مصدر كردي: العراقيون سيسترجعون كل برميل نفط أو دولار أخذه المرتزقة العرب

TT

تدرس اوساط داخل مجلس الحكم تقارير عن اوجه الفساد الذي تحكم بأجهزة ووكالات الامم المتحدة العاملة في العراق في عهد الرئيس العراقي المخلوع في اطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة العراقية والامم المتحدة المعروفة ببرنامج (النفط مقابل الغذاء). وذكر مصدر مطلع ان المجلس يعد لاجراء تعقيبات قانونية بحق المتورطين في تلك الملفات، وتعهد باسترجاع «كل برميل نفط او دولار اخذه المرتزقة العرب».

وبحسب المعلومات الأولية التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» فان التجاوزات المالية تقدر بملايين الدولارات تورط فيها عدد من كبار مسؤولي البرنامج حسب مصدر في مجلس الحكم الذي اكد وجود وثائق دامغة في وزارة الزراعة بتفاصيل تلك العمليات، متهما «رؤساء كبارا» في تلك الوكالات «كانت متعاطفة مع النظام السابق الذي كان يصر دائما على احلال موظفين من السودان والصومال في منظمات الامم المتحدة لأنهم اسهل في السيطرة عليهم، ودفعهم على قبول التجاوزات المالية، على عكس الاوروبيين الذين كان وجودهم في تلك الوكالات والمنظمات ضعيفا بتعمد من الحكومة العراقية لصعوبة ابتزازهم او شراء ذممهم». وقال مصدر كردي في المجلس ان الحصة المخصصة من البرنامج لاقليم كردستان والبالغة 13% لم تصرف في اي مرحلة من مراحل تنفيذ ذلك البرنامج بشكل سليم، ولم تصل في ابعد الحدود الى 6 أو7% من مجمل تخصيصات البرنامج كحصة ثابتة للاقليم، مضيفا ان منظمة الاغذية والزراعة الدولية المعروفة بالـ(فاو) وهي احدى وكالات الامم المتحدة كانت لها الحصة الاكبر في تلك التجاوزات.

واورد المصدر بعض الامثلة على ذلك بالقول «كانت كردستان بحاجة خلال عام 2001 الى توريد كميات من الاسمدة الكيمياوية لاستخدامها في الأمور الزراعية وقدرت الحاجة بنصف مليون دولار، لكن منظمة «الفاو» اشترت هذه الكمية بمبلغ 7 ملايين دولار فازت بعقد توريدها شركة ايطالية رغم ان شركة مصرية تعهدت بتوريد الكمية بنفس الجودة لكنها حرمت من العقد رغم ان المبلغ المرصود كان اكبر بخمسة أضعاف من تعهد الشركة المصرية.

واستطرد المصدر ان هذه المنظمة استوردت ايضا عددا من الجرارات الزراعية لتوزيعها على الفلاحين في كردستان، لكنها قامت باستيراد جرارات من موديل عام 1985 اعيد صبغها مجددا في الاردن لاستظهارها كموديل عام 1995.

وعندما سألته «الشرق الأوسط» عن اسباب سكوت السلطات الكردية عن تلك التجاوزات في وقتها، رد قائلا: لم نكن نجرؤ على ذلك لأن مسؤول المنظمة كان يهددنا بالغاء البرنامج في كردستان.

يذكر ان سكان المنطقة الكردية الذين كانوا يعتمدون على البطاقة التموينية لتسلم حصصهم الغذائية وفق البرنامج المذكور ابدوا تذمرهم الشديد في بداية تنفيذه بكردستان وقاموا بمظاهرات عديدة للاحتجاج على نوعيات الاغذية المجهزة اليهم خاصة ان العديد منها كانت من نوعيات رديئة، بل فاسدة وغير صالحة للاستهلاك البشري كما كانوا يزعمون.

وأكد المصدر ان الشعب العراقي مصمم على استرجاع كل برميل نفط او دولار تسلمه «المرتزقة العرب»، في وصفه لبعض الشخصيات السياسية والثقافية المتهمة بتسلم الهبات النفطية من الرئيس العراقي السابق والمعروفة بقضية «الكوبونات النفطية»، الى جانب ملاحقة مسؤولي الامم المتحدة، متعهدا بكشف الوثائق والادلة بعد انجاز التحقيقات التي بوشر بها.