واشنطن ما تزال تبحث عن مفتاح لتسوية أزمة كوريا الشمالية قبيل بدء الاجتمعات السداسية اليوم

TT

بعد ان استخدمت القوة في العراق والدبلوماسية في ليبيا، تسعى الولايات المتحدة من خلال محادثات جديدة مع كوريا الشمالية الى ايجاد مفتاح لحمل نظام كيم جونغ ايل على التخلي عن طموحاته النووية.

واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان لديها توقعات ملموسة لكن محدودة لبدء عملية تحقق من برامج والتزامات محتملة من كوريا الشمالية خلال المحادثات التي تبدأ اليوم في بكين. وتحدث الناطق باسم الوزارة، ريتشارد باوتشر، عن «الامل في تشكيل مجموعات عمل، اي اشخاص يجرون محادثات متابعة في مجالات مختلفة لا سيما فنية». لكن باوتشر بقي متحفظا حيال ما يمكن ان تسفر عنه محادثات بكين، وقال «يتعين الانتظار لمعرفة كيف ستجري المحادثات من اجل معرفة ما سيمكن انجازه».

ويأتي استئناف المحادثات السداسية الأطراف (الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان والكوريتان) في اطار دبلوماسي حددته واشنطن لتجنب الانغلاق ضمن مواجهة ثنائية مع النظام الكوري الشمالي. لكن الادارة الاميركية، التي تصعد اللهجة تارة ضد بيونغ يانغ وتلطفها تارة اخرى، تتوقع انشقاقات عميقة حول الخطوة الواجب اتباعها مع النظام الذي صنفه الرئيس الاميركي جورج بوش ضمن «دول محور الشر».

فقد اعلن احد «صقور» الحكومة، وهو جون بولتون مساعد وزير الخارجية لشؤون نزع الاسلحة، الاسبوع الماضي ان رفض كوريا الشمالية اجراء محادثات حول برنامجها لتخصيب اليورانيوم «يمكن ان يدفع الولايات المتحدة الى التراجع عن رغبتها في حل الازمة عبر الطرق السلمية».

لكن مسؤولا آخر في وزارة الخارجية كان يعلق امام الصحافيين اخيراً على استئناف هذه المفاوضات سعى في المقابل الى نفي ان الولايات المتحدة «تسعى لتشديد لهجتها» ووعد بأن «الصبر سيكون عنوان المرحلة».

وقال المسؤول الذي طلب حجب هويته: «حتى لو ان المحادثات لم تحرز نجاحا كاملا، فسنواصل العمل عبر اتباع نهجنا. يستلزم الامر الكثير من الصبر والتصميم وذلك بالتأكيد هو الوضع المتعلق بنا». وقال جوزف سيرينسيون، المسؤول عن الدراسات حول نزع الاسلحة في مؤسسة كارنيغي في واشنطن: «هذه المواقف المتعارضة تظهر انشقاقات عميقة داخل اروقة السلطة الاميركية».

وقال: «دعاة الخط المتشدد ـ لا سيما نائب الرئيس ديك تشيني وبولتون ـ يريدون تصعيد الضغط على النظام الكوري الشمالي الى حين انهياره. ويرون في المحادثات السداسية وسيلة لدى خمس دول لتضييق الخناق على السادسة. يريدون ان تؤدي، كما حدث في العراق، الى تغيير في النظام لكن عبر الوسيلة السلمية هذه المرة».

وفي المقابل فإن مؤيدي حل «براغماتي» مثل وزير الخارجية الاميركي كولن باول «يريدون تسوية متفاوضا عليها تتيح وقف البرنامج النووي الكوري الشمالي من دون المجازفة بالفوضى والارتياب اللذين قد ينجمان عن انهيار نظام». ويجد الرئيس الاميركي جورج بوش نفسه «متوسطا الجانبين». وفي هذا الاطار قال سيرينسيون ان الكوريين الشماليين يمكن ان يحاولوا «اقتراح صيغة تحفظ كل خياراتهم، مع الانصياع قليلا للبراغماتيين لكي يميل الميزان لصالحهم».

وامس اعلنت كوريا الشمالية ان الاتهامات الاميركية التي تتحدث عن مواصلتها برنامجا لتخصيب اليورانيوم «لا اساس لها من الصحة».

ونقلت وكالة الانباء الرسمية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية قوله: «اذا تمسكت الولايات المتحدة بطلبها ان تتخلى بيونغ يانغ مسبقا عن برنامجها النووي مع محاولة استخدام المسألة النووية لأهدافها الاستراتيجية، فلن يكون بالامكان حل المسألة بتاتا، وسينسف الاميركيون بذلك اساس الحوار».

وفي الوقت نفسه وفي لهجة مضادة، نقل عن المفاوض الكوري الشمالي نائب وزير الخارجية كيم جاي غوان قوله امس ان خطط بلاده لحل الازمة النووية «تساير المصالح السياسية للرئيس بوش». ونقلت وكالة انباء شينخوا عن كيم قوله: «اذا غيرت الولايات المتحدة سياستها فيمكن حل المسألة النووية»، من دون ان يسهب في ما يعنيه.