حرب إعلامية فلسطينية ـ إسرائيلية شرسة تدور رحاها أمام المحكمة وشوارع لاهاي لكسب الرأي العام

TT

تقاطع اسرائيل جلسات المحكمة الدولية العليا رسميا بعد ان فشلت في محاولتين للتشكيك في صلاحية هذه المحكمة للنظر في قانونية الجدار الفاصل الذي يطلقون عليه السياج الامني بينما يسميه الفلسطينيون جدار الفصل العنصري، رغم الدعم الذي حصلت عليه من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. والمحاولة الثانية التشكيك في حيادية القاضي المصري نبيل العربي في هيئة القضاة الـ 15 التي ستبدأ اليوم النظر في القضية. وحتى محاولتها التأثير نفسيا على سير المحكمة، باءت بالفشل بعد ان رفضت المحكمة طلبا بمثول بعض المتضررين من العمليات التفجيرية كشهود.

ولكن اسرائيل ستحاول على مدى الايام الاولى الثلاثة من المحكمة, التعويض عن هاتين الخسارتين اللتين قد تتوجان بخسارة في حكم المحكمة الاستشاري غير الالزامي لاي من طرفي النزاع، باعداد العدة لخوض حرب اعلامية شرسة في محاولة لكسب الرأي العالمي ومحاولة اقناعه بحقها في بناء الجدار لمنع العمليات التفجيرية.

في المقابل يعمل الفلسطينيون ضمن امكانياتهم البسيطة مسلحين بقوة وقانونية قضيتهم يدعمهم في ذلك نشطاء سلام يهود واجانب، على مواجهة الحملة الاسرائيلية بمظاهرات ضخمة امام المحكمة، اضافة الى نشاطات سلمية على الارض انطلقت قبل اسبوع وتصل ذروتها اليوم. ويدخل الفلسطينيون الى المحكمة مسلحين بثلاث افادات واضحة من 3 منظمات انسانية ذات ثقل دولي وهي منظمة الصليب الاحمر الدولية ومنظمة العفو الدولية البريطانية ومنظمة هيومان رايتس ووتش الاميركية، تعتبر بناء الجدار منافيا للقوانين الدولية.

* التحضيرات الفلسطينية

* النشاطات الفلسطينية ضد الجدار لم تتوقف منذ اللحظة التي بدأت فيها اسرائيل بناء هذا الجدار. وجرى تشكيل لجنة باسم اللجنة الوطنية لمواجهة الجدار. ولم يمر منذ بدء عملية البناء في ابريل (نيسان) 2002 يوم الا وشهدت فيه الاراضي الفلسطينية مظاهرات ومسيرات احتجاجا على بناء الجدار وتضامنا مع عشرات الالاف من المواطنين المتضررين. واصيب خلال اعمال الاحتجاج هذه عدد من الفلسطينيين ونشطاء سلام اجانب وعدد من اليهود ايضا. وقد اعلنت اللجنة يوم 23 فبراير (شباط) الجاري أي مع بدء جلسات المحكمة، يوما لمواجهة الجدار. ومن هذه النشاطات:

مسيرات ومظاهرات احتجاجية شارك فيها فلسطينيون ونشطاء يهود

* واجانب، امس واول من امس، في كل بلدة من البلدات التي يتوغل في اراضيها الجدار. وتصل المظاهرات والمسيرات ذروتها في مسيرات جماهيرية ضخمة في المدن الرئيسية لا سيما مدينة رام الله.

* الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يفتتح يوم المواجهة الكبير بخطاب جماهيري بمناسبة بدء جلسات المحكمة.

* بعد خطاب الرئيس تنطلق صفارات الانذار وترتفع اصوات الاذان وتقرع اجراس الكنائس.

تتوقف حركة السير لمدة 5 دقائق بينما يتوقف الموظفون والعاملون في القطاع الخاص عن العمل لمدة ساعة.

* وينظم الفسطينيون سلسلة بشرية تمتد على طول الجدار.

* مظاهرات ضخمة امام المحكمة في لاهاي على مدى الايام الثلاثة التي ستستمع فيها المحكمة لمرافعات الشخصية. يشارك فيها شخصيات عديدة منها 4 نواب عرب في الكنيست الاسرائيلي وهم محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة واحمد الطيبي رئيس حركة التغيير العربية وعصام مخول من الحزب الشيوعي وعزمي بشارة رئيس التجمع الديمقراطي.

* ندوات في لاهاي حول اخطار الجدار وابعاده على حياة الفلسطينيين والاسرائيليين معا.

* معارض صور تبين البؤس الذي يجليه الجدار على حياة الفلسطينيين.

* التحضيرات الاسرائيلية

* المعركة الاسرائيلية على الجدار تقترب من العبث. فقد رصدت الحكومة ملايين الدولارات وجندت عشرات الجمعيات والمؤسسات ولجأت الى خبراء الدعاية العالميين من ثلاث شركات (فرنسية وبريطانية واميركية)، وكل ذلك دفاعا عن «الجدار» الذي يعزلها عن جيرانها الفلسطينيين.

اقامة مظاهرات يومية، مع انعقاد جلسات المحكمة، يتم فيها رفع صور 927 مواطنا اسرائيليا واجنبيا قتلوا خلال العمليات التفجيرية الفلسطينية داخل اسرائيل.

* عرض حافلة الركاب العمومية التي انفجرت في القدس مطلع الشهر الماضي، في الساحة العامة في الجهة المقابلة لمبنى المحكمة. واتاحة الفرصة امام الزوار ان يصعدوا الى هذه الحافلة ويشاهدوا آثار الانفجار.

* اقامة معرض صور خاص بالعملية التي نفذت قبل سنتين ونصف السنة في النادي الليلي على شاطئ تل ابيب (الدولفيتاريوم)، الذي قتل فيه 22 شابا وشابة من اليهود القادمين من روسيا.

* ارسال وفد من ابناء العائلات التي ثكلت ابناءها في عمليات تفجير فلسطينية، ليشرحوا مآسيهم الشخصية امام الصحافة والرأي العام. وبينهم رجل فقد زوجته وولديه. وبقي وحيدا، ورجل فقد والديه وثلاثة من اشقائه، وعائلتان عربيتان من فلسطينيي 48 فقدوا اعزاءهم وهكذا.. وقد تم اختيار هؤلاء بدقة، بواسطة خبراء علم النفس والاعلام.

* ارسال وفد من جرحى العمليات، الذين اصبحوا معوقين من جرائها.

وسيدير هذه النشاطات خبراء اعلاميون اسرائيليون واوروبيون واميركيون، قاموا بتدريب تلك الوفود وسيرافقونها خطوة خطوة.