«الورقة الخضراء» حلقة وصل بين تجار المخدرات والإرهابيين وقطاع الطرق

شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»: البعثيون ورجال المخابرات السابقون يتخفون داخل الرحم الشيعي لخوض الحرب ضد التيار الديمقراطي

TT

شهدت مدينة السماوة في جنوب العراق سقوط صاروخين من نوع كاتيوشا على منطقتين سكنيتين تقعان على جانبي شارع الجسر، كانا في طريقهما الى مقر قوات التحالف، الساعة الخامسة فجرا اول من امس، منطلقين من قاعدة ارضية صنعت محليا في منطقة ام العصافير «حي الرسالة» الواقعة في منطقة «الزويد»، خلف ثانوية صناعة السماوة، من دون وقوع خسائر بشرية او اضرار مادية تذكر.

وذكر مدير شرطة السماوة المقدم كريم مناحي لـ«الشرق الأوسط» ان صاروخين من طراز كاتيوشا من اصل سبعة انطلقا من قاعدة من صنع محلي تحتوي على جهاز توقيت وهو عبارة عن جهاز لضبط الوقت خاص بغسالات الملابس، لم يتم ربطه بشكل احترافي مما ادى الى عرقلة انطلاق الصواريخ الباقية. واحال الاهتمام الاعلامي الكثيف والمنظم لمدينة السماوة من قبل الصحافة اليابانية، المدينة الى نقطة حمراء على الخريطة، اثر مجيء جنود قوات الدفاع الذاتي اليابانية للمساهمة في الاعمار وفق اتفاق عقد بين طوكيو وواشنطن. والسماوة رغم صغر حجمها وسكانها الذين يبلغون 600 الف نسمة تعد نقطة في مثلث حدودي خطر بين العمارة والسماوة وحدود المملكة العربية السعودية، جعلت اثرى رجال العراق منها عبر تجارة المخدرات والحشيشة والمشروبات الكحولية بانواعها، وكون المخدرات تحديدا تأتي من افغانستان وباكستان مرورا بايران الى الخليج العربي عبر بوابة العمارة لتستقر في السماوة استعدادا لرحلة الانتقال الى دول الخليج.

ويعد جكحيل وشرشاب من تجار المخدرات الكبار، الاول محاط بجنوده الذين لا تقوى الشرطة على اعتقالهم متحصنا في بيته الذي يقدر ثمنه بمليار وثلاثمائة مليون دينار عراقي والثاني معتقل منذ ايام في السعودية اثر عملية تهريب كمية كبيرة من المخدرات.

وحسب اهالي مدينة السماوة فان رجال المخدرات كانت لهم علاقات جيدة مع رجال المخابرات العراقية والبعثيين ابان حكم النظام المنهار ويتنقلون بحرية، مقابل حفنات من الدولارات، وتزويد ابناء الدكتاتور السابق بكميات من المخدرات. كما يعتقد اهالي المدينة ان هؤلاء لا ضمير لهم ويمتلكون القدرة على تنفيذ اي عمل مقابل المال.

المواطن مجيد عبد الرضا، 35 عاما، يعتقد ان تجار المخدرات وجدوا تجارة مربحة اخرى ارفقوها لعملهم في تهريب المخدرات وتلك هي تهريب (المقاتلين)، فكونهم قادرين على نقل عشرات الكيلوغرامات بامان من الحدود الايرانية الى الحدود مع دول الخليج، اكسبهم ذلك خبرة في نقل العناصر المسلحة والاسلحة والديناميت بين العراق والدول الاخرى.

وتتقاسم السماوة عشائر عدة تشتهر منها اربع الى الشمال هي عشيرة بني حجيم المعروفة بموقفها في ثورة العشرين العراقية وعشيرة آل زياد الواسعة الانتشار، اما في الجنوب فتقطن عشيرة آل زويد، وعشيرة العويلات التي يعرف بعض افرادها بممارسة اعمال التسليب وتهريب الحشيشة، مما دعا القوات الهولندية بالاشتراك مع شرطة السماوة الى تطويق عشيرة آل زويد قبل اسبوعين ليخرجوا بحصيلة جيدة من قذائف (آر. بي. جي) والصواريخ ومدافع الهاون واسلحة رشاشة خفيفة والغام ارضية ضد الدبابات والدورع، علاوة على اعتقال شيخ العشيرة الذي يحمل اسم (كليبج).

واعقب اعتقاله اعلان من القوات الهولندية بفتح الباب لاستقبال اي شكوى ضد افراد من عشيرة آل زويد وشيخها مما ولد ارتياحا لدى سكان المدينة.

عبد الستار الحساني، 40 سنة، قال ان العديد من افراد عشيرة العويلات جنوب السماوة والممتدة من الخضر حتى مدينة البطحاء يعملون بتهريب المخدرات والاغنام والاشخاص منذ سنين طويلة وهم وسيط لنقل الكتب والمنشورات المتشددة الى مركز لهم في البطحاء، وقال ان بعض العويليين من الناس الخطرين والمستعدين للهجوم على اي شخص وغير متحضرين اطلاقا لأنهم في الصحراء منذ ولادتهم، ولم يكافحهم نظام صدام رغبة في تركهم بؤرة للتهريب.

وتعد آصرة التعاون بين المسلحين من خارج العراق واللصوص والقتلة وتجار المخدرات هي ورقة الدولار التي صاروا يحصلون عليها بكميات هائلة عبر رحلات تستمر يوما واحدا.

وقال المواطن حسن عبد علوان: الارهابيون وتجار المخدرات ولصوص الطرق والبعثيون ورجال المخابرات السابقون في المثلث الايراني ـ العراقي ـ السعودي، يمثلون خطرا حقيقيا لكنه متخف داخل الرحم الشيعي المتنازع والخائض في حرب ضد التيار الديمقراطي ومطاردة بائعي البيرة وتفجير محال بيع الـCD والغام مقر الحزب الشيوعي، ومحاربة التيار الديمقراطي العلماني الذي يهدد المد الاسلامي التسعيني بعد اي تحسن يطرأ على الاقتصاد الداخلي واي استقرار للاوضاع السياسية والاجتماعية، وهكذا ـ حسب المواطن حسن عبد علوان ـ فان التيار الشيعي الذي يصبح كل يوم ويمسي على استذكار ويلات الحسين، صار ارضا لاستنبات الارهابيين والمهربين.