دراسة سرية سبقت الحرب بثلاثة أشهر تكهنت بعقم البحث عن أسلحة دمار شامل في العراق

TT

تكهنت دراسة استخباراتية أميركية سرية أعدت قبل ثلاثة اشهر من الحرب في العراق بحدوث المشكلة التي تواجه ادارة الرئيس جورج بوش الآن وهي: احتمال ألا يجري العثور ابدا على أسلحة الدمار الشامل العراقية.

وحذرت الدراسة التي قام بها فريق من محللي الاستخبارات الأميركية وضباط في الجيش ومسؤولين مدنيين في وزارة الدفاع (البنتاغون)، من أن تؤدي الأساليب العسكرية الأميركية وحرب العصابات وأعمال النهب وأكاذيب المسؤولين العراقيين الى تقويض أسس البحث عن أسلحة العراق المحظورة. وقد تيسرت أجزاء من الدراسة لصحيفة «يو اس إيه توداي». وقال تقرير ديسمبر (كانون الأول) 2002 ان «تحديد برنامج اتسم بقواعد الانكار والتضليل ليس مهمة سهلة. ان غياب الأمن المديد وأعمال العنف والعصابات ما تزال الى حد كبير أسوأ حصيلة للحصول على ترسانة صدام من أسلحة الدمار الشامل».

وقال المسؤولون ان التقرير ذهب الى مجلس الأمن القومي ولكنه لم يعرض، على وجه التحديد، على الرئيس بوش.

وتناقض نتائج الدراسة تصريحات مسؤولين اميركيين من أنه سيجري الكشف عن مخابئ الأسلحة المحظورة.

وفي فبراير (شباط) عام 2003، بعد شهرين من انجاز الدراسة، أبلغ جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية المشرعين قائلا «أعتقد أننا سنعثر على مخابئ أسلحة الدمار الشامل قطعا». وكان تينيت على علم بالدراسة الداخلية وفقا لما قاله مسؤول في وكالة المخابرات المركزية يعمل مستشارا له. ولكن تينيت، الذي رفض التعليق، صور تحذيرات التقرير كواحد من سيناريوهات كثيرة محتملة.

وتغير رأي تينيت، فقد قال في جامعة جورجتاون الأسبوع الماضي ان «العثور على أشياء في العراق أمر شاق على الدوام».

وتثير الدراسة، التي ما تزال سرية، وتعليقات ديفيد كاي، الرئيس السابق للفريق الأميركي للبحث عن الأسلحة في العراق، الارتياب بملاحظة الرئيس يوم الأحد الماضي في برنامج «قابل الصحافة» على محطة «ان بي سي» من «اننا سنكتشف» ماذا حدث لأسلحة العراق. وكان كاي قد أبلغ المشرعين الشهر الماضي بأنه «سيكون هناك على الدوام ابهام غير محلول» بشأن مصير الترسانة العراقية.

وقال كاي انه الآن يعتقد أن العراق لم يمتلك أسلحة محظورة قبل الحرب وربما كان قد تخلص منها قبل ما يزيد على عقد من الزمن.

وتتفحص الدراسة سيناريوهات بينها استخدام العراق لأسلحة كيماوية وبيولوجية واحتمال عدم العثور على أسلحة. وقد بحثت الدراسة ولكنها رفضت احتمال ألا يكون العراق قد امتلك أسلحة محظورة.

ولم تقل الدراسة ان الباحثين عن الأسلحة «سيحاولون العثور على مجموعة ابر في كومة قش، مقابل خلفية عدم معرفة عدد الابر المخبأة».

ومن بين العوائق التي حددتها الدراسة الحركة السريعة المتوقعة للقوات البرية الأميركية في مناطق واسعة تاركة مواقع هامة عرضة للنهب. وتكهن التقرير ان حرب العصابات يمكن، أيضا، أن تخلق صعوبة بوجه البحث عن الأسلحة.

* خدمة «يو اس ايه توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»