الجدل القانوني حول شرعية اغتيال بن لادن «شل» مخططات إدارة كلينتون لقتله بين 1998 و2000

TT

كشف مسؤولون أميركيون عملوا بادارة الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون ان الرئيس الاميركي وقانونيين وعملاء بالوكالة المركزية للاستخبارات الاميركية (سي آي إيه) بحثوا بشكل مكثف بين 1998 و2000 قانونية اعتقال أو قتل زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن بعدما ثبت تورطه في التفجيرين اللذين استهدفا السفارتين الاميركيتين في تنزانيا ودار السلام عام 1998، غير ان المعضلات المتعلقة بشرعية القتل ورغبة الـ«سي آي ايه» والبيت الابيض في تحميل الطرف الآخر مسؤولية القرار الصعب «شلت حركة» الأجهزة الاميركية.

وأكد مسؤولون ان النزاع القانوني حول تلك المسألة ترك محللي مكافحة الارهاب بالبيت الابيض وعملاء الـ«سي آي إيه» «محبطين» و«مترددين» حول نوع العملية التي يمكن القيام بها ضد بن لادن حتى هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. وتبعا لمقابلات مع اكثر من عشرة أشخاص من المسؤولين والمحامين الذين كانوا مشاركين بشكل مباشر في هذا الجدل، فانه كان هناك شك قليل في شرعية وجواز قتل بن لادن وكبار مساعديه، على الاقل بعد الادلة على تورط بن لادن في التخطيط للهجومين على السفارتين الاميركيتين في افريقيا 1998، وأوضح المسؤولون ان قانون «منع الاغتيالات» الذي صدر في عهد الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريغان عام 1981 لم يكن ينطبق على الاهداف العسكرية. ووفقا لمستشار قانوني بوزارة العدل الاميركية يعتبر بن لادن وكبار مساعديه في تنظيم «القاعدة» ومعسكرات التدريب في أفغانستان «أهدافا عسكرية شرعية»، كما ان الاغتيال لم يكن محرما اذا كان بهدف الدفاع عن النفس، وهو الرأي الذي اتفق معه محامو البيت الابيض في ذلك الوقت. وكشفت المصادر ان كلينتون اعرب عن رغبته في اغتيال بن لادن بدون حتى السعي لاعتقاله، وانه عندما أمر بقصف معسكرات تدريب لـ«القاعدة» في أفغانستان في أغسطس (آب) 1998 بالصواريخ كان يريد اغتيال بن لادن، بعدما أشارت معلومات لأجهزة الاستخبارات الاميركية الى ان بن لادن قد يكون بأحد هذه المعسكرات التي تم قصفها. غير انه بعدما فشلت محاولة الاغتيال أيد كلينتون عملية لاعتقال زعيم «القاعدة» لا قتله. ووفقا للمصادر فانه بدءا من صيف 1998 وقع كلينتون عدة مذكرات سرية تقضي باستخدام عناصر الاستخبارات الاميركية كل الوسائل اللازمة، بما في ذلك القوة، لاعتقال بن لادن وكبار مساعديه ونقلهم للولايات المتحدة للمحاكمة. واشار المسؤولون الى ان بدءا من مدير وكالة الاستخبارات في ذلك الوقت جورج تينت حتى اصغر عميل في الـ «سي آي ايه»، أراد المسؤولون في أجهزة الاستخبارات الاميركية ان يعطي البيت الابيض تعليمات واضحة لا لبس فيها حول الخطوة التي يجب اتخاذها عمليا حيال بن لادن، وعزز ترددهم تاريخ الـ «سي آي ايه» سيئ السمعة في الاغتيالات السياسية. وكشف المسؤولون ان تينت ورفاقه طالبوا البيت الابيض بمذكرة واضحة تتضمن ما ينبغى عليهم عمله وعليها توقيع كلينتون، وذلك كي يتأكد كل عملاء الاستخبارات الاميركية انهم يعملون بشكل قانوني. وهنا أصدر كلينتون أمرا رئاسيا من ثماني صفحات، بدأ بذكر الهجمات التي قام بها بن لادن ضد أهداف أميركية، وانتهى بتأكيد معرفة البيت الابيض بالمخاطر المترتبة على طلب عملاء الاستخبارات التوجه الى أفغانستان لإحضار زعيم القاعدة، غير ان خلافا نشب حول اللغة الواردة في الامر الرئاسي، فمستشارو كلينتون ارادوا تشجيع عناصر الـ «سى آي ايه» على القيام بعملية ناجحة ضد بن لادن، غير انهم رفضوا ان يفسر مسؤولو الاستخبارات هذا على انه تصريح «مفتوح بالقتل».

* خدمة «واشنطن بوست»ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»