المعارضة السودانية تبدأ اجتماعاتها في أسمرة ومتمردو دارفور ينضمون للتجمع

TT

يبدأ الرئيس السوداني عمر البشير الخميس المقبل زيارة الى ولايات دارفور غرب البلاد، هي الاولى من نوعها منذ تسخين الاوضاع هناك منتصف العام الماضي بسبب نشوء حركة تمرد مسلحة ضد الخرطوم.

وتأتي زيارة البشير بعد ايام من اعلانه نهاية العمليات العسكرية في دارفور «ودحر المتمردين في مسارح القتال كافة»، في وقت تفيد فيه التقارير المنسوبة للمتمردين بانهم «قطعوا الطرق بين مدن ولايات دارفور الثلاث: شمال دارفور، جنوب دارفور، غرب دارفور». وقالت مصادر مطلعة ان زيارة البشير تهدف الى الاطمئنان على الاوضاع كافة بعد انتهاء العمليات العسكرية في تلك المناطق. وفتحت الحكومة السودانية امس عددا من الممرات بولايات دارفور للمنظمات الدولية لتوصيل الاغاثة للمتضررين من الحرب في الاقليم، وذلك قبل يومين من الموعد السابق الذي حددته في استجابة لطلب أميركي حمله مدير المعونة الأميركية الذي يزور السودان الآن. واسفرت الاحداث الدامية في دارفور عن مقتل الآلاف ونزوح حوالي 700 الف من المدنيين الى مدن دارفور الكبرى ونحو 100 الف لاجئ الى تشاد المجاورة.

وحددت الحكومة في بيان اصدرته أول من امس فتح ممرات الفاشر، وكتم، وأمبرو، وكرنوي، والطينة، في ولاية شمال دارفور. أما في ولاية غرب دارفور فسيتم فتح ممرات الجنينة، وزالنجي، ومورني، وكلبس، في حين قررت الحكومة فتح جميع الممرات في ولاية جنوب دارفور. وقال محمد يوسف عبد الله وزير الدولة بالشؤون الإنسانية في البيان الذي حمل توقيعه إن الدولة قررت فتح مجالات التحرك ابتداء من اليوم لعواصم ولايات دارفور الثلاث. واشترط يوسف على المنظمات الالتزام باستخراج (أذونات) التحرك مسبقاً. وبدأ ونتر نائب مدير المعونة الأميركية والوفد المرافق له زياراته التفقدية امس لمدينة كادقلي في جنوب كردفان، ومنها يتوجه الى عدة مدن بدارفور في اطار مهمته التي تستغرق 6 ايام، قبل ان ينتقل الى نيروبي للالتقاء مرة أخرى بالحركة الشعبية. وفي اطار الحضور الأميركي الكثيف في الخرطوم هذه الايام، بدأ عدد من مندوبي شركات استثمارية أميركية بحث سبل الاستثمار في البلاد على ضوء اقتراب توقيع اتفاق السلام بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان ينهي 20 عاما من الحرب المتواصلة في الجنوب. وكان شارلز اسنايدر مساعد وزير الخارجية الأميركي قد انهى مباحثات مطولة مع المسؤولين في الخرطوم بلقاء حول العلاقات الثنائية وأزالت عثرة المفاوضات في الجولة المقبلة التي من المقرر ان تبدأ في ضاحية نيفاشا الثلاثاء المقبل والخطوات التي يجب أن تتخذ عقب توقيع اتفاق السلام بالتركيز على الدور الأميركي في مساعي احلال السلام. وفي اسمرة، وافقت المعارضة السودانية امس على طلب الامين العام لحركة تحرير دارفور مني اركو مناوي على الانضمام للتجمع الوطني الديمقراطي «تحالف المعارضة السودانية».

وكان مناوي قد طلب من رئيس التجمع محمد عثمان الميرغني ومساعد الرئيس فاروق ابو عيسى الانضمام الى التجمع. وقال الناطق الرسمي باسم التجمع حاتم السر علي «ان التجمع ابوابه مفتوحة لكافة القوى السياسية التي تؤمن بمواثيقه وأدبياته المختلفة»، وأكد «ان انضمام حركة تحرير دارفور الى صفوف التجمع من شأنه ان يعجل بخطوات الحل السياسي الشامل ولا يعرقله».

من جهته، رحب ياسر عرمان المتحدث باسم الحركة الشعبية بانضمام حركة تحرير دارفور الى صفوف التجمع، وقال «تعتبر خطوة مهمة واضافة حقيقية ونوعية للتجمع الوطني الديمقراطي».

وفي الوقت ذاته اعلن رئيس الدوائر السياسية لقوات التحالف السودانية الدكتور تيسير محمد احمد عن اقامة خط ساخن بين مسرح العمليات العسكرية في دارفور واذاعة «التجديد» و«الحرية» التابعة للتجمع.

كما رحب الفريق عبد الرحمن سعيد نائب رئيس التجمع بانضمام حركة دارفور، وقال «لديهم قضية عادلة يقاتلون من اجلها وان دعمنا لهم مستمر، داعيا الحكومة السودانية ايقاف العمليات العسكرية وقف المدن».

في غضون ذلك، بدأت قيادات المعارضة في اسمرة امس عقد اجتماع حاسم من المقرر ان يستمر 3 ايام وذلك بحضور الميرغني وقرنق، ومن المقرر ان تتركز المناقشات حول الاوضاع في دارفور وتقدير الموقف السياسي على ضوء المستجدات الحالية بعد توقيع اتفاق جدة الاطاري وما يجري في مسار محادثات ماشاكوس ومستقبل التجمع. ومن المحتمل ان يلحق بالاجتماعات وفد من حزب الامة بقيادة فضل الله برمة ومريم الصادق المهدي.

وكانت جلسة الافتتاح قد بدأت امس بتقرير مقدم من قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور جون قرنق يتعلق بتطورات مفاوضات السلام الجارية في نيفاشا بكينيا. واكد قرنق انه سيحضر كافة اجتماعات هيئة القيادة المنعقدة حاليا في اسمرة قبل التوجه الى نيفاشا.