مبعوث أسقف كانتربري يخشى نشوب حرب أهلية إذا فشل التحالف في كسب تأييد السُنَّة العراقيين

TT

بغداد ـ رويترز: أعرب القس اندرو وايت المبعوث الخاص لأسقف كانتربري في الشرق الاوسط امس عن مخاوفه من نشوب حرب أهلية في العراق إذا فشلت الادارة التي تقودها الولايات المتحدة في كسب تأييد الاقلية السنية في البلاد.

وحذر وايت الذي يتوسط في المفاوضات بين سلطة التحالف والاطراف المتصارعة في العراق من العواقب الوخيمة لتهميش السنة فيما تسعى الاغلبية الشيعية للحصول على مزيد من السلطة.

وقال وايت «أكثر ما أخشاه ان ينفجر السنة اذا تعرضوا لضغوط هائلة، يجب كسب ودهم والا خاطرنا بنشوب حرب أهلية». وأضاف «تحدثت مع رجال دين سنة ابدوا مخاوفهم بشأن حالة عدم الرضا بين السنة واحتمال انضمام افراد منهم لصفوف المناوئين او تعاونهم مع جماعات أجنبية مثل «القاعدة» اذا ما تعرضوا لضغوط تفوق طاقتهم». وأضاف «السنة خائفون. انهم يريدون ان يوضحوا انه في احد قصور صدام على سبيل المثال كان يعمل 8500 شيعي و2000 سني ومع هذا ينظر اليهم الجميع الان على انهم كانوا انصارا لصدام».

وسبق ان توسط وايت لإنهاء حصار فرض على كنيسة المهد في بيت لحم وأحداث شغب بين المسلمين والمسيحيين في شمال نيجيريا، وسيبدأ يوم غد مبادرة في العراق يجمع خلالها بين زعماء قبائل ورجال دين.

ويأمل مركز المصالحة والسلام الذي أسسه في العراق أن يترك تأثيرا على المواطنين لتجاوز دائرة العنف التي تجتاح العراق منذ الغزو الاميركي للبلاد. وانصب الجانب الأكبر من الاهتمام السياسي في فترة ما بعد الحرب على شيعة العراق فيما دعا المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني لاجراء انتخابات مباشرة تبرز التفوق العددي للشيعة الذين يمثلون 60 في المائة من السكان.

وعمل وايت مع جماعات دينية في العراق لمدة خمسة اعوام. وقال ان السنة الذين يمثلون 20 في المائة من السكان يشعرون بعزلة متزايدة في وقت تتصاعد فيه التوترات الطائفية وهجمات التفجير والاغتيالات. ويتسم الشيعة بدرجة عالية من التنظيم ويخضع معظمهم لتوجيهات السيستاني بينما يصعب على السنة ايجاد قناة سياسية واحدة تمثلهم.

وقال وايت «ان دعوة زعماء رجال الدين والقبائل له لتأسيس مركز المصالحة والسلام كانت مشجعة، ولكنه يراها أيضا «دليلا على مخاوفهم بشأن مستقبل البلاد».

وأكد ان «الجميع خائفون الآن. هناك توترات بين جميع الأطراف. الوحدة ضرورية لمنع نشوب حرب أهلية».