الرئيس بوش بدأ حملته الانتخابية عمليا بمحاولة إخافة الأميركيين من الديمقراطيين

TT

بدأ الرئيس بوش حملته الانتخابية، امس الاول، بالهجوم على السناتور الديمقراطي جون كيري، سناتور ولاية ماساشوستس، قائلا ان منافسه سيرفع الضرائب ويخنق النشاط الاقتصادي ويمدد من حجم الحكومة المركزية بينما يضعف دفاعات الولايات المتحدة.

وكانت تلك اول مرة يطرح فيها بوش نفسه كمرشح، مصورا الانتخابات باعتبارها «اختيارا واضحا بين اميركا التي تقود العالم بقوة وثقة، واميركا غير الواثقة من نفسها في وجه الاخطار». وقال في خطابه بمركز «كونفينشن» بواشنطن، في تجمع اقامته رابطة الحكام الجمهوريين، وبلغت تذكرة حضوره 1000 دولار للفرد الواحد: «سيختار الشعب الاميركي بين رؤيتين للحكم: بين حكومة تشجع الملكية وتتيح الفرص وتعلي من شأن المسؤولية الفردية، وحكومة تصادر اموالك وتتخذ القرارات نيابة عنك. امن اميركا ورخاؤها في خطر».

واوضح بوش انه سيكشف كيري، الحائز على الاوسمة العسكرية في حرب فيتنام، باعتباره شخصا غير جدير بأن يكون قائدا عاما للقوات المسلحة في حربها ضد الارهاب. وقال: «اذا كشفت اميركا عن اي ضعف او تردد، فإن العالم سينزلق نحو المأساة. ولن يحدث هذا ما دمت في موضع الرئاسة».

وكان بوش قد حاول ان يحتفظ لنفسه بموقع فوق معمعان الحملة الانتخابية. وبالرغم من انه خاطب 48 مناسبة لجمع التبرعات لحملته التي كدس لها 170 مليون دولار، فقد ترك توجيه الهجمات للمسؤولين في الحزب الجمهوري. وقد حاول مسؤولو البيت الابيض حمايته من الصراع السياسي المباشر، لفترة شهر اخر، ولكنهم تبينوا ان هجمات كيري وغيره من الديمقراطيين سببت قدرا من الاضرار لا يمكن تجاهله. وقال المسؤولون الجمهوريون ان بوش ينوي اتباع منهج بيل كلينتون عام 1996 ويشرع في الحملة من دون اعلان رسمي.

ولم يقدم بوش اي اقتراحات او مشروعات جديدة. ومع انه لم يذكر كيري بالاسم، فإن مساعديه قالوا ان السناتور هو المقصود بالهجوم. وقال مارك راسيكوت، رئيس حملة بوش وتشيني، ان كيري هو «المرشح الواضح والمفترض» رغم ان السناتور جون ادواردز، من نورث كارولاينا، ما يزال «منافسا من الناحية الحسابية».

وجاءت في خطاب بوش، وهو اول خطاباته حزبيةً وصدامية، منذ الانتخابات التكميلية عام 2002، اشارة صريحة واحدة للسناتور كيري حاول ان يغلفها بالفكاهة. فقد علق قائلا: «معركة الترشيح ما تزال محتدمة بالنسبة للحزب الاخر. ويمثل المرشحون مجموعة مثيرة للاهتمام ومختلفة الآراء: فهي تؤيد خفض الضرائب وتعارضه ايضا، وتؤيد اتفاقية التجارة الحرة لاميركا الشمالية وتعارضها ايضا، وتقف مع قانون واجبات المواطن ولا تقف معه ايضا، وهي مؤيدة لتحرير العراق ومعارضة لهذا التحرير ايضا. وهذا كله يمثله سناتور واحد من ماساشوستش».

وقد دخل بوش حلبة المنافسة، ليلة امس الاول، بعد مناشدات من المشرعين والحكام والممولين، وجهوها الى البيت الابيض بأن يكون اكثر عنفا في التصدي لهجمات الديمقراطيين. وقالوا ان المناسبة التي دعا اليها حكام الولايات، كانت منبرا لتدشين ما سموه «مرحلة الارتباط» التي تمكن الحكام من الرجوع الى ولاياتهم للاعلان عن استعداد بوش للتصدي لهجمات كيري.

وقال اندرو كوهوت، مدير مركز بيو للابحاث، ان بوش «يبدأ حملته بهذا التعثر لأن معدلات شعبيته في هبوط، كما ان صورته الشخصية اهتزت كثيرا بسبب التساؤلات التي اثيرت حول خدمته في الحرس الوطني وبسبب غياب اسلحة الدمار الشامل التي قال انها موجودة بمستودعات العراق».

وفي استطلاع اجرته صحيفة «واشنطن بوست» وقناة «ايه بي سي نيوز» للناخبين المسجلين بواشنطن في 12 من الشهر الحالي، تفوق كيري على بوش بنسبة 52 الى 43%. وقد انخفضت تقديرات اداء الرئيس لوظيفته الى 50% من نسبة 71% حصل عليها في 30 ابريل (نيسان) 2003، بعد اسبوعين من سقوط حكومة صدام حسين.

وكان بوش قد نشر سجله العسكري الاسبوع قبل الماضي سعيا لاسكات الشكوك التي اثيرت حول خدمته في الحرس الوطني بتكساس. وفي تصريح قال عنه الديمقراطيون انه نوع من المبالغة، قال راسيكوت لاذاعة ناشونال ببليك، اول من امس ان بوش «وقع على استمارة الواجبات الخطرة، متطوعا بالذهاب الى فيتنام. ولكن السلطات لم تختره».

وألقى بوش خطابه، الذي استغرق 42 دقيقة وكان ترفرف فوقه اكثر من عشرة اعلام، مشيدا فيه بالرئيس ريغان. ثم انصرف لتهدئة الخواطر حول ترشيح نائب الرئيس ديك تشيني. وقال مشيرا الى دور تشيني عام 2000: «مرة اخرى اضعه على رأس لجنتي الرئاسية لفحص المتقدمين للترشيح لنيابة الرئيس. وقد قال لي انه استعرض كل المرشحين وخرج بنفس التوصيات التي خرج بها المرة الماضية. وقد قمت بالاختيار، بعد ان قيّمت الرجل بنفسي وعرفت ان الاخرين لا يقربون منه».

*خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»