المغرب يوافق على انطلاق رحلات جوية بين مخيمات تندوف ومحافظاته الصحراوية

وصول 100 أسير حرب مغربي إلى أغادير أفرجت عنهم «البوليساريو» بوساطة قطرية

TT

وافق المغرب رسميا على أحد إجراءات الثقة التي اقترحتها المفوضية العليا للاجئين، والمتمثلة في تنظيم رحلات جوية بين مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف (جنوب غرب الجزائر) وبين مختلف مدن المحافظات الصحراوية.

وستنطلق الرحلات رسميا يوم 5 مارس (اذار) المقبل بتخصيص كل طرف لرحلة أسبوعية عبر طائرات بعثة قوات الامم المتحدة في الصحراء «مينورسو». وتضم الرحلة حوالي 15 الى 20 شخصا من ذوي القرابة من الدرجة الاولى من العائلات الصحراوية التي فرقها نزاع الصحراء منذ ازيد من 29 سنة.

وقال مازن ابو شنب، ممثل المفوضية العليا للاجئين، في تصريحات صحافية، ان هذه الاجراءات لم تكن لتقوم لولا التعاون التام الذي لقيته مفوضية اللاجئين من السلطات المغربية التي قدمت كافة التسهيلات والضمانات لإنجاح هذه المهمة الانسانية.

وكانت نقطة الخلاف الكبيرة، التي حالت دون القيام بهذه الرحلات في وقت سابق، هي اصرار جبهة «البوليساريو» في اقتصار من سيستفيدون من هذه الرحلات على اللائحة المؤقتة التي وضعتها الامم المتحدة في وقت سابق للصحراويين الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء في حال تنظيمه. إلا ان الجانب المغربي اصر على ان تشمل امكانية الزيارات كل الاشخاص الذين لديهم عائلات في مخيمات تندوف. واكد ابو شنب حق كل شخص أراد البقاء طواعية في المغرب ان يبقى فيه اذا اقر بذلك للمفوضية.

وشدد الجانب المغربي ممثلا في حميد شبار، المنسق مع المينورسو، والسفير محمد لوليشكي، مدير التعاون الدولي في وزارة الخارجية المغربية، على ان المغرب نجح في فصل الجوانب الانسانية عن الجانب السياسي وذلك بمعالجة التواصل الانساني بين العائلات التي فرقتها الحرب.

واعتبر ممثلا الجانب المغربي ان هذه الخطوة هي الاولى نحو الهدف الأساسي الذي يسعى اليه المغرب والمتمثل في العودة الشاملة لكافة الصحراويين اللاجئين في تندوف الى وطنهم.

وعلى الرغم من الصعوبات التي يمكن ان تواجه هذه الاجراءات الانسانية الا انها ستكسر حاجزا نفسيا قد يمهد الى امكانية التوصل لحل سياسي لانهاء هذا النزاع الطويل الأمد.

على صعيد اخر وصل صباح أمس الى مطار اغادير (جنوب المغرب) العسكري 100 اسير حرب مغربي كانوا محتجزين لدى جبهة البوليساريو على متن طائرة قطرية، بعد وساطة قام بها امير قطر لدى جبهة البوليساريو، وهذه هي الدفعة الثانية من الاسرى خلال هذه السنة الذين تطلق الجبهة سراحهم بعد الوساطة الليبية التي نجحت في إطلاق حوالي 200 اسير.

وما زالت جبهة البوليساريو تحتفظ بـ514 أسيرا أغلبهم من المرضى وكبار السن، ويعد بعضهم من اقدم السجناء في العالم حيث القي القبض عليهم منتصف السبعينات اثناء حرب الصحراء.