فرنسا تستقبل 4 قادة عرب وتبدي استعدادا لترويج المبادرة العربية

TT

تتهيأ باريس لاستقبال مجموعة مهمة من كبار المسؤولين العرب خلال الاسبوعين المقبلين. وعلمت «الشرق الاوسط» من مصادر دبلوماسية متطابقة ان العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني سيقوم في الرابع من مارس (آذار) المقبل بزيارة سريعة الى العاصمة الفرنسية قادماً اليها من لندن. وسيلتقي الملك عبد الله الثاني الرئيس الفرنسي جاك شيراك قبل العودة الى لندن. وتسبق تلك الزيارة، زيارة الرئيس المصري حسني مبارك الذي سيحط في فرنسا في الخامس من مارس المقبل لاجراء محادثات مع الرئيس شيراك.

وتتزامن هاتان الزيارتان مع وجود ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في العاصمة الفرنسية في اطار زيارة رسمية من الثاني الى الرابع من مارس يلتقي خلالها الرئيس شيراك. وفي السياق نفسه، يزور رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع (أبو علاء) فرنسا في الحادي عشر من الشهر نفسه في ثاني جولة له إلى الدول الاوروبية.

وتاتي هذه الزيارات المتلاحقة لمسؤولين عرب الى باريس فيما تلوح في الافق استحقاقات رئيسية على ثلاث «جبهات» تهم العالم العربي وهي: الوضع في الاراضي المحتلة والنزاع العربي ـ الاسرائيلي، ونقل السلطة الى العراقيين بنهاية يونيو (حزيران) المقبل والمشاكل التي تعترض ظهور حكومة عراقية جديدة تنقل اليها السيادة، واخيرا المشاريع الاميركية والاوروبية الخاصة بمنطقة «الشرق الاوسط الكبير».

واكدت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع في باريس لـ«الشرق الأوسط» حقيقة ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان طرح افكاراً لاعادة اطلاق المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية مع تخصيص دور رئيس لفرنسا وللولايات المتحدة فيها. وذكرت هذه المصادر بـ«ثبات الموقف الفرنسي الداعي باستمرار الى ادخال كل الاطراف ذات العلاقة بالشرق الاوسط في عملية السلام من اجل الوصول الى السلام الشامل». وكان الرئيس شيراك قد ارسل مستشاره الدبلوماسي موريس غوردو مونتاني الى دمشق من اجل دعوة الرئيس السوري بشار الاسد لـ«اظهار الليونة» في مسألة استئناف المفاوضات مع اسرائيل، الامر الذي اعقبه حديث الرئيس السوري الى صحيفة «نيويورك تايمز» الاميركية، حيث اعرب عن استعداده للتفاوض مع اسرائيل. كذلك، فان الرئيس شيراك دعا في قمة الدول الصناعية الثماني في يونيو (حزيران) الماضي في ايفيان، الى «بلورة خريطة طريق للسلام بين سورية ولبنان من جهة واسرائيل من جهة ثانية».

وتاتي «الهجمة» الدبلوماسية العربية تجاه باريس قبل ثلاثة اسابيع من القمة العربية في تونس التي ستعيد اطلاق مبادرة الامير عبد الله للسلام في الشرق الاوسط وتنظر في الخطط الاميركية والاوروبية للاصلاح والديمقراطية في العالم العربي. وكان مصدر فرنسي رفيع المستوى قال لـ«الشرق الاوسط» ان باريس «مستعدة للترويج للمبادرة العربية» التي تراها مكملة لـ«خريطة الطريق».