الرياض والخرطوم توقعان مذكرة لإنشاء لجنة «متابعة وتشاور سياسي»

TT

تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز أمس رسالة من الرئيس السوداني عمر حسن البشير وذلك خلال استقباله للدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير خارجية السودان في مكتبه بقصر اليمامة. ونقل الوزير إسماعيل إضافة للرسالة تحيات وتقدير الرئيس البشير للملك فهد الذي حمله بدوره نقل تحياته وتقديره له.

وحضر الاستقبال الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء ورئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء ومحمد النويصر رئيس الديوان الملكي والدكتور عبد العزيز الخويطر وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء والدكتور أسامة شبكشي مستشار خادم الحرمين الشريفين والدكتور فهد البراهيم المستشار بالديوان الملكي ومحمد السليمان رئيس المكتب الخاص لخادم الحرمين الشريفين وصالح البراهيم نائب رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء والسفير السوداني في الرياض عثمان الدرديري.

ووقع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ومصطفى عثمان إسماعيل وزير الخارجية السوداني أمس في الرياض على مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة متابعة وتشاور سياسي. وقال الأمير سعود الفيصل إن فحوى مذكرة التفاهم تشير إلى أن يكون هناك تنسيق مستمر بين وزارتي الخارجية في البلدين بما يعبر عن أواصر الود والثقة والعمل الدؤوب المشترك لحفظ مصالح الطرفين وتنسيق موقفيهما لتطوير العمل العربي المشترك.

وأشار الأمير سعود الفيصل إلى أن الاجتماع بحث إلى جانب العلاقات الثنائية المواضيع المطروحة على جدول أعمال المجلس الوزاري واللجان التابعة له في الجامعة العربية. ووصف العلاقات بين بلاده والسودان بالمتميزة نتيجة اهتمام القيادتين في البلدين، مؤكدا الحرص على تطويرها وتجسيدها بشكل أعمال وليس بالأقوال، وأضاف أن «الهيكلة لتطوير العلاقات ضرورية وهذا ما سيتم إنجازه في زيارة للسودان والاتفاق على اللجنة المشتركة»، مشيرا إلى أن الهيكلة بين وزارتي الخارجية تمت عقب هذه المذكرة التي قال عنها إنها تندرج تحت التطور الطبيعي للعلاقات بين البلدين لعلاج الظروف الحرجة القائمة. من جانبه لفت وزير الخارجية السوداني إلى أن توقيع اتفاقية تأسيس لجنة التشاور السياسي تأتي بتوجيهات من قيادتي البلدين لتطوير العلاقات، مشيدا بالمواقف التي أبدتها السعودية تجاه السودان في جميع المجالات. واعتبر إسماعيل هذه الاتفاقية خطوة جديدة في تطور العلاقات الثنائية والتنسيق السياسي حول القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية. وأوضح أن هذه الاتفاقية جزء من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، مفيدا انه تم في مباحثات أمس تمديد عقد اللجنة الوزارية المشتركة بين البلدين في الخرطوم برئاسة وزيري التجارة خلال الفترة من 22 إلى 24 مارس(آذار) المقبل والتي سيتم خلالها تداول تطوير العلاقات في ملفاتها التجارية والاقتصادية على أن يقوم وزير الزراعة السعودي بزيارة للسودان مع بداية الشهر المقبل مع وفد من رجال الأعمال والمستثمرين إضافة إلى زيارة أخرى مماثلة لوزيري التعليم العالي والعدل.

وتشمل المذكرة زيارات لعدد من الوفود في إطار اللقاءات البرلمانية بين المجلس الوطني السوداني ومجلس الشورى السعودي.

على صعيد آخر، ذكر السفير السوداني لدى الرياض عثمان الدرديري لـ«الشرق الأوسط» أن مذكرة التشاور السياسي الهدف منها تنسيق المواقف في المحافل والمنابر السياسية إضافة إلى بحث سبل تبادل الخبرات لمواجهة التحديات التي تواجهها الأمة العربية، مشيرا إلى أن المذكرة تقوم بدور الإطار الذي يقنن العمل المشترك وينظمه وفق اجتماعات دورية بين الطرفين. وأضاف السفير أن الجانب السوداني اطلع القيادة السعودية على مستجدات عملية السلام السودانية انطلاقا من إيمان الخرطوم بان السلام يحتاج إلى جهود عربية للوصول إليه وترسيخه. وبين الدرديري أن الرياض أكدت ما سبق أن أعلنته حول دعمها لكل ما ينفع السودان حكومة وشعبا مع حرصها على ضرورة إحلال السلام مع التمسك بوحدة الأراضي السودانية.