وزارة التعمير العراقية تتعاقد مع شركات عربية وأجنبية لبناء وحدات سكنية

باقر الزبيدي لـ«الشرق الأوسط»: الدول المانحة لم تخصص ولا دولارا واحدا لأزمة السكن

TT

نفى وزير الاسكان والتعمير العراقي باقر جبر الزبيدي ان تكون معدات هندسية ضخمة موجودة في مسجد الرحمن الذي كان النظام السابق قد بدأ ببنائه تعرضت للسرقة من قبل جماعة شيعية متطرفة، وقال هناك لجنة في المسجد تشرف على الاعمال والممتلكات ولم يتعرض اي شيء للسرقة. وكانت «الشرق الأوسط» قد تلقت أمس اخبارا من جماعة اسلامية في بغداد قالت ان رافعات ضخمة في مسجد الرحمن الذي كان النظام السابق قد بدأ ببنائه في موقع سباق الخيل (الريسز) في المنصور بجانب الكرخ قد تعرضت للتفكيك والسرقة، وان السراق ادعوا بانهم حصلوا على تخويل من وزارة الاسكان والتعمير، وقال الزبيدي «هذا كلام غير صحيح».

وفي ما يتعلق بمشاريع وزارته قال الزبيدي ان وزارة الاسكان والتعمير العراقية تستعد لبناء 12 الف وحدة سكنية من اصل مليونين ونصف المليون كبادرة لبناء مجمعات سكنية كبيرة وبمواصفات متطورة تنفذها شركات عراقية وعربية واجنبية لحل ازمة السكن المستفحلة في العراق. واكد الوزير في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف أمس ان العراق بحاجة الى اكثر من مليوني وحدة سكنية، وان النظام السابق كان قد توقف منذ عام 1982 عن بناء الوحدات السكنية للمواطنين.

وأضاف ان الحكومة العراقية تعاقدت مع شركة اجنبية لبناء مطار ضخم ومتطور ما بين مدينتي كربلاء والنجف. كما تعاقدت مع شركة سعودية لبناء مجمعات سكنية حديثة ذات مواصفات ممتازة لذوي الدخل المحدود.

* ما هي صحة الاخبار التي تقول ان جهة شيعية متطرفة تقوم بسرقة الرافعات الضخمة في مسجد الرحمن بحجة انهم حصلوا على موافقتكم؟

ـ هذه اخبار غير دقيقة وللوزارة لجنة ومهندس مقيم وهذه الرافعات تعود ملكيتها للوزارة، ولا احد يستطيع ان يمد يده عليها، واليوم (أمس) كان لي اجتماع حول المسجد وليست هناك اي سرقات منه.

* هل سيتم اكمال بناء المسجد؟

ـ الان ليس هناك مخصصات مالية لبناء المسجد والمشروع كان قد توقف قبل سقوط النظام السابق، الذي لم يكن قد وضع في ميزانية 2003 مخصصات لاتمام بناء المسجد. كما ان مجلس الحكم او وزارة المالية لم تضعا مخصصات لاتمام بنائه. هناك اولويات نحن نهتم بها الان.

* ما هي طبيعة هذه الاولويات؟

ـ ابرز المشاكل التي يعاني منها الناس الان هي مشكلة السكن التي نضعها في قمة الاولويات، وكذلك شق وتعبيد الطرق واعادة الاعمار وبناء المدارس والاهتمام بالمستشفيات ومحطات الكهرباء.

* وما الذي تضعونه الان على قمة أولوياتكم؟

ـ مشكلة السكن التي يعاني منها العراقيون، لهذا وضعنا حجر الاساس لبناء 12 الف وحدة سكنية في مناطق مختلفة من بغداد وبقية المحافظات العراقية. هذه المجمعات السكنية ستبنى بعد توقف دام اكثر من عشرين عاما، حيث لم يبن النظام السابق اية وحدة سكنية للمواطنين منذ عام 1982. الهم الاول بالنسبة لنا هو توفير السكن للمواطنين ونحن بحاجة من سبع الى عشر سنوات لحل هذه المشكلة، لان الدول المانحة وبضمنها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان لم تعر اي اهتمام لموضوع السكن ولم تقدم دولارا واحدا لحل هذه المشكلة، ولا ادري هل اغفلت هذه المشكلة متعمدة ام انها تفضل الاهتمام بمشاريع الكهرباء والماء وغيرها.

