الاستخبارات والمباحث الأميركية: منظمات إرهابية حاولت تجنيد طيارين والبيت الأبيض والكونغرس أهداف لتنظيم «القاعدة»

TT

حذرت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سي آي ايه» من ان منظمات ارهابية حاولت تجنيد طيارين وتجاوز الاجراءات الامنية في المطارات. وحذر مديرها جورج تينيت من ان تنظيم «القاعدة» بزعامة اسامة بن لادن لا يزال قادرا على القيام بعمليات بحجم هجمات 11 سبتمبر (ايلول) على نيويورك وواشنطن. من جهته، حذر مدير مكتب المباحث الفيدرالي، الذي كان يدلي الى جانب تينيت بافادة امام لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ أمس من ان البيت الابيض ومبنى الكونغرس وقطارات الانفاق (المترو) هي من الاهداف التي تريد «القاعدة» ضربها.

وقال تينيت في شهادته «بشأن الطائرات التجارية، لقد كشفنا مشاريع جديدة (لمنظمات ارهابية) لتجنيد طيارين والافلات من الاجراءات الأمنية الجديدة في جنوب شرقي آسيا والشرق الاوسط واوروبا». واضاف انه «يبقى بمقدور تنظيم القاعدة شن هجوم بحجم هجوم الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001»، محذرا بالقول «ان هذه المؤامرات يتم تحضيرها في الخارج لكن هدفها الحقيقي هو الاراضي الاميركية او اراضي حلفائنا». وتحدث عما وصفه بـ«الارهاب السني» واصفا اياه بأنه «اشد خطر» تواجهه الولايات المتحدة في العالم.

وقال تينيت: «ان عمليات الاستخبارات والعمليات العسكرية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها في الخارج قللت من قوة القاعدة، وان اعضاء الخلايا المحلية للقاعدة مجبرون الآن على اتخاذ قراراتهم الخاصة بانفسهم نتيجة الفوضى في القيادة المركزية لهم».

واضاف تينيت: «خلال الـ18 شهر الماضية قتلنا او امسكنا بقادة كبار في القاعدة في كل منطقة عمليات مهمة ـ في مجال التدريب او مجال التمويل او مجال التخطيط او مجال الموارد ـ ولقد محيت الاعمدة الرئيسية للمنظمة مثل قيادتهم في المناطق الحضرية في باكستان وفي السعودية واليمن». وقال ان القبض على خالد شيخ محمد وابو زبيدة وحسن غول وحمبلي وآخرين قد احدث هوة كبيرة في الترتيب الهيكلي للقاعدة.

واضاف تينيت انه منذ تفجيرات 12 مايو (ايار) في الرياض «اظهرت الحكومة السعودية التزاما لمحاربة القاعدة في السعودية وقد دفع الضباط السعوديون ثمن ذلك بارواحهم. وهناك تعاون عظيم في باقي العالم العربي». وقال تينيت: «ان الرئيس مشرف يبقى شجاعا ولا يمكن الاستغناء عنه كحليف اصبح نفسه هدفا للمغتالين بسبب المساعدات التي قدمها».

واضاف تينيت: «انني لا اشير الى ان القاعدة تمت هزيمتها، لم يحدث ذلك. فما زلنا في حرب. ان تلك المنظمة تتعلم وتبقى ملتزمة بالهجوم على الولايات المتحدة واصدقائها وحلفائها».

وقال تينيت ان خالد شيخ محمد ارسل 50000 دولار الى حمبلي (رضوان عصام الدين) في جنوب شرقي آسيا لدعم عملياته.

وقال تينيت ان القاعدة قد «سببت العدوى لاخرين بايديولوجيتها تلك»، والتي تصور الولايات المتحدة كأكبر عدو للاسلام. واشار تينيت الى ان هناك نموا كبيرا في العداء لاميركا من جانب ما وصفه بـ«الحركة السنية المتطرفة».

وقال: «ان النمو والانتشار المطرد لمشاعر اسامة بن لادن المعادية لاميركا في اوساط الحركة السنية المتشددة العريضة والنشر الواسع لخبرات القاعدة المدمرة يؤكد ان تهديدا خطيرا سوف يبقى على مدى المستقبل المنظور من دون القاعدة او بوجود القاعدة في الصورة».

واضاف: «حتى حينما تترنح القاعدة تحت ثقل ضرباتنا فان جماعات متشددة اخرى داخل الحركة الكبيرة التي اثرت فيها القاعدة سوف تمثل الموجة القادمة من التهديدات الارهابية. العشرات من تلك الجماعات موجودة بالفعل». وقال تينيت ان من تلك الجماعات مثلا «شبكة (الاردني ابو مصعب) الزرقاوي» وشبكة «انصار الاسلام في العراق». وتوقع تينيت هجمات «بالغازات السامة».

من ناحية ثانية قال تينيت انه يفضل الحديث عن سورية في جلسة مغلقة وقال انه قلق من علاقة سورية بايران وقلق من انها لم تطرد من اسماهم «الرافضين» الفلسطينيين في اشارة الى جماعات المقاومة الفلسطينية.

