بوش يستقبل شارون بعد 5 أسابيع وإسرائيل تعرب عن ارتياحها لهجوم باول على عرفات

TT

اكدت مصادر اسرائيلية رفيعة ان الرئيس الاميركي، جورج بوش، قرر استقبال رئيس الوزراء ارييل شارون، بعد 5 ـ 6 اسابيع في نهاية شهر مارس (آذار) المقبل، في البيت الأبيض لبحث خطة الفصل من جانب واحد. ويبدأ الاعداد للزيارة في الاسبوع المقبل.

في الوقت نفسه اعربت هذه المصادر عن ارتياحها البالغ من التصريحات الاميركية الأخيرة التي تمتدح موقف شارون، وآخرها تصريح وزير الخارجية كولن باول امس، الذي حمل فيه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المسؤولية الكاملة عن عرقلة مفاوضات السلام.

وقال أحد مساعدي شارون امس ان التفهم الذي تبديه ادارة الرئيس بوش لمواقف شارون تدل على ان العلاقة بين الحكومتين تبلغ الأوج في تاريخ العلاقات الاميركية ـ الاسرائيلية.

وكان باول قد القى محاضرة امس في جامعة فرينستون، فوجدها فرصة ليوجه تحيات خاصة الى شارون على التزامه بـ«خريطة الطريق» ورؤية الرئيس بوش. وقال ان خطة الفصل التي يطرحها شارون جاءت كمخرج ذكي من المأزق الذي وصلت اليه العلاقات الاسرائيلية ـ الفلسطينية، وهي تنسجم مع «خريطة الطريق» ولم تأت بديلا عنها. وفي الوقت نفسه هاجم باول عرفات بقوله: «عرفات ادى الى انهيار حكومة (محمود عباس) ابو مازن ويعرقل حاليا عمل حكومة (احمد قريع) ابو علاء ويخرب على جهود الادارة الاميركية لمكافحة الارهاب الذي يمارس ضد اسرائيل».

ومع ذلك، فقد انتقد باول بعض جوانب السياسة الاسرائيلية ودعا شارون الى تخفيف معاناة الفلسطينيين وازالة البؤر الاستيطانية العشوائية وتجميد البناء داخل المستوطنات القائمة وتحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين. إلا ان الاسرائيليين رأوا ان هذا الانتقاد لم يتعد الضريبة الكلامية، وان الأهم منه هو الموقف الجوهري الذي يحمل الفلسطينيين مسؤولية فشل الجهود السلمية.

واكدوا ان الرئيس بوش سيستقبل غدا الوفد الاميركي الرفيع الذي كان ارسله الى اسرائيل نهاية الاسبوع المنصرم، ليتدارس مع الاسرائيلين في خطة شارون ويسمع رأي الفلسطينيين فيها. وفي مطلع الاسبوع المقبل سيسافر الى واشنطن مدير مكتب شارون دوف فايسغلاس، لكي يبدأ في ترتيب زيارة رئيس حكومته الى الولايات المتحدة في نهاية الشهر المقبل.

وفي الوقت الذي يجترح فيه شارون تلك المدائح على سياسته ما زالت الأرض الفلسطينية المحتلة تتعرض لسياسة تعزيز الاستيطان وتوسيعه بأعلى وتيرة شهدتها في تاريخها. ويتبين بوضوح ان السياسة المعلنة للحكومة في الموضوع الاستيطاني مغايرة تماما للسياسة الممارسة فعليا.

وقدم مثل صارخ على هذا التناقض، مساء اول من امس عندما اقدم المستوطنون على توسيع احدى البؤر الاستيطانية قرب نابلس، وتدعى «الوني شيلا».

فقد اكتشفت الشرطة الاسرائيلية ان المستوطنين ينقلون اليها 3 حافلات لاستخدامها بيوتا مؤقتة. فتحركت ببطء شديد ومنعت وصول حافلتين. لكن المستوطنين نجحوا في تثبيت المبنى الثالث واعلنوا انهم سيستخدمونه كنيسا.

وفي البداية راح رجال الشرطة يحاولون مصادرته لاخراجه من المكان. إلا انهم تلقوا الأوامر فجأة بالتوقف عن ذلك والعودة الى قواعدهم. وقال المستوطنون ان الشرطة تراجعت نتيجة لقوة مقاومتهم. إلا ان الناطق بلسان الشرطة قال ان تأجيل قرار الاخلاء هو اجراء مؤقت.

يذكر ان هذه المستوطنة قائمة منذ خمس سنوات وتضم 15 عائلة يهودية. وسبق ان ازالتها قوات الشرطة في زمن حكومة ايهود باراك، لكن المستوطنين عادوا اليها.