أنان: الأمم المتحدة ملتزمة بالحفاظ على وحدة العراق وتشكيل حكومة شرعية ديمقراطية

الأمين العام للأمم المتحدة يستبعد نشر وحدات «قبعات زرق» ويشير إلى إمكانية نشر «قوة دولية متعددة الجنسيات»

TT

طوكيوـ رويترزـ أ.ف.ب: اكد كوفي انان، الامين العام للامم المتحدة، امس ان الامم المتحدة ملتزمة بمساعدة الشعب العراقي على تشكيل حكومة ديمقراطية، واستبعد ان تقوم الامم المتحدة بنشر وحدات «قبعات زرق» تابعين لها في العراق، لكنه تحدث عن احتمال نشر«قوة دولية متعددة الجنسيات» حتى بعد نقل السلطة الى العراقيين.

وقال انان في خطاب أمام البرلمان الياباني ان «استعادة العراقيين للسيادة امر جوهري للاستقرار، والامم المتحدة ملتزمة ببذل قصارى جهدها للحفاظ على وحدة اراضي العراق وتشكيل حكومة شرعية ديمقراطية تقوم على حكم القانون».

وقال انان في مؤتمر صحافي «بالنسبة لعودة طاقم الامم المتحدة الى بغداد بعدد اكبر وترسيخ اقدامهم، فهذا امر نحن على استعداد للقيام به، الا انه لابد من تحسن الوضع الأمني».

وقال ايضا «لا اتوقع نشر قبعات زرق في العراق (..) لكن مجلس الأمن يمكن ان يقرر نشر قوة دولية متعددة الجنسيات حتى بعد نقل السلطة الى العراقيين» لتحسين الشروط الأمنية واعادة اعمار البلاد. واكد انان ان «الامم المتحدة مستعدة لتقديم مساعدتها للتوصل الى اجماع في صفوف العراقيين حول الصلاحيات المحددة وبنية الهيئة الحكومية المؤقتة وتركيبتها».

وذكر أن «دعما واضحا وموحدا من دون لبس» من مجلس الأمن الدولي وتحسين الظروف الأمنية شروط مسبقة لتدخل الامم المتحدة في العراق.

ورحب انان بتعاون اكبر بين الامم المتحدة والولايات المتحدة مقرا بأن المنظمة الدولية «تلقت ضربة موجعة» العام الماضي عندما «تعرضت لهجوم من الجانبين» خلال الازمة الدبلوماسية التي سبقت الحرب على العراق. وقال ان «الجهات التي كانت مع الحرب كانت مستاءة من الامم المتحدة ومجلس الأمن. واصيبت تلك المعارضة لها، بينهم ملايين الاشخاص في العالم، بخيبة وغضب». ومضى يقول «بدأ الجميع يدرك بان لدور الامم المتحدة حدودا».

وقال في تقرير صدر اول من امس في نيويورك ان العراق بحاجة لتشكيل لجنة انتخابية مستقلة على الفور اذا ما كان يريد انتخابات حرة قبل نهاية العام. الا ان التقرير حذر من ان الانتخابات ربما لن تكون ممكنة حتى العام المقبل.

وقال التقرير الذي كتبه فريق من المتخصصين في الامم المتحدة في الانتخابات انه حتى العراقيون أنفسهم يشكون في امكان الانتهاء من وضع قوانين انتخابية ومؤسسات قبل مايو (ايار) الذي يتطلب الامر ثمانية اشهر على الاقل بعده قبل امكان عقد انتخابات.

ولم يقدم التقرير اي توصيات محددة بشأن كيفية اختيار العراقيين لحكومة مؤقتة بمجرد انتهاء الاحتلال في 30 يونيو (حزيران).

وقال انان «مع الاسف لا يمكن اجراء انتخابات موثوق بها بحلول 30 يونيو 2004 .

ومن ثم من الضروري ان يتفق العراقيون على آلية مؤقتة يمكن نقل السيادة اليها ويمكنها الاضطلاع بالوظائف الاساسية خلال الوقت المطلوب للاستعداد ولاجراء انتخابات في افضل ظروف ممكنة».

وكرر انان ان الامم المتحدة مستعدة لتقديم النصيحة والمساعدة في تنظيم الانتخابات بمجرد اقامة حكومة انتقالية. وقال «مع اضطلاعنا بهذا العمل فانه سيكون من الضروري للامم المتحدة الاحتفاظ بهوية واضحة ومنفصلة». وتابع «لابد ان يرانا العراقيون والاخرون على حقيقتنا كمنظمة دولية محايدة ومستقلة ليس لها اجندة اخرى غير مساعدة بلدهم في وقت الشدة».

واشاد انان بالتزام اليابان في العراق، وبمساهمتها السخية في المجموعة الدولية. وقال «استجبتم لنداءات مجلس الأمن وبرهنتم على تضامن تحمدون عليه حيال مصير العراقيين».

واضاف «لقد تعهدتم بالمساهمة السخية في اعادة الاعمار. وبعد جدال صعب، نشرتم قوات الدفاع الذاتي (الجيش الياباني) في السماوة للمشاركة في اعادة الاعمار والمساعدة الانسانية». وقال «ايا تكن المواقف قبل الحرب، فلكل منا اليوم مصلحة في قيام عراق مسالم يجد مكانه في المنطقة وفي اطار المجموعة الدولية». وهنأ انان رئيس الوزراء جونيتشيرو كويزومي والنواب اليابانيين بالقول ان «اليابان جزء من البلدان التي بادرت الى مواجهة التحدي».