دلائل تشير إلى إمكانية لجوء الإرهابيين إلى تحويل سيارة «الموت» المختبئة في ربوة الرياض إلى سيارة إسعاف

TT

10 أيام، وحي الربوة (شرق الرياض) في حصار، تحسباً لخروج «سيارة الموت» بأية صورة، أو طريقة.

ويترقب رجال الأمن المنتشرون على منافذ الحي أي تغيير قد يطرأ على هيئة السيارة المطلوبة من نوع «جمس سوبربان» الذي يحمل الرقم «د.ن.أ 034»، سواء بتغيير اللون أو الرقم، أو الهيئة كاملة بجعلها كالسيارة المستنسخة لأية سيارة إدارة حكومية تستخدم ذات النوع من السيارات.

ولتحويل السيارات المفخخة إلى سيارات ذات هيئة حكومية، أو إنسانية، سوابق مع تنظيم «القاعدة»، وآخرها محلياً ما تم للسيارة المستخدمة في عملية تفجير «مجمع المحيا» في الرياض في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) حين تم طلاء السيارة بلون سيارة قوات الطوارئ (الجهاز المكلف حماية بعض المجمعات). وقبل ذلك، استخدمت «القاعدة» سيارة إسعاف في أحد حوادث التفجير التي استهدفت مدينة اسطنبول التركية أواخر العام الماضي.

يذكر أن ذات النوع المطابق للسيارة المطلوبة يستخدم لدى أكثر من جهة حكومية وخاصة، منها بعض المستشفيات التي تستخدم سيارات للإسعاف من ذات النوع، وكذلك دوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وهذان النموذجان، هما للسيارات التي لها صفة التجول والتنقل بين الأحياء، إضافة إلى وجود ذات النوع من السيارة لدى جهات حكومية أخرى. ولكنها لا تحمل صفة التنقل والاستخدامات، كما هي موجودة لدى المستشفيات والهيئة.

وبدا أن تلك الاحتمالات في استغلال التشابه للسيارة موجودة ومأخوذة في الحسبان لدى رجال الأمن الموجودين على نقاط متفرقة من حي الربوة.

غير أن فرص تغيير ملامح السيارة المطلوبة إلى سيارة إسعاف يبدو، حسب المتابعين، أقرب وأكثر من اللجوء إلى تغييرها إلى سيارة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وذلك لكون السيارة حين تفخيخها بحاجة إلى تعتيم زجاجها الجانبي والخلفي كي لا يتضح من الخارج ما ترتب على التفخيخ من إزالة للمقاعد الخلفية، فسيارة الإسعاف تأتي بزجاج جانبي وخلفي معتم، وهو ما تحتاجه السيارة المفخخة، في حين أن سيارة الهيئة لم يسبق أن عتم زجاجها. وعلى ضوء الاحتراز الأمني من تحويل السيارة إلى نموذج لسيارة إسعاف، تشير توقعات إلى أن المستشفيات وجمعية الهلال الأحمر قد تصدر أوامرها بعدم إرسال أية سيارة إسعاف من ذات النوع والموديل في حال طلبها إلى ذلك الحي، كي تبقى لدى رجال الأمن المراقبين للحي فرصة تنبيه أن خروج أية سيارة إسعاف تحمل تلك المواصفات من ذلك الحي أمر غير طبيعي. وحسب مراقب أمني، فلا يتوقع من العناصر المطلوبة اللجوء إلى إخراج السيارة من حي الربوة خلال هذه الأيام، على اعتبار أن «سقوطها سريعاً، أمر لا مناص منه»، إلا أنه يشير إلى حساسية الأمر في حال كان «هدف الإرهابيين الاعتداء على مجمع سكني في داخل حي الربوة»، موضحاً أنه في هذه الحالة «فالهدف قد يكون قريبا منهم، وهنا تكمن الخطورة، ويزداد التركيز من رجال الأمن».

ويشير متابعون إلى أن المطلوبين قد يفضلون البقاء فترة طويلة دون أي تحرك داخل الحي، في رهان على ارتخاء أمني قد يحصل من نقاط التفتيش التي تحاصر الحي، حسب تصورهم. وبين شوارع وأزقة الحي يتولى رجال الأمن السري مهام المتابعة والتدقيق، بحثاً عن أي مؤشر أو دلالة يقود إلى مكان السيارة التي بات أمر تخبئتها في أحد المنازل من الأمور اليقينية لدى الفريق الأمني.

ومن اليقينات التي ينطلق على أثرها الفريق الأمني المكلف حي الربوة، أن السيارة المطلوبة لن تخرج في مثل هذه الظروف، وبالتالي فلا خطر من استخدامها في تنفيذ أية «عملية إرهابية» داخل الحي، ولذا فإن بقاءها في حالة الاختباء وبلا حركة، يذهب بعض الشيء إلى «تسجيل نجاح أمني وقائي» طالما أنها في عداد العمليات المحبطة نسبياً.