مباحثات مبارك مع وزير الخارجية اللبناني ركزت على «الشرق الأوسط الكبير» وحق العودة للفلسطينيين

TT

أكد وزير الخارجية اللبناني جان عبيد انه بحث والرئيس المصري حسني مبارك أمس في القاهرة ما يثار بشأن مشروع الشرق الأوسط الكبير، مؤكدا ان ما جرى في هذا الشأن يعد تجاوزا للكيانات القائمة، وانه لا يمكن تصدير أنظمة ديمقراطية جاهزة الى دول المنطقة، موضحا ان الديمقراطية تراكم وممارسات نابعة من ثقافات الشعوب وإلا فإنها لن تكون ديمقراطية سليمة.

وقال وزير الخارجية اللبناني انه لا يمكن ان نجري اصلاحا ارضاء لطرف أو لا نجري اصلاحا خشية طرف آخر، مؤكدا ان كل من طرح مشروع الشرق الأوسط الكبير لا يمكنه اسقاط الجدار العنصري أو حمل اسرائيل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، أو حتى مجرد إسداء النصيحة لاسرائيل لوقف بناء هذا الجدار أو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

وأكد اتفاق وجهات نظر مصر ولبنان، خاصة ما يتعلق بتطوير العمل العربي المشترك وبحث ذلك في القمة العربية المقبلة في تونس.

وصرح الوزير اللبناني بانه أبلغ الرئيس مبارك رسالة أخوية من أخيه الرئيس اللبناني، مضيفا ان اللقاء تركز على قضايا السلام وتطوير العمل العربي الجماعي المشترك والقضية العراقية والعلاقات الثنائية بين البلدين والتي يحرص الجانبان على تنميتها وتطويرها بكل المجالات.

وقال وزير الخارجية اللبناني انه بالنسبة لقضية الشرق الأوسط فقد تركز الحديث حول حق عودة الفلسطينيين الذي لا يمكن ان يتحقق الا باقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، وهو الأمر المرتبط بايجاد حل عادل وشامل لقضية الشرق الأوسط، مؤكدا ان موقف الرئيس مبارك في هذا الصدد داعم ومعبر عن موقف مصر الداعم لحق العودة ومحاربة التوطين.

وأكد عبيد على ارتباط المسار اللبناني ـ السوري ـ الفلسطيني معاً، قائلا ان ذلك هو الممر لاقامة حل عادل وشامل لقضية الصراع في الشرق الأوسط. ودعا الى تضامن عربي واقامة سلام شامل وعادل في المنطقة، مشيرا الى ان نواة هذا التضامن تتمثل في التفاهم المصري ـ اللبناني ـ السوري ـ السعودي.

وكان عبيد قد التقى مساء أول من أمس الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وتناول الاجتماع الوضع العربي والاعداد للقمة العربية المقبلة واجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته الاستثنائية والعادية والبنود المطروحة عليهما واجتماع لجنة المتابعة والتحرك ونتائج الجولات التي قام بها كل منهما أخيرا والمبادرات والافكار المطروحة بشأن الوضع في منطقة الشرق الاوسط وموضوع اعادة هيكلة الجامعة. وعن المشروع الأميركي حول ما يسمى «الشرق الاوسط الجديد» وردود الفعل العربية، قال موسى «اننى لم اتلق ردا، خاصة انه لا يوجد طرح رسمي فنحن نقرأ في الصحف تعليقات عليه»، مشيرا الى انه خلال اجتماع المندوبين الدائمين اليوم تم فتح الموضوع على مصراعيه. وقال موسى ان «ما نقرأه فيه مواقف كثيرة وفيه تجاهل لأمور ذات خطورة على المنطقة واستقرارها، وهذه الامور مطروحة ورأينا مطروح ومعروف، وبالتالي اتوقع ان يكون هناك نوع من التواصل والنقاش والاتصال فيما يتعلق بهذا الموضوع لان لنا موقفا عبرنا عنه».

وقال «عندما كان رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري هنا كان له رأي ايضا واليوم وزير الخارجية اللبناني حلل تحليلاً مهماً للاوضاع في المنطقة، واعتقد اننا جميعا متفقون على خطورة هذه المقارنة»