البيت الأبيض ينشر سجل الرئيس بوش في الحرس الوطني ليسكت منتقديه وأنباء عن تورط كيري في فضيحة جنسية

TT

تنبىء المعارك الكلامية العنيفة التي يخوضها الآن انصار الرئيس الجمهوري جورج بوش وانصار خصمه الديمقراطي المرجح جون كيري، بحملة انتخابية رئاسية محمومة. فقبل تسعة اشهر من الانتخابات الرئاسية في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) بدأ المعسكران ينقبان في ماضيي الرجلين بحثا عن اخطاء ارتكباها في سن الشباب قد تؤدي الى اسقاط الخصم مع اهتمام خاص بحقبة حرب فيتنام، الحدث الذي طبع بشكل كبير جيل المرشحين.

فمع انباء على الانترنت تدور عن فضيحة جنسية تمس جون كيري، نشر البيت الابيض وثائق تشير الى ان الرئيس جورج بوش كان قد تعرض للحبس بسبب جنح صغيرة خلال فترة دراسته الجامعية فضلا عن ارتكابه حادثتي سير ومخالفتين مروريتين بسبب تجاوزه السرعة المحددة وذلك قبل تجنيده في الحرس الوطني. وجاء الكشف عن هذه المعلومات لاول مرة ردا على اسئلة حول سجل بوش العسكري الذي تم حجبه عند نشر ملفاته للرأي العام. وتعتبر المخالفات المرورية جانبا مهما في ما يتعلق بخدمة بوش العسكرية. ذلك ان الحرس الوطني في الفترة التي كان بوش مجندا خلالها فيه بتكساس عادة ما كان يصدر اعفاء للشخص الذي يتعرض للحبس عدة مرات او يتركب عدة مخالفات مرورية. ويقول منتقدون للرئيس بوش انه تلقى معاملة خاصة للانخراط في صفوف الحرس الوطني وتجنب الخدمة في الخارج في الوقت الذي شهد ازدياد حدة القتال في حرب فيتنام. والتحق جورج بوش بالحرس الوطني عام 1968 وأنهى خدمته عام 1973 قبل اقل من عام من الموعد المحدد لانتهائها. وكان المتحدث باسم البيت الابيض، سكوت ماكليلان، قد كشف هذه الوثائق عقب نشر صحيفة «يو اس اي توداي» تقريرا اوردت فيه ان مسؤولين في قوات الحرس الوطني كانوا يشعرون بالقلق ازاء معلومات مثيرة للحرج في سجل بوش العسكري قبل نشر الملفات امام الرأي العام اعتبارا من عام 1999.

وقال مسؤول للصحيفة ان قلقا بالغا انتاب كبار الضباط في تكساس ازاء تعرض بوش للحبس في السابق بسبب ارتكابه بعض المخالفات. ومن جانبه نفى البيت اي مساع لحجب سجلات بوش او التخلص منها. واعرب ماكليلان عن دهشته ازاء ما وصفه بـ«هذا النوع من نظريات المؤامرة التي اختبار البعض اتباعها». واضاف معلقا: «الحقائق واضحة تماما الا ان هناك من لا يرغب فيها». وقال البيت الابيض ان المخالفات المرورية الاربع عبارة عن حادثتي اصطدام في يوليو (تموز) واغسطس (اب) 1962 ومخالفتين بتجاوز السرعة في يوليو واغسطس 1964. غير ان ماكليلان لم يشر الى اي سبب للحوادث الاربع واكتفى بالاشارة الى ان بوش دفع مبلغ 10 دولارات غرامة لتجاوز السرعة المحددة و25 دولاراً غرامة على حادثتي الاصطدام.

ولم يتضح ما ان كان المبلغ الاخير غرامة لحادثتي الاصطدام معا ام انه قيمة الغرامة لكل حادثة على حده. وكانت الحوادث الاربع قد دونت في الطلب الذي تقدم به بوش للالتحاق بالقوات الجوية التابعة للحرس الوطني. ويحتوي ملف بوش العسكري على وثيقة اخرى تطلب معلومات حول اي حالات حبس، الا ان اجزاء من هذه الصفحة طمست بحبر اسود. من جهة اخرى هاجم الديمقراطيون الجمهوريين عقب نشر موقع يميني على شبكة الانترنت ما وصفوه بـ«انهيار داخلي وشيك» للحملة الرئاسية لجون كيري بسبب فضيحة شخصية. فقد نشر موقع «دودج ريبورت» على شبكة الانترنت ان سيدة فرت من الولايات المتحدة في الآونة الاخيرة بسبب كيري الذي حاول من جانبه، حسبما جاء في موقع «دودج ريبورت»، الرد على مزاعم بارتكابه خيانة. وعلى الرغم من عدم توفر ادلة على هذه الادعاءات ونفي اجزاء رئيسية من المزاعم التي وردت في هذا السياق، اثار ما نشر على موقع «دودج ريبورت» حالة من التكهنات المحمومة وسط المسؤولين في واشنطن، فضلا عن تسليط الضوء على تأثير مواقع الانترنت غير التقليدية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

وورد في الموقع المذكور ان حوالي تسعة ملايين شخص زاروه عقب الاعلان عن نشر التقرير الخاص بكيري. ويعتقد محللون ان هذا التقرير يعتبر «اكبر مأزق حتى الان في حملة كيري» التي اصبح مسؤولوها في حيرة من امرهم ازاء هل يجب تجاهل هذه الادعاءات ام يصدر نفي رسمي، علما ان الخيار الثاني سيكون محط اهتمام وسائل الاعلام. وكان كيري قد قضى يوم اول من امس في منزله بواشنطن، بينما آثر مسؤولو حملته، الذين يحاولون تجنب صب الزيت على النار، تحاشي التعليق على ما نشر.

* خدمة «يو اس اي توداي» خاص بـ«الشرق الاوسط»