سياسة جمع المتناقضات

TT

يكشف اغتيال سليم يندرباييف في قطر، في أول اغتيال سياسي تشهده منطقة الخليج منذ عام 1980، جانباً مما يصفه مراقبون بالتقاء «متناقضات» الدوحة.

فقطر على علاقة طيبة مع الحكومة الروسية الحالية برئاسة فلاديمير بوتين، لكنها مع ذلك سمحت ليندرباييف، الذي تعتبره موسكو «ارهابياً» ومتمرداً خارجاً على القانون، بالاقامة في اراضي قطر. ولكن هذه الحالة ليست استثنائية.

فقطر وفرت القواعد والتسهيلات العسكرية الاستراتيجية للقوات الأميركية في قاعدتي السيلية والعديد، وكان في قاعدة السيلية المركز الاعلامي واللوجستي الأول في حرب العراق وكانت كل البيانات العسكرية تخرج منها. اما قاعدة العديد فكانت المحور الرئيسي للعمليات الميدانية ومنها كانت الطائرات القاذفة تطير لتنفذ غاراتها على الأهداف العراقية. ومع هذا، كانت نبرة الاعلام الفضائي القطري، ممثلاً بمحطة تلفزيون «الجزيرة» تبدو مثيرة للأصوات المعادية بقوة لواشنطن، حتى ان الساسة الأميركيين وعلى رأسهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، ابدوا ضيقهم مما وصفوه بالتحريض على قواتهم وسياساتهم. كذلك رغم الارتباطات السياسية القطرية الوثيقة بواشنطن، كما هو معروف منذ بعض الوقت، يحتل مكانة بارزة في الاعلام القطري ساسة ناشطون مناوئون لواشنطن بينهم قيادات أصولية معروفة من ابرزها الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي. والجدير بالاشارة ان اسم القرضاوي المقيم في الدوحة كان في طليعة الاسماء المتداولة لتولي منصب المرشد العام لجماعة «الاخوان المسلمين» في مصر خلفاً للمرشد الراحل مأمون الهضيبي، وان لـ«الاخوان» موقفا رافضا تماماً للعلاقات مع اسرائيل وللحرب على العراق.

وعلى صعيد الصراع العربي ـ الاسرائيلي، لا تتحرج الحكومة القطرية، ولا سيما وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، من اللقاءات مع اركان الحكومة الاسرائيلية، ولا تمانع في علاقات اقتصادية وتجارية وثقافية مع اسرائيل.

وتستضيف قطر بعض وجوه حركة «حماس» الفلسطينية التي تهدد السلطات الاسرائيلية علناً باعتزامها ضربها وتصفية قادتها.