زلزال «الحسيمة» المغربية أوقع 229 قتيلا وأكثر من 150 جريحا وقوته بلغت 6.3 درجة

رئيس الحكومة الاسبانية يعزي الملك محمد السادس.. وباريس اقترحت إرسال رجال إغاثة

TT

ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب فجر أمس اقليم الحسيمة (شمال المغرب) الى 229 قتيلا معظمهم من سكان المناطق القروية، واصابة اكثر من 150 جريحا، وتشريد العشرات من العائلات، فيما لا تزال عمليات الانقاذ قائمة، والحصيلة مرشحة للارتفاع. وأبدى سكان المناطق المتضررة الذين اشتكوا من تأخر عمليات الانقاد تضامنا كبيرا فيما بينهم لانقاد ما يمكن إنقاده. وقال شاهد عيان لـ«الشرق الاوسط» ان اهم المناطق المتضررة هي بلدة آيت قمارة (غرب الحسيمة) التي دمرت بكاملها، ويقطنها نحو 7 الاف نسمة، ولا يعرف عدد الضحايا الذين اوقعهم الزلزال في هذه البلدة التي بنيت اغلب مبانيها بالطوب. ولحقت الاضرار ايضا بالعديد من البلدات والقرى والمداشر(كفور) المحيطة ببلدة آيت قمارة مثل امزورن، والسنادة، وانكور، وايت خرون، وايت هيشم، وايت مسعود، وبني عبد الله، وكلها لحقت بها اضرار فادحة.

واضافت المصادر ذاتها ان اكبر عدد من الضحايا حسب الحصيلة الاولية سجل في بلدة امزورن (20 كيلومترا شرق الحسيمة) التي يقطنها نحو 30 الف نسمة.

وقال الحسين حميدوش، رئيس بلدية امزورن، إن حي المؤسسات التعليمية كان الاكثر تضررا، مضيفا أن مصالح البلدية أحصت أكثر من 40 بناية دمرها الزلزال في الحي ذاته، ومازال العديد من سكانها تحت الانقاض.

ويتوزع عدد الضحايا حسب المناطق المتضررة إلى 164 قتيلا في بلدة امزورن، و25 قتيلا في آيت يوسف أوعلي، وستة قتلى في بني حديفة، و15 قتيلا في النكور، و13 في ضواحي أمزورن وثلاثة قتلى في بني بوفراح. أما الأشخاص الثلاثة الذين سقطوا بفعل الزلزال في اقليم الناظور فينتمون إلى منطقة إيكلموس. واضافت المصادر انه لم يسجل سقوط ضحايا في مدينة الحسيمة البالغ عدد سكانها 100 الف نسمة.

وقالت المصادر ان المستشفى الرئيسي بالمدينة امتلأ عن آخره، ونقل العديد من الجرحى والمتضررين الى مقرات الجمعية الخيرية والثكنة العسكرية في المدينة. بينما نقل الموتى الى ميناء المدينة. وقضى سكان مدينة الحسيمة ليلتهم في الشارع خوفا من هزات ارتدادية أخرى. وساهم وصول رجال الإنقاذ إلى القرى والمناطق النائية التابعة لإقليم الحسيمة في تسريع وتيرة عمليات الإنقاذ وإخراج الجثث من تحت الأنقاض.

وكان المختبر الجيوفيزيائي التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني قد أعلن أن قوة هذا الزلزال بلغت 6.3 درجة على مقياس ريختر، موضحا أن موقع الزلزال الذي وقع في حدود الساعة الثانية و27 دقيقة و44 ثانية فجرا حدد في بلدة آيت قمارة المتاخمة لمدينة الحسيمة، وشعر به سكان مدينتي فاس وتازة. وبتعليمات من العاهل المغربي الملك محمد السادس تمت تعبئة وسائل بشرية ومادية لمساعدة السكان المتضررين من الزلزال. وجاء في بيان أصدرته مؤسسة محمد الخامس للتضامن أن المؤسسة «جندت صباح يوم الثلاثاء طاقما من الأطباء مزودين باللوازم الطبية والصيدلية بما فيها سيارات الإسعاف للتوجه الى مكان الزلزال». كما خصصت المؤسسة طائرتين محملتين بالخيام والأغطية، وكذا 20 طنا من المواد الغذائية الأساسية. ويعمل أفراد من القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والبحرية الملكية والوقاية المدنية والقوات المساعدة والمصالح الإقليمية والمحلية على قدم وساق بالمناطق المتضررة. كما تمت تعبئة مروحيات ومختلف الاجهزة التي تتطلبها عمليات الإنقاذ التي تشارك فيها أيضا مؤسسة محمد الخامس للتضامن.

وفي سياق ذلك، بعث العاهل المغربي ببرقية تعزية إلى أفراد العائلات المنكوبة. وجاء في البرقية «تلقينا ببالغ الحزن والأسى النبأ المؤلم للزلزال الشديد، الذي ضرب مدينة الحسيمة ونواحيها، مخلفا عددا من الضحايا الأبرياء، والجرحى والمنكوبين، وخسائر لا تعوض في الأرواح، وأضرارا مادية فادحة ومفجعة». وقدرت مصلحة الجيولوجيا الاميركية قوة الزلزال بما يصل الى 6.5 درجة بمقياس ريختر. ويمكن لزلزال قوته ست درجات ان يحدث اضرارا شديدة.

وصرح بوتش كينيرني، المتحدث باسم مصلحة الجيولوجيا الاميركية ان مركز الزلزال كان في مضيق جبل طارق الذي يفصل المغرب عن اسبانيا على بعد نحو 300 كيلومتر من العاصمة المغربية الرباط. واضاف قوله «يمكن بالقطع ان نتوقع قدرا من الاضرار الملموسة من هذا الزلزال». وذكر ان منطقة المغرب العربي بشمال افريقيا شهدت مئات الزلازل المحدودة القوة منذ التسعينات وان هذا أشد زلزال منذ الزلزال الذي وقع عام 1994 قرب الحسيمة وبلغت قوته ست درجات، وقتل اثنين على الاقل واصاب عشرات.

ووقع اخر زلزال في منطقة المغرب العربي في الجزائر في مايو( ايار) وبلغت قوته 6.8 درجة وتسبب في مقتل 2300 قرب العاصمة الجزائرية.

وفي مدريد، أعرب خوسي ماريا أثنار، رئيس الحكومة الاسبانية عن تعازيه ومواساته للمغرب على اثر الزلزال العنيف الذي ضرب اقليم الحسيمة، كما أعرب اثنار في اتصال هاتفي مع الملك محمد السادس عن مشاعر مواساته وتعاطفه مع المغرب. وفي باريس، اقترحت فرنسا ارسال رجال اغاثة الى المغرب. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، هيرفي لادسو «ان السلطات الفرنسية مستعدة لارسال المساعدات الضرورية لا سيما الدفاع المدني وما قد يحتاجه الجانب المغربي».

واضاف ان سفارة فرنسا في الرباط وقنصليتها في طنجة تسعى الى التأكد من ان ليس هناك ضحايا بين المواطنين الفرنسيين. وقال: «في هذه المحنة المؤلمة تعرب السلطات الفرنسية عن تضامنها الكامل مع المغرب وتقدم للسلطات المغربية وعائلات الضحايا اصدق تعازيها الحزينة».