ثمانية أحزاب إصلاحية إيرانية تتحالف معا لخوض الانتخابات في مواجهة المحافظين

TT

شكلت ثمانية احزاب اصلاحية ايرانية ما سمته «التحالف من اجل ايران»، وذلك استعدادا لخوض للانتخابات التشريعية المقررة في العشرين من فبراير (شباط) الجاري، وردا على تحالف عدد من الاحزاب المحافظة معا، ويأتي ذلك فيما حث المرشد الاعلى للجمهورية اية الله علي خامنئي الايرانيين على التوجه بكثافة الى صناديق الاقتراع لتوجيه صفعة على الوجه لاعداء الجمهورية. ويعد تدخل خامنئي في هذه المرحلة الاخيرة من الانتخابات امرا نادرا، غير انه مؤشر على خوف مؤسسات الدولة من تهديدات الايرانيين بمقاطعة الانتخابات. وذكرت وكالة الانباء الطلابية الايرانية نقلا عن علي اكبر محتشمي ـ بور المتحدث باسم هذا التكتل ان التحالف الجديد يضم التيار الذي يتزعمه الرئيس الايراني محمد خاتمي وهو جمعية العلماء المجاهدين (روحانيون مبارز) وحزب كوادر البناء وحزب العمل الاسلامي وحزب التضامن واخرون. واضاف ان التحالف الاصلاحي يترأسه رئيس مجلس الشوري (البرلمان) مهدي كروبي.

وحتى الان قرر عدد كبير من اصل 18 حزبا اصلاحيا منضويا في «ائتلاف الثاني من خورداد» ـ تاريخ انتخاب الرئيس محمد خاتمي عام 1997 في التقويم الفارسي ـ على رأسها جبهة المشاركة اكبر حزب اصلاحى بالبلاد والذي يتزعمه رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني، ومكتب تعزيز الوحدة، ابرز مجموعة طلابية، عدم المشاركة في الانتخابات. وتقررت المقاطعة بعد رفض مجلس صيانة الدستور الذي يهيمن عليه المحافظون، اكثر من 2300 ترشيح غالبيتها لاصلاحيين، بينهم خصوصا 80 نائبا في البرلمان المنتهية ولايته.

الى ذلك دعا المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي الايرانيين الى المشاركة بكثافة في الانتخابات للرد على «اعداء» النظام الاسلامي الذين يتوقعون نسبة امتناع عالية. وقال اية الله خامنئي امام عشرات الالاف من المصلين في جامعة طهران «يجب على الناس من اجل مصلحتهم الشخصية ومصلحة البلاد والنظام ان يصوتوا وجعل هذه الانتخابات حماسية». وتعتبر مداخلة المرشد الاعلى في صلاة الجمعة قبل اسبوع من الانتخابات امرا نادرا.

واضاف خامنئي ان «بعض الذين لا يريدون الخير لشعبنا، في العالم، يسعون الى عدم حصول الانتخابات او ان لا تكون حماسية». وتابع يقول «لقد فعل اعداؤنا كل شيء ضد الثورة وفشلوا. يسعون اليوم الى إحداث ثغرة بين الشعب والمسؤولين، لكن هذه الانتخابات تشكل ردا على العدو الذي سيدرك ان الناس يدافعون بشدة عن بلادهم ونظامهم».

وندد خامنئي ببعض البرلمانات الاوروبية التي انتقدت رفض ترشيحات بعض المرشحين الاصلاحيين. وحذر قائلا «تجاوزت بعض البرلمانات الاوروبية الحدود. اذا ما اقتصر تدخلها على الكلام وحسب، فليس للامر اهمية، اما اذا تحول هذا الكلام الى تدخل في شؤوننا، فان الشعب سيلقنها درسا لن تنساه».

وقال مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران «الانتخابات تشكل سدا بوجه الاعداء. ينبغي التصويت لكي تحصل الانتخابات بشكل مهيب». وانتقد ضمنا بعض الاصلاحيين الذين حاولوا «تثبيط عزيمة الناخبين ولعبوا بذلك لعبة اعداء» الجمهورية الاسلامية. ويؤكد محللون ان مقاطعة الايرانيين للانتخابات ستكون مؤشرا خطيرا على حجم الانفصام بين الشارع الايراني ومؤسسات الحكم، خاصة المحافظة منها. ويشيرون الى ان خامنئي نفسه سيكون في قلب الانتقادات الداخلية اذا ما فشلت هذه الانتخابات بسبب انحيازه الى المحافظين ورفضه تأجيل موعد عقدها لحين التوصل لحل حقيقي للمستبعدين الاصلاحيين من الانتخابات.