اتهام جندي أميركي مسلم كان من المقرر أن يتوجه للعراق الصيف المقبل بمحاولة تمرير أسرار عسكرية إلى «القاعدة»

أندرسون حاول الاتصال بشبكة بن لادن عبر منتديات إنترنتية أصولية

TT

قال مسؤولون عسكريون ان جنديا في الحرس الوطني الأميركي في ولاية واشنطن وجهت اليه تهمة محاولة تمرير اسرار عسكرية الى تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه اسامة بن لادن. وكان من المنتظر ارسال رايان اندرسون وهو احد افراد طاقم دبابة الى العراق في صيف هذا العام من قاعدة فورت لويس قرب تاكوما بولاية واشنطن حيث يوجد مقر وحدته.

وقال متحدث في قاعدة فورت لويس ان اندرسون القي القبض عليه اول من امس «لمساعدته العدو بمحاولته بطريقة غير مشروعة تقديم معلومات الى شبكة القاعدة الارهابية». واضاف المتحدث ان اندرسون سيحتجز في فورت لويس وان من المرجح ان تعلن المزيد من المعلومات في الايام الاربعة او الخمسة المقبلة.

وذكرت وسائل اعلام محلية ان اندرسون، 26 عاما، نشأ في ايفيريت بولاية واشنطن واعتنق الاسلام قبل 5 سنوات. ونشرت صحيفة «ذا هيرالد» الصادرة في بلدة ايفيريت قبل اسبوع تقريرا عن مشاركة اندرسون في احتفال لتكريم وحدته العسكرية. وجاء في التقرير ان اندرسون درس في جامعة ولاية واشنطن التاريخ العسكري «مع التركيز على الشرق الاوسط» وانه تطوع في مايو (ايار) 2002 في الحرس الوطني.

وأندرسون عضو في اللواء 81 المدرع في الحرس الوطني بولاية واشنطن الذي سينتشر قريبا في العراق. وجاء في بيان رسمي انه اعتقل «من دون حوادث» على اثر تحقيق مشترك للجيش ووزارة العدل ومكتب المباحث الفيدرالي (اف.بي.آي). وورد ان عناصر من هذه الهيئات الثلاث تظاهروا بأنهم من نشطاء «القاعدة» وكشفوا بذلك عن نشاطات أندرسون. وتفيد بعض المعلومات ان أندرسون حاول الاتصال بـ«القاعدة» عبر منتدى للنقاش على شبكة الإنترنت، لكن المتحدث العسكري الليفتنانت كولونيل ستيفن بارغر رفض التعليق على هذا التفصيل مكتفيا بالقول انه «سيمثل قريبا امام القضاء». وقال مسؤولون عسكريون ان أندرسون كان مدفوعا «عقائديا» وليس طمعا في المال في محاولته المزعومة لايصال معلومات عن قوة وحدته العسكرية واسلحتها وتحركاتها الى تنظيم «القاعدة» المتهم بتدبير الهجمات التي شنت على أميركا في 11 سبتمبر (ايلول) 2001 وهجمات على منشات أميركية في انحاء متفرقة من العالم ومتورط ايضا في بعض الهجمات على القوات الأميركية في العراق. ورغم البيان الرسمي فان ملابسات القضية تبقى غامضة خاصة في ما يتعلق بسبب اهتمام السلطات بأندرسون اصلا. كما ان من شأن هذه القضية ان تثير مجددا تساؤلات حول مدى «اخلاص» المسلمين العاملين في القوات المسلحة الاميركية. كما يواجه ثلاثة رجال آخرين يعملون لحساب القوات الاميركية في غوانتانامو تهمة انتهاك الاجراءات الامنية. الا ان المسؤولين العسكريين حرصوا على التأكيد على ان قضية أندرسون لا تعني ان الجيش سيشدد مراقبته للجنود المسلمين. وقال متحدث «نحن نحاول تجنيد مسلمين ونحاول تجنيد عرب». واستبعدت مصادر عسكرية ان تكون معلومات أندرسون مهمة بحكم رتبته العسكرية الواطئة.