* الا تعتقد ان 12 الف وحدة سكنية في عموم العراق رقم بسيط بالنسبة لحاجة العراقيين؟

ـ الرقم بسيط جدا وهذا من الميزانية العامة، اما القطاع الخاص الذي يجب ان يتحمل العبء الكبير في بناء الوحدات السكنية فسيبدأ خلال الشهرين القادمين ببناء الوحدات السكنية على اراض ستخصص ضمن دراسة واسعة، والدعوة ستشمل القطاع الخاص العراقي والعربي والاجنبي.

* وهل يتجاوب القطاع الخاص معكم؟

ـ اليوم (أمس) وقعت عقدا مع شركة عراقية سعودية لبناء الف وحدة سكنية وفق طراز حديث جدا ومميز، وسنوقع عقودا مع شركات عراقية وعربية واميركية واوروبية واشترطنا ان تكون المواصفات متطورة ومتميزة بحيث يضم المجمع السكني حدائق ومدارس وجامعا ومستشفى.

* هل ستباع هذه الشقق على المواطنين؟

ـ نعم سيتم توزيعها على المواطنين من ذوي الدخل المحدود وباسعار واقساط مريحة، كما اننا اخذنا بعين الاهتمام العراقيين الذين هم خارج الوطن.

* ما هي حاجة العراق من الوحدات السكنية؟

ـ اكثر من مليونين ونصف مليون وحدة وهذا لا يمكن ان يبنى بين ليلة وضحاها.

* ترددت انباء رسمية عراقية عن تحويل معسكر الرشيد الى مجمع سكني؟

ـ المشكلة في معسكر الرشيد فنية، فالمعسكر تابع لوزارة الدفاع والان لا توجد في العراق وزارة اسمها وزارة الدفاع لتتنازل عن المعسكر، والموضوع الان بين وزارة الاسكان والتعمير ووزارة البلديات والمشكلة ان وزارتنا لا تستطيع بناء مشروع سكني على ارض تابعة لوزارة اخرى ونحن بحاجة الى قرار من مجلس الحكم او سلطة الأئتلاف وما زلنا في انتظار هذا القرار.

* الا تعتبرون موضوع اعادة اعمار او بناء المستشفيات والمدارس ضمن الاولويات؟

ـ هذا تابع للوزارات المختصة مثل وزارة الصحة او التربية، ولكلا الوزارتين مخصصات وميزانية خاصة لبناء المستشفيات او المدارس او اعادة اعمارها نحن في وزارة التعمير شركاتنا تقوم ببناء المستشفيات والمدارس او المباني العامة بعد ان يحسم الموضوع من قبل الوزارة المختصة ويحال الينا.

* هل انجزتم مشاريع في مجال الطرق والجسور؟

ـ نعم تم تعبيد خمسمائة كيلومتر في الارياف في الجنوب والوسط والشمال، كما تم الاسبوع الماضي افتتاح جسر الصلاحية في الديوانية وسيتم افتتاح جسر السلام في مدينة العمارة (جنوب)، وهو جديد تم بناؤه السنة الماضية وسيتم انجاز العديد من الجسور في مناطق اخرى مثل الرمادي وتكملة انجاز طرق بمعدل الف كيلومتر للعام الواحد.

* هل اعدتم اعمار المطارات العراقية او سيتم بناء مطارات جديدة؟

ـ هناك مقترح لاعادة اعمار مطار البصرة ومطار بغداد وهذا من اختصاص وزارة النقل، وهناك مقترح تمت دراسته واحيل من قبل مجلس الحكم الينا لبناء مطار دولي بين مدينتي كربلاء والنجف، ووزارة النقل ستحيله لشركة متخصصة في هذا المجال.

* هذا يعني ليس وزارتكم التي ستنجزه؟

ـ سيحال الى شركات اجنبية وسيكون استثماريا لانه لا توجد ميزانية مخصصة له.

* ماذا عن مطار البصرة؟

ـ مطار البصرة بحالة جيدة وقد زرت مطار بغداد الدولي (مطار صدام سابقا) ووجدت قاعاته ومدرجاته بحالة جيدة جدا.