الأمم المتحدة تقترح خطة «دقيقة» لاستئناف مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل تحت إشراف أميركا وفرنسا ودول أخرى

TT

سلمت الامم المتحدة سورية واسرائيل سلسلة من المقترحات المفصلة بهدف استئناف مفاوضات السلام المجمدة بين الجانبين منذ يناير (كانون الثاني) 2000، حسبما أفادت تقارير في لندن أمس. واضافت التقارير عن مصادر دبلوماسية غربية ان المقترحات «دقيقة جدا». وحسب صحيفة «فايننشال تايمز» الاقتصادية فان الامم المتحدة تقترح ان تجري هذه المفاوضات الجديدة بإشراف عدد من الدول من بينها الولايات المتحدة الحليفة الرئيسية لاسرائيل، وفرنسا التي تقيم علاقات «متينة» مع دمشق. وقال دبلوماسي مطلع على مبادرة الامم المتحدة «اذا كانت هناك إرادة يمكن للطرفين الذهاب الى المفاوضات»، لكن الدبلوماسيين يقرون بأن الطريق سيكون شاقا. فاسرائيل منشغلة بخطة السلام المضطربة مع الفلسطينيين ويطالب الاسرائيليون في الوقت نفسه بأن تطرد دمشق المنظمات الفلسطينية كبادرة حسن نية تجاه اسرائيل قبل استئناف المفاوضات.

وقد توقفت المفاوضات بين سورية وإسرائيل منذ يناير 2000. وتطالب دمشق باستعادة كل هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ 1967 لابرام اتفاق سلام. وقبل توقف المفاوضات وافقت الحكومة الاسرائيلية على انسحاب شبه كامل من الجولان باستثناء شريط ضيق على طول الضفة الشرقية لبحيرة طبرية المصدر الرئيسي للمياه العذبة لإسرائيل.

وقالت الصحيفة ان دمشق لا تتوقع ان توافق حكومة إرييل شارون على إعادة كل الهضبة لكنها تبدو مستعدة لاستئناف المفاوضات على ما يبدو للحد من الضغوط القوية التي تمارسها الولايات المتحدة. من جانبها، تستعد الولايات المتحدة لتطبق على الاقل جزئيا قانونا تم تبنيه في نهاية العام الماضي لفرض عقوبات على سورية التي ترى واشنطن في ايوائها مكاتب لمنظمات فلسطينية مناهضة لاسرائيل دعما للإرهاب. وذكرت الصحيفة ان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام أكد ان دمشق وجهت رسائل الى اسرائيل عبر وزير الخارجية التركي عبد الله غل بشأن المفاوضات.

وفي دمشق جدد معاون وزير الخارجية السوري وليد المعلم التأكيد على الموقف السوري تجاه استئناف المفاوضات السلمية على المسار السوري الإسرائيلي، مشدداً على ضرورة أن تستأنف هذه المفاوضات من حيث توقفت ولافتاً إلى أن إسرائيل بحاجة للإرادة السياسية الواضحة لاغتنام هذه الفرصة، ومؤكداً من جديد أن سورية حين تتفاوض فإنها تتفاوض في العلن وليس في الخفاء. وقال معاون وزير الخارجية السوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس «إن موقف سورية معروف منذ أن أعلن الرئيس بشار الأسد في لقائه الصحافي مع صحيفة «نيويورك تايمز» أنه إذا كانت إسرائيل جاهزة لاستئناف المحادثات من حيث توقفت، للبناء على ما تم إنجازه خلال عشر سنوات من المفاوضات، فإن الطريق إلى هذا الهدف واضح». وأضاف المعلم «إن إسرائيل تحتاج إلى إرادة سياسية واضحة لاغتنام هذه الفرصة الحقيقية»، مؤكداً من جديد «إن سورية لا تتفاوض من تحت الطاولة، وقد جرت المفاوضات دائماً باشتراك الولايات المتحدة الأميركية، وبصورة معروفة بداياتها ونهاياتها للجميع».