«مقعد الرئيس» الهدف التالي للمحافظين في إيران

TT

من المستبعد أن يكتفي المحافظون الإ0يرانيون بما حققوه من انتصار مريح على الاصلاحيين في الانتخابات البرلمانية. فقد أكسبتهم استراتيجية «اللعب الخشن» التي لجأوا اليها لاستعادة السيطرة على البرلمان اصرارا على محو اثار معارضي نظام الحكم الاسلامي المتشدد من الساحة السياسية وهو هدف يتوقع المحللون ان يسعوا لتحقيقه بحماسة كبيرة في السنوات المقبلة. وبعد استعادة السيطرة على البرلمان في انتخابات حرم أبرز الاصلاحيين من خوضها سيتحول طموح المحافظين الى الهيمنة على الحكومة حين تجري انتخابات الرئاسة في منتصف العام المقبل. وقال دبلوماسي ان المحافظين «لا تطرف لهم عين. وحين يصل الامر الى اللعب بخشونة يذهبون الى أبعد مدى». وأضاف أن المحافظين وجدوا في الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي حليفا مترددا ولكنه ميال للاذعان. فرغم إيمان خاتمي بالعدالة والديمقراطية فإن حرصه على بقاء الدولة الاسلامية التي تأسست قبل 25 عاما حال دون دخوله في صدام مباشر مع المتشددين وسمح لهم باعاقة اصلاحاته ثم ابعاد انصاره من البرلمان. وبدأ المحافظون ابعاد الاصلاحيين من المناصب التي شغلوها اثر فوزهم في انتخابات المجالس البلدية في العام الماضي وستكون خطوتهم التالية مقعد الرئاسة الذي يشغله خاتمي منذ عام1997. ومن المرجح ان يتكرر أسلوب استبعاد الاصلاحيين الراغبين في الترشيح من السباق بحيث يختار الناخبون من بين شخصيات محافظة فقط مثل رئيس الحرس الثوري السابق محسن رضائي ورئيس مؤسسة الاذاعة والتلفزيون علي لارجاني. وقال المحلل السياسي محمود علي نجاد «بكل تأكيد سيحاولون اقامة مؤسسة موحدة بانتخاب رئيس محافظ في عام 2005». وسيؤدي ذلك لتوحيد اجنحة السلطة في ايران حيث يسيطر المحافظون والمحافظون المتشددون على الجيش والقضاء ومجلس صيانة الدستور وتشخيص مصلحة النظام التي تتمتع بحق الاعتراض في كثير من القرارات الحكومية، كما يحظون بمساندة المرشد الاعلى آية الله علي خامنئي. وقال محللون انه ربما يجري اعتقال أو ارهاب نشطاء من الطلبة قادوا عدة احتجاجات للمطالبة بالديمقراطية في السنوات الاخيرة. وتابع ان المحافظين «يخشون أن يشكل الاصلاحيون المنشقون تنظيما حزبيا من خارج النظام يتسم بحسن التنظيم والتمويل ويكسب نوعا من الاعتراف من الحكومات الغربية. ولن يسمحوا بحدوث ذلك». غير ان المحافظين لا يتفقون مع هذه التحليلات بالضرورة، ويقولون ان التيار المحافظ ليس مبسطاً بالطريقة التي يقدم بها فهو يضم رجال دين ومثقفين متدينين ورجال اعمال ساندوا الثورة الاسلامية وسياسيين براغماتيين، مشيرين الى ان هذا النسيج المعقد يعني ان التيار المحافظ ذاته متعدد وسياساته لن تكون على الدوام على عكس سياسات الاصلاحيين، بل انها ستتوافق معها احيانا، وتتعارض معها احيانا اخرى.