باكستان تؤكد أنها فككت شبكات تهريب الأسلحة وتتعهد باقتسام المعلومات التي في حوزتها مع العالم

الولايات المتحدة وليبيريا توقعان اتفاقا لاعتراض السفن المشتبه في حملها أسلحة دمار شامل

TT

عبرت باكستان امس عن ارتياحها للتصريحات التي اشاد فيها الرئيس الاميركي جورج بوش بنظيره الباكستاني برويز مشرف بسبب تصميمه على التصدي لعمليات نقل التكنولوجيا النووية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية مسعود خان ان باكستان «ستقاسم الاسرة الدولية كل المعلومات التي تكتشفها في اطار التحقيقات حول العمليات السرية لنقل تكنولوجيا نووية الى دول اخرى». واوضح المتحدث ان باكستان «فككت شبكة تضم عدة مهربين متورطين في عمليات التهريب غير المشروعة وشلت قدرتهم على الحركة». وأضاف انه «لن يسمح لهؤلاء باستئناف نشاطاتهم في اي ظرف كان».

ويأتي ذلك متزامنا مع توقيع الولايات المتحدة الاميركية وليبيريا امس اتفاقا لاعتراض السفن التي يشتبه في انها تحمل شحنات غير مشروعة من اسلحة الدمار الشامل او انظمة اطلاقها او المواد المتصلة بها، وذلك لدعم معاهدة تهدف الى منع انتقال الاسلحة الكيماوية او البيولوجية او النووية عبر العالم. ويأتى ذلك بينما اكدت اسلام اباد امس انها فككت الشبكات المحلية لتهريب التكنولوجيا النووية، وانها مستعدة لتقاسم المعلومات التي لديها مع الاسرة الدولية لتشديد الخناق على هذه النشاطات غير المشروعة. واوضحت وزارة الخارجية الاميركية ان الاتفاق يسمح بالصعود الى السفن التي ترفع العلم الليبيري ويشتبه في انها تنقل صواريخ اومعدات لأسلحة غير تقليدية. وقال ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الوزارة: «ليبيريا لديها ثاني اكبر سجل للسفن في العالم وهذا الاتفاق رسالة واضحة الى من ينشرون الاسلحة بأن الولايات المتحدة وليبيريا لن تسمحا باستخدام سفنهما لنقل مواد تثير خطر انتشار الاسلحة». وتشتهر ليبيريا بأنها تسمح لكثير من السفن التجارية برفع علمها.

ويدعم الاتفاق الذي وقعته اميركا وليبيريا المبادرة الامنية لحظر الانتشار التي اطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش في مايو (ايار) الماضي. وتهدف هذه المبادرة، التي انضمت اليها 15 دولة اخرى، الى وقف تدفق المواد المتصلة بالاسلحة الكيماوية والبيولوجية والصواريخ المتجهة الى دول لا تثق فيها واشنطن مثل كوريا الشمالية وايران.

ويقول مسؤولون اميركيون ان المبادرة حققت نجاحات بالفعل منها، مصادرة سفينة كانت في طريقها الى ليبيا في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي وعلى متنها معدات لاجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لصنع اسلحة نووية وهو ما ساعد على اقناع طرابلس بالتخلي عن طموحاتها النووية.

وفي اطار الجهود الدولية للسيطرة على شبكات تسريب التكنولوجيا النووية حول العالم، اعلنت شرطة جنوب افريقيا امس ان عناصر من الشرطة الاميركية يحققون في جنوب افريقيا في تهريب مواد نووية الى باكستان تورط فيه رجل اعمال من كيب تاون بجنوب غربي البلاد. وقالت المتحدثة باسم الشرطة ماري مارتنز ـ انغلبريشت ان المحققين «اجروا مناقشات في كيب تاون مع محققينا». واضافت ان المحققين الاميركيين «طلبوا مسبقا مساعدتنا ولا استطيع ان اضيف أي معلومات لأن التحقيق ما زال جاريا».

ويأتي هذا التحقيق بعد اعتقال الضابط السابق في الجيش الاسرائيلي اشر كارني في دنفر في ولاية كولورادو الاميركية في الثاني من يناير (كانون الثاني) الماضي بتهمة محاولة نقل 66 صاعقا لاسلحة نووية الى باكستان بواسطته شركته «توب كيب تكنولوجي» التي تتخذ من كيب تاون مقرا لها.

وقالت السفارة الاميركية في بريتوريا ان عناصر من قوى الامن الاميركية «يتعاونون بشكل وثيق مع نظرائهم في جنوب افريقيا في هذا التحقيق المستمر». واضافت ان اي تفاصيل اضافية في هذا الشأن يمكن الحصول عليها من وزارة العدل في واشنطن. وقد افرج عن كارني بكفالة بانتظار محاكمته في الولايات المتحدة حيث يمكن ان يصدر حكم بسجنه حتى عشر سنوات اذا تمت ادانته.