية الحرب عام 1994، بات عمرهم اليوم 17 او 20 عاما وتحولوا الى ذئاب حقيقية. وقد لاحظوا ان كل ما نفعله منذ عشر سنوات هو محاولة القضاء عليهم، وتربوا على فكرة ان عدوهم الوحيد هو روسيا».