الظواهري يهدد أميركا وفرنسا ويتهم بوش بالتضليل ويدعو لتحسين دفاعاته

الرجل الثاني بـ«القاعدة» في ظهورين متتاليين بـ«الجزيرة» و«العربية» ينتقد شيخ الأزهر ودعوات الإصلاح

TT

توعد الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري في تسجيلين صوتيين بثتهما امس قناتا «العربية» و«الجزيرة» الفضائيتان امس الولايات المتحدة بشن هجمات جديدة، متهما الرئيس الاميركي جورج بوش بممارسة التضليل ومنتقدا في الوقت نفسه فرنسا اثر قرارها حظر الحجاب في المدارس الحكومية.

وقال الظواهري في تسجيل صوتي بثته قناة «الجزيرة» القطرية موجها كلامه الى الرئيس الاميركي جورج بوش «حصن اهدافك واحكم دفاعاتك فإن الامة المسلمة المجاهدة التي ارسلت لك «سرية نيويورك وواشنطن» قد عقدت العزم على ان ترسل إليك سرايا في اثر بعضها تحمل الموت وتطلب الجنة».

ومضى يقول «لا زالت القاعدة بفضل الله في ميدان الجهاد ترفع راية الاسلام في مواجهة الحملة الصهيو ـ صليبية على امتها المسلمة».

وكان الظواهري يعلق على ما سماه «اربع دعاوى» لبوش ذكرها في خطابه عن حالة الاتحاد في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي اشار فيها الى ان القوات الاميركية تنشر الامن والحرية في العالم، وان العراق قد حصل على حريته بفضل قوات التحالف، وان الحكومة الاميركية قد قبضت على اكثر من ثلثي «القاعدة»، وان الاوضاع في افغانستان مستقرة».

وقال الظواهري ان القوات الاميركية «لا تنشر الحرية والامن بل تنشر القهر والخوف وتنصب الحكام الفاسدين وتحميهم وتخطط لهم كيف ينهشون في لحوم شعوبهم».

وفي الشأن العراقي، اشار الى ان «العراق لا يتمتع بالحرية والامن بل كل ما حدث ان العراق قد انتقل من سطوة حاكم طاغية مستبد علماني معاد للاسلام الى احتلال صليبي معاد للاسلام يقتل ويعتقل ويعذب من يشاء ويسرق ما يشاء من العراق تحت كذبة ان القوات الاميركية في العراق تبحث عن شبح اسلحة التدمير الشامل». وفي شأن افغانستان، قال الظواهري مخاطبا بوش، «ان الاوضاع في افغانستان لم تستقر والا فمن اين نشن بعون الله وقوته الهجمات على قواتك وعملائك من قطاع الطرق والخونة، ومن اين نرسل اليكم رسائلنا التي تتحداكم وتكشف اكاذيبكم وافتراءاتكم؟».

ووصف الرئيس الاميركي بـ«المقامر الخاسر الذي كلما ازداد خسارة ازداد مقامرة، لهثا وراء سراب ربح مستحيل». كما توجه الظواهري الى الشعب الاميركي بقوله «على امهات وآباء الجنود الاميركيين كلما تسلموا تابوتا عائدا للوطن ان يتذكروا جرائم اميركا في فلسطين والعراق وافغانستان والشيشان وكشمير وغوانتانامو ومعتقلات اصدقاء اميركا. عليهم ان يتذكروا ان من يزرع الشوك لا يجني الورد».

من جهة اخرى، انتقد الظواهري في تسجيل آخر بثته قناة «العربية» الفضائية امس قرار فرنسا حظر الحجاب، معتبرا انه دليل على «حقد صليبي». كما انتقد موقف شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي من مسألة الحجاب، معتبرا انه «فضيحة»، والدعوات الى اصلاح الانظمة التي قال انها غير مجدية.

وقال الظواهري ان «قرار الرئيس الفرنسي (جاك شيراك) الاخير بسن قانون يقضي بمنع المسلمات من تغطية رؤوسهن دلالة جديدة على مدى الحقد الصليبي الذي يكنه الغربيون للمسلمين وإن تستروا بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان».

ولم يعلق الظواهري على كون القانون الفرنسي يشمل ايضا الرموز اليهودية والمسيحية.

واضاف ان فرنسا «بلد الحرية، تدافع عن الحرية في التعري والتفسخ والتحلل، وتحارب العفاف والحشمة».

وقال ان «منع الحجاب في فرنسا يتسق في نسق واحد مع حرق القرى بسكانها في افغانستان ومع هدم البيوت فوق رؤوس النائمين في فلسطين، ومع قتل اطفال العراق، وسرقة بتروله بالحجج الكاذبة، ومع الزج بأسرى المسلمين في اقفاص غوانتانامو».

وزعم ان «منع الحجاب ليس محصورا في فرنسا بل هو سياسة مستمرة تنفذها الصليبية الصهيونية بأيدي عملائها في مصر وتركيا وتونس وغيرها من بلاد الاسلام بصور مختلفة».

كما علق الظواهري على موقف شيخ الازهر من القرار الفرنسي. وقال ان «منع حجاب جاء ليقترن بتأييد الشيخ محمد سيد طنطاوي لقرار الرئيس الفرنسي».

كما هاجم الظواهري في نفس الشريط الدعوات الى اصلاح الانظمة العربية الاسلامية التي وصفها بأنها «مخلب الغرب الصهيوني صليبي».

وقال ان هذه الانظمة «لن يجدي معها الحوار بالحجة والبرهان والعمل المسالم (...) ومحاولة تغيير هذه الانظمة عبر قوانينها وبرلماناتها مخالفة شرعية لما يقتضيه ذلك من الاعتراف بشرعية الدساتير والقوانين التي امرنا الله بالكفر بها».