عشية المؤتمر الثاني للعشائر: الشيوخ الكبار يرفضون التدخل في السياسة والصغار يعدون أنفسهم للعب دور في تعزيز الاستقرار

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: تحاول العشائر، وهي احد اعمدة المجتمع في العراق وكانت شكلت مفصلا اساسيا في سلطة صدام حسين، تنظيم نفسها للعب دور سياسي في البلاد.

وقد برز على السطح عشرات المجالس العشائرية منذ سقوط النظام السابق قبل عشرة اشهر. وقال الن كينغ مسؤول مكتب الارتباط مع العشائر، والذي شكلته سلطة الائتلاف المؤقتة في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، «كان في بغداد وحدها حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 14 مجلسا». واضاف «في كل محافظة، كان هناك على الاقل مجلس كبير له فروع في جميع المدن».

وتحت نظام صدام، لعبت العشائر دورا مهما تحت اشراف النظام الذي كانوا يدينون له بالولاء، وكان الرئيس المخلوع عين عام 1995 ابن عمه ركان رزوقي المجيد الذي يبحث عنه الاميركيون اليوم مسؤولا عن مكتب العشائر كما عين افرادا من عشيرته، الدليمي، في مناصب مهمة.

واوضح كينغ ان كبار مشايخ العشائر يرفضون الدخول في الساحة السياسية، اما المشايخ من الفئة المتوسطة فقد بدأوا بتنظيم انفسهم بواسطة مجالس». ومن جهته، قال سامي الدليمي مسؤول الاتحاد الوطني لعشائر وقبائل العراق ان «بلدنا مر بمرحلة صعبة جدا ونحاول توحيد صفوفنا لاسماع اصواتنا لدى سلطة الائتلاف ومجلس الحكم».

وقال الرئيس حكمت عبد الامير السعدي «نريد المساعدة على اعادة السياسة والاقتصاد. نريد مشاركة الاحزاب السياسية والسلطات الدينية في تعزيز الاستقرار».

وكان يتحدث خلال تدشين مقر الاتحاد الاسبوع الحالي بحضور مسؤولين عراقيين وجيم ستيل ممثل الحاكم الاميركي المدني بول بريمر.

واضاف السعدي «نرغب في ان تحترم حقوقنا خلال المرحلة الانتقالية (مطلع يوليو / تموز 2004 حتى نهاية ديسمبر / كانون الاول 2005) وان يكون الامن تاما وان تجري انتخابات عامة».

من جهته، قال رئيس مجلس زعماء القبائل والعشائر في منطقة بغداد عبد العال مهدي القريشي ان «العشائر يجب ان تسعى الى دور سياسي».

وبدوره، قال علي ناصيف التميمي نائب رئيس اتحاد العشائر العراقية المستقلة ان «العشائر تطالب بتمثيلها في مجلس الحكم لان دورها كبير في فرض الامن» في اشارة الى المسلحين من ابناء العشائر الذين يشكلون قوة رديفة للاجهزة الامنية.

واوضح بيان ارسل الى وزارة الداخلية والقوات الاميركية من زعماء شيعة انهم شكلوا قوة لحماية الامن والاستقرار في العراق «من اجل حماية حقوق الشعب العراقي الى جانب قوات الائتلاف والشرطة العراقية».

وقال نائب رئيس هذه القوة عزيز هلال جابر الحسيني ان عديدها يبلغ حوالى الفي مسلح. كما تحاول الاحزاب السياسية التقرب من العشائر لضمان نيل تأييدها في الانتخابات العامة.

وقد دعا الرئيس الدوري لمجلس الحكم، وهو رئيس الحزب الاسلامي العراقي، المئات من زعماء العشائر الى «المؤتمر الثاني للعشائر» في احد مساجد بغداد الاسبوع الحالي. الا ان كينغ كشف ان زعماء العشائر الذين يريدون الدخول في عالم السياسة «يتمتعون بنفوذ غالبا ما يكون محدودا بعدد قليل من افراد العشيرة». واضاف ان «نجاحهم رهن بقدرتهم على اقناع الناس ببرنامجهم السياسي».