وفي شهادته عن «الاخطار المنظورة امام الولايات المتحدة» قال مولر ان بحث المباحث كشف عن ان من اهداف القاعدة القائمة البيت الابيض ومبنى الكونغرس ومحطات قطارات الأنفاق (المترو). وحذر من ان تنظيم بن لادن مازال له «قاعدة في الولايات المتحدة تحاول التجهيز لعمليات في أميركا». واعتبر ان من اخطر الجماعات على أميركا أيضا «حزب الله» و«حماس» وقال انه تم القبض على اعضاء في «حزب الله» في اماكن مختلفة في أميركا. واضاف مولر «ان القاعدة سوف تستمر في محاولة تجنيد واختراق حكومتنا وتجنيد اشخاص في بلادنا». وقال ان هناك ايضا «ارهابا إلكترونيا الان يتم على الإنترنت وان هذا النوع من الارهاب في زيادة». واضاف «هناك من يحاول اختراق شبكات الولايات المتحدة التي تحاول اختراق الكومبيوتر وهناك عمليات كومبيوترية تشرف عليها دول».

من جهته، قال مولر ان «القاعدة» قد تستهدف الالعاب الاولمبية في اثينا الصيف المقبل وكذلك المؤتمرات العامة للحزب الديمقراطي الاميركي التي ستختار المرشح الذي سيناقش الرئيس جورج بوش في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقال تينيت ان المتطرفين قاموا بنشر تعليمات عن كيفية تجميع اسلحة كيماوية باستخدام مواد شائعة يسهل الحصول عليها. واضاف ان هناك احتمالا بأن تقوم «القاعدة» بانتاج غاز الانثراكس القاتل. وقال ان «القاعدة» لها هدف استراتيجي يدور حول امتلاك اسلحة نووية.

اما عن العراق فقال تينيت: «ان عناصر النظام السابق والمجاهدين الاجانب يستمرون في تكوين تهديد خطير لمؤسسات العراق الجديدة ولقواتنا. وعلى الرغم من التقدم في العراق، مازالت صورة الامن العام في العراق تسبب قلقا لي».

واضاف «ان هدف المجاهدين الاجانب صنع منطقة مغلقة في العراق يستخدمونها لشن هجمات على قوات التحالف على غرار ما تقوم به طالبان». غير ان تينيت قال انه لا توجد دلائل كبيرة على التعاون بين المجاهدين وبين عناصر النظام السابق حتى الان.

وعن ايران ذكر تينيت انها تقوم الان بالكشف عن جزء فقط من برامج تسلحها في حين تخفي الباقي. وقال تينيت ان نفس التكنولوجيا التي يمكن استخدامها في انتاج مصدر للطاقة النووية يمكن ايضا ان تستخدمها ايران في انتاج اسلحة نووية. غير ان مدير المخابرات الاميركية قال ان مخابراته لا تعرف حتى الان ما اذا كانت ايران قد تخطت الخط الفاصل بين انتاج يورانيوم مخصب للاستخدام السلمي ام تنتجه من اجل الاسلحة النووية. واعرب تينيت عن قلقه البالغ من برنامج ايران الصاروخي. وقال: «ان برنامج ايران الصاروخي هو تهديد اقليمي وسبب للقلق من ناحية انتشار اسلحة الدمار الشامل. ان خزائن ايران من الصواريخ هي من اكبر الاسلحة الموجودة في الشرق الاوسط وتشمل صاروخ شهاب 3 الذي يبلغ مداه 1300 كيلومتر... ان ايران مستمرة في برنامج ابحاث وتطوير في برنامج الصواريخ البالستية بعيدة المدى وقالت علانية انها تنوي تدشين مراكب فضائية». وقال تينيت ان ايران ربما ستقوم باختبار رحلاتها الفضائية في منتصف او اواخر هذا القرن.

وبشأن ليبيا قال تينيت ان المخابرات الاميركية كانت تفاجىْ الليبيين بعمق ما تعرفه عن برنامجها لاسلحة الدمار الشامل وهو ما ادى الى اعتراف ليبيا الشامل بكل اسلحتها وبتفاصيل برنامجها في ديسمبر. وقال تينيت ان الاستخبارات الاميركية كانت تعرف اماكن نشر صواريخ سكود بي الليبية وكانت تعرف مكان خط انتاج صواريخ سكود سي الذي ساعدت ليبيا فيه كوريا الشمالية.

وقال تينيت انه تحت الضغط الاميركي لمدة تسعة أشهر «انهارت ليبيا واعترفت بوجود وثائق تصميم اسلحة نووية واعترفت انها صنعت 25 طنا من غاز الاعصاب». وقال تينيت انه في ديسمبر سمحت ليبيا بتفتيش اماكن نشر قوات صواريخ سكود بي وافصحت عن تفاصيل برنامج محلي لتصنيع الصواريخ وكذلك تفاصيل تعاونها مع كوريا الشمالية حول برنامج صواريخ سكود سي ذات مدى يبلغ 800 كيلومتر.