وزيرة الخارجية الإسبانية تجري اتصالات مع مسؤولين مغاربة لاحتواء أزمة جزيرة ليلى

TT

أجرت آنا بلاثيو وزيرة الخارجية الاسبانية اتصالات مكثفة مع عدد من المسؤولين المغاربة لاحتواء تفاعلات التصريحات التي أدلى بها وزير الدفاع الاسباني فريدريكو تريو أول من أمس بشأن جزيرة ليلى والتي أثارت ردود فعل في المغرب واسبانيا.

وكان من أبرز منتقدي تلك التصريحات زعيم المعارضة الاسبانية خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو زعيم الحزب الاشتراكي العمالي.

ونسب الى بلاثيو تأكيدها جودة العلاقات المغربية ـ الاسبانية، وعلقت على تصريحات زميلها وزير الدفاع بأنها حادث غير مقصود وقع نتيجة سوء فهم لها. ومن جهته أبدى وزير الدفاع الاسباني تراجعا عن تصريحاته وقال إنها أخذت من قبل احدى القنوات الاذاعية الاسبانية وبثت في غير سياقها، معربا عن أمله في ألا تؤثر على علاقات البلدين. وكانت احدى المحطات الاذاعية الاسبانية قد نسبت الى وزير الدفاع الاسباني قوله خلال اجتماع انتخابي للحزب الشعبي الحاكم في بلدة سان باولو قرب مدينة اليكانتي (اسبانيا)، انه كان يتمنى لو تم بسط النفوذ الاسباني على جزيرة ليلى منذ 8 سنوات تمكين الصيادين الاسبان من الصيد في المياه المغربية.

ولم يتسن أمس تأكيد نبأ زيارة كانت بلاثيو تعتزم القيام بها للرباط خلال الأسبوع الحالي، وذلك قبل أن تظهر تفاعلات حادث تصريحات وزير الدفاع، وكان برنامج الزيارة قد وضع اثر زيارة رئيس الحكومة الاسبانية الى المغرب خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بهدف تدعيم خطوات التطبيع التي شهدتها العلاقات، بعد أسوا أزمة تجتازها العلاقات خلال ربع قرن.

وهذه هي المرة الثانية التي تضطر فيها رئيسة الدبلووماسية الاسبانية الى الاعتذار للمسؤولين المغاربة، في أقل من أسبوعين، وكانت المرة الأولى بسبب حادث اختراق الطائرات الاسبانية للأجواء المغربية، والثانية على تصريحات وزير الدفاع التي يبدو أن تفاعلاتها لن تتوقف عند هذا الحد، لأنها تضمنت تأكيده بأن خوسي ماريا أثنار رئيس الحكومة الاسبانية سيقوم الاربعاء المقبل بتكريم الجنود الاسبان الذي قاموا بعملية اقتحام الجزيرة في سنة 2002 وابعاد أفراد وحدة القوات المغربية منها.

كما ذكرت مصادر اسبانية أول من أمس أن أثنار يعتزم القيام بزيارة في الثالث من مارس (آذار) المقبل الى مدينة سبتة المحتلة في أول سابقة من نوعها، وهو ما قد يزيد من الازمة.

وينظر عدد من المتتبعين لأوضاع العلاقات المغربية ـ الاسبانية، التوتر المفاجئ الذي شهدته في الآونة الأخيرة ربما يكون مرده الى سعي بعض الأوساط السياسية الاسبانية الى توظيف الملف المغربي في سياقات انتخابية داخلية، بيد أن تلك المصادر تشير الى اعتزام أثنار الانسحاب من الحياة السياسية اثر الانتخابات التشريعية التي تجري في منتصف مارس المقبل.