تبرعات قياسية لحملة إعادة انتخاب بوش... تواجهها جدية التحدي الديمقراطي

TT

نجحت ادارة حملة إعادة انتخاب الرئيس جورج بوش في جمع تبرعات تقدر بـ143.5 مليون دولار اميركي بنهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، بالاضافة الى 104.4 مليون دولار اخرى في حساب الحملة المصرفي. من المتوقع ان يعتمد الجمهوريون على هذه الميزانية بصورة رئيسية غداة توصل الحزب الديمقراطي الى مرشح لمنافسة بوش في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. ادارة حملة بوش أعلنت انها نجحت في جمع 12.8 مليون دولار خلال يناير الماضي من 50000 متبرع جديد. ويرى مراقبون ان بوش يسير في اتجاه تحقيق هدفه بجمع تبرعات قدرها 170 مليون دولار بنهاية ابريل (نيسان) المقبل، ان لم يكن قبل ذلك، بغرض دعم حملته الانتخابية الرئاسية. إلا ان الارقام التي تشغل بال المخططين الجمهوريين القلقين هذه الأيام هي تلك المتعلقة بنتائج استطلاعات الرأي. فقد اشارت نتائج استطلاعات اجريت في الآونة الاخيرة الى تقدم المتنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي، وهما السناتور جون كيري (ولاية ماساتشوستس) والسناتور جون ادواردز (ولاية نورث كارولينا) على بوش. وفي حين بهرت فعالية حملة بوش في جمع التبرعات خبراء السياسة، فإن انسحاب حاكم ولاية فيرمونت السابق هوارد دين من سباق الديمقراطيين التمهيدي يعد مؤشراً على ان النجاح في جمع التبرعات لا يعتبر بالضرورة ضمانة للحصول على اصوات الناخبين. فقد نجح دين في جمع 50 مليون دولار، لكنه فشل في الفوز بأي سباق تهميدي او مؤتمر محلي قبل ان يعلن تعليق حملته بعدما حل ثالثاً خلف كيري وادواردز في انتخاب ولاية وسكونسن التمهيدي. من جهة أخرى، رفع ادواردز تقريرا يوم اول من امس الى الجهات المسؤولة اوضح فيه انه تسلم مبلغ مليوني دولار كتبرعات فردية بالاضافة الى 3.4 مليون دولار من السلطات الفيدرالية خلال شهر يناير الماضي. ويشار الى ان ادواردز تلقّى خلال حملته منذ بدايتها مبلغ 22.5 مليون دولار، بما في ذلك مبلغ 5.1 مليون من السلطات الفيدرالية، إلا ان الاموال النقدية التي كانت بحوزته عند نهاية الشهر لم تتجاوز 500000 دولار. وأشارت مصادر في حملته الى ان عمليات جمع التبرعات نشطت في الآونة الاخيرة عقب احتلاله المرتبة الثانية في معركة وسكونسن. ولم تعلن بعد الارقام الخاصة بالتبرعات التي نجح في جمعها حتى الآن منظمو حملة كيري. حجم التبرعات لحملة إعادة انتخاب بوش، سجل كما سبقت الاشارة رقما قياسيا فاق الرقم الذي سجلته حملته عام 2000 عندما جمع تبرعات تزيد عن 100 مليون دولار، إلا ان كثيرين داخل الحزب الجمهوري يتساءلون الآن عما اذا ستوقف الحملة جمع التبرعات وتتجه الى الشروع في إنفاق ما جمع من تبرعات حتى الآن. والجدير بالذكر ان ردات الفعل التي ظهرت حتى الآن من جانب بوش ونائبه ديك تشيني وفريقهما السياسي على انتقادات المنافسين الديمقراطيين قد جاءت من خلال بيانات صحافية وأحاديث من حين الى آخر فضلا عن اللقاءات الاعلامية وما ينشر على شبكة الانترنت. ولم يسلط المسؤولون عن حملة بوش وتشيني ضوءاً كافيا يوم اول من امس على اعلاناتهم الانتخابية المتوقعة عبر الراديو والتلفزيون. وقال المتحدث باسم الحملة، سكوت ستانزيل، حاثا المتابعين على ترقب الخطوة المقبلة، وعلق قائلا انهم اشاروا من قبل الى ان «هذه المعركة ستستقر على متنافسين اثنين فقط». ويرى محللون ان السبب في هجوم الجمهوريين الشرس على جون كيري عبر شبكة الانترنت هو اعتقادهم في انه سيكون المنافس الرئيسي لبوش. وكان الهجوم الجمهوري عليه يهدف على ما يبدو الى تصويره كـ«منافق» عندما صوّر نفسه معارضاً للمصالح الخاصة. وكان الجمهوريون قد ابرزوا في إطار هجماتهم على سجل كيري في تلقي التبرعات من اعضاء مجموعات الضغط وآخرين اصحاب اعمال تجارية في واشنطن. بيد ان محللين سياسيين شككوا يوم اول من امس في مدى مقدرة معسكر بوش على التمسك بهذه الحجة اذا اخذ في الاعتبار مصادر تبرعات بوش لحملته. وفي هذا السياق يقول دوايت موريس، وهو محلل لأساليب تمويل الحملات الانتخابية، ان حملة بوش تستفيد من اموال طائلة من قطاع الخدمات المالية والعقارات والانشاءات من مختلف الولايات. وأضاف معلقا ان «بوش اذا كان لديه 105 مليون دولار في البنك مسبقا، يجب ألا يرمي المصالح الخاصة بالحجارة».

وطبقا لتحليل موريس للمعلومات الخاصة بالحملات الانتخابية، فإن بوش كان الأوفر حظا في الحصول على مساهمات من متبرعين لهم صلة بمؤسسات مالية ومحاسبية مثل «برايسووتر هاوس كوبر» (409000 دولار) و«ميريل لينش» (396000 دولار) و«يو اس بي فاينانشيال سيرفيسيز» (283000 دولار). وأشار موريس الى ان بوش تسلم 50000 دولار من 69 مؤسسة تجارية عبر مسؤوليها وموظفيها.

ولكن المسؤولين في حملة إعادة انتخاب بوش وتشيني يشددون على ان حملتهم ستتخذ اسهل الطرق. وقال ستانزل ان الديمقراطيين دأبوا على اطلاق هجمات سلبية ضد بوش على مدى شهور، وأضاف ان حملة الجمهوريين، في المقابل، عندما تبدأ ستركز على نظرة بوش المستقبلية الايجابية لاميركا، فضلا عن التركيز على قيادته الثابتة للولايات المتحدة في اوقات المخاطر والصعوبات. مع هذا يعتقد عدد من محللين سياسيين ان على فريق بوش التحرك على وجه السرعة لمحو الصورة السلبية التي رسمها الديمقراطيون عن ادائه لعمله. وللعلم كان معظم منتقدي الرئيس قد استفادوا في الآونة الاخيرة من التعليقات التي ذكر خلالها مستشارو بوش الاقتصاديون ان نقل بعض الوظائف الاميركية الى الخارج يعتبر في مصلحة الاقتصاد الاميركي وأن صنع الهامبرغر في مطاعم الوجبات السريعة يعد «وظائف صناعية».

*خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»