انتقادات في مدريد والرباط لتصريحات وزير الدفاع الإسباني بشأن جزيرة ليلى

موراتينوس: أفضل سياسة دفاعية لإسبانيا هي إقامة علاقة جيدة مع المغرب

TT

قالت مصادر سياسية في الرباط لـ«الشرق الأوسط» ان اوساطا يمينية متشددة في اسبانيا تسعى لاستفزاز المغرب واثارة الخلافات بين البلدين، في وقت بدأت تشهد فيه العلاقات تطبيعا على اكثر من صعيد.

وكانت المصادر تعلق امس على تصريحات فريدريكو تريو، وزير الدفاع الاسباني، التي اكد فيها خلال اجتماع للحزب الشعبي الحاكم أن خوسيه ماريا أثنار رئيس الحكومة الاسبانية سيرأس يوم الاربعاء المقبل في مدينة اليكانتي (شرق اسبانيا)، حفل تكريم عناصر القوات العسكرية الاسبانية التي اقتحمت جزيرة ليلى في يوليو (تموز) 2002، وقامت بابعاد وحدة من القوات المغربية عنها. وهي تصريحات اعتبرت بمثابة رسالة موجهة ضد المغرب، رغم توصل البلدين في اعقاب تلك الازمة الى تسوية سلمية بوساطة اميركية، واتفقا على اعادة وضع الجزيرة كما كان قبيل اندلاع الازمة التي كادت تزج بالبلدين في مواجهة عسكرية.

واثارت تصريحات وزير الدفاع الاسباني امس ردود فعل في اسبانيا، حيث وصفها غاسبار لياماسيراس، المنسق العام لحزب اليسار الاسباني الموحد (معارضة) بأنها تصريحات «حمقاء»، مشيرا الى تصريح وزير الدفاع الاسباني الذي قال فيه انه كان يأمل في بسط النفوذ على جزيرة ليلى منذ ثماني سنوات لتمكين الصيادين الاسبان من الصيد في المياه المغربية.

وقال لياماسيراس: «اذا كانت القوة العسكرية هي الوسيلة لتسوية الخلافات مع بلد جار مثل المغرب، فانني لم اعد افهم اي معنى لسياسة حسن الجوار». من جهته، قال ميغيل أنخيل موراتينوس العضو القيادي في الحزب الاشتراكي العمالي المعارض، معلقا على تصريحات وزير الدفاع الاسباني، ان «افضل سياسة دفاعية بالنسبة لاسبانيا هي اقامة علاقات جيدة مع المغرب».

وقالت المصادر المغربية ان سلسلة من الحوادث التي وقعت في الآونة الاخيرة، تؤشر الى وجود نوايا لدى بعض الاطراف الاسبانية اليمينية المتشددة ازاء خلق توتر بين البلدين، بهدف توظيفه في مجريات الحملات الانتخابية التي تشهدها اسبانيا حاليا.

يذكر ان اثنار يعتزم الانسحاب من الحياة السياسية اثر الانتخابات التشريعية التي تجري في منتصف مارس (آذار) المقبل.

ورغم قيامه نهاية العام الماضي بزيارة رسمية للمغرب، استقبل خلالها من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، واعطيت خلالها اشارة الانطلاق لمشاريع التعاون المشترك في عدد من الملفات الاقتصادية والمالية والامنية والهجرة، فإن اجواء العلاقات شهدت مظاهر توتر، كان من ابرزها حادث اختراق طائرات مقاتلة اسبانية لاجواء مدينة الناظور المحاذية لمدينة مليلية المحتلة من قبل اسبانيا، وهو الحادث الذي وقع منذ اسبوعين واحتج عليه المغرب.