الضغوط تتزايد على أريستيد لتقديم استقالته

TT

قال المتمردون في هايتي انهم سيصلون للعاصمة بور او برانس في غضون أيام بينما أرسلت الولايات المتحدة قوة من مشاة البحرية لحماية سفارتها اثر سقوط كاب هايتيان ثاني أكبر مدن البلاد.

وقال زعماء المتمردين عقب سيطرتهم على المدينة الشمالية يوم الاحد الماضي انهم «مستعدون للسيطرة على البلاد بالكامل وتحريرها من عبودية الرئيس جان برتران أريستيد». وقال غي فيليب، زعيم المتمردين للراديو المحلي: «سنصل الى بور او برانس في غضون أيام قليلة وسنحرر جميع اراضي البلاد في اقل من اسبوعين».

وتوجه نحو 50 من أفراد مشاة البحرية الاميركية الى مطار بور او برانس على طائرتي نقل من طراز «سي 130» في مهمة لحماية السفارة وغيرها من المنشآت الاميركية في هايتي. وانضمت فرنسا، التي حكمت هايتي حتى عام 1804، الى العديد من الحكومات الاجنبية في نصح رعاياها بمغادرة البلاد.

وحققت قوة من المتمردين قوامها مائتا فرد أكبر انتصاراتها بالاستيلاء على كاب هايتيان التي يقطنها 500 ألف نسمة يوم الاحد الماضي لتسيطر القوات المعارضة لاريستيد على معظم الشمال. وقال ماريو دوبوي، المتحدث باسم الحكومة، ان عشرة على الاقل قتلوا في الهجوم من بينهم عدد من المتمردين.

وصرح لويس غوديل شامبلان، وهو زعيم سابق للميليشيا التى روعت البلاد في اوائل التسعينيات: «سنحرر هايتي من عبودية اريستيد. حتى الآن لم يقاومونا الا بالمناجل». وأثارت السهولة التي استولى بها المتمردون على كاب هايتيان مخاوف في العاصمة حيث يوجد عدد كبير من انصار اريستيد. وكرر رئيس الوزراء ايفون نبتون مناشدة حكومات الدول الاجنبية مساعدة الشرطة الوطنية ضعيفة التدريب والتي تضم نحو أربعة آلاف ضابط. وشكل اريستيد الشرطة الوطنية في منتصف التسعينات بعد حل الجيش مرهوب الجانب. وقال في مؤتمر صحافي: «الشرطة الوطنية ليست جيشا ولا يمكنها ان تحارب الارهابيين».

وليلة اول من امس دعا الجنرال الهايتي المتقاعد هيرارد ابراهام، 63 عاما، القائد الاعلى للجيش في 1990، الرئيس اريستيد الى الاستقالة. وقال في تصريح بثته الاذاعات الهايتية: «تتعرض الامة الهايتية في فبراير (شباط) 2004، الى كارثة جراء عناد شخص واحد. الرئيس اريستيد لم يعد يسيطر على البلاد ولا يستطيع تنظيم انتخابات حرة».

وتعتقد مصادر مطلعة ان الجنرال ابراهام قد يكون واحدا من الاشخاص الذين يمكن ان تدعمهم الولايات المتحدة في حال تجديد السلطة في هايتي. وأعرب ابراهام عن الامل في ان تسهل المجموعة الدولية ايجاد حل للازمة بتنحي رئيس الدولة. وقال: «هكذا فان القوات المسلحة الهايتية التي يعاد تشكيلها وقوات الشرطة التي يعاد تنظيمها، ستقوم بمهمتها مع حكومة انتقالية».

والجنرال ابراهام، الذي يعتبر شخصية معتدلة، تسلم زمام الحكم 48 ساعة من 11 الى 13 مارس (آذار) 1990 لدى سقوط الجنرال الرئيس بروسبر افريل الذي اطاحته الجموع والحكومة الاميركية. وسلم آنذاك السلطة الى الرئيسة الانتقالية التي عينتها محكمة التمييز ارثا باسكال ـ ترويو بقوله عبارة اشتهرت في البلاد: «سيدتي، الجيش تحت تصرفك».