قاض مغربي يحقق مع 5 أصوليين متطرفين بتهمة الإعداد لجنايات ضد الأشخاص والأموال

TT

أكدت مصادر قضائية أن قاضي التحقيق في محكمة العدل الخاصة في الرباط واصل أمس، الاستنطاق التفصيلي لخمسة أعضاء أصوليين متطرفين يشتبه في اعدادهم لارتكاب جنايات ضد الأشخاص والأموال.

وقالت المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط» إن اعتقال هؤلاء المتطرفين تم في بداية السنة الجارية إثر توصل النيابة العامة بمعلومات تؤكد وجود عصابة إجرامية ذات توجه ديني متطرف بصدد الاعداد والتخطيط للقيام بأعمال إجرامية تستهدف الأشخاص والأموال.

وأبانت مجريات التحقيقات أن أحد المتهمين الخمسة، واسمه توفيق فكري، الذي كان عنصرا نشيطا داخل تيار «السلفية الجهادية» في الدار البيضاء، كانت له رغبة جامحة في التوجه إلى أفغانستان والالتحاق بالمجاهدين هناك. واعترف للمحققين أن هذه القناعة تولدت لديه نتيجة متابعته للأشرطة المرئية (فيديو) التي تحث على الجهاد.

وفي سنة 2001 تأتى له ذلك الأمر حيث التحق بأفغانستان مرورا بباكستان وخضع في معسكرات الجماعة الإسلامية الجزائرية لتدريبات حول استعمال الأسلحة الخفيفة.

وعاد الى المغرب بعد إصابته بالحمى. وحاول العودة إلى جانب صفوف حركة طالبان لكن محاولاته كلها باءت بالفشل لأنها تصادفت مع تشديد المراقبة على الحدود من طرف القوات الأميركية ليعود أدراجه مرة أخرى للمغرب.

وأمام هذا الوضع الجديد قرر توفيق فكري إعلان الجهاد في المغرب، واستند في ذلك على مبدأ «الفيء» الذي يستحل أموال الكفار ويستبيحها حسب تفكيره، واستطاع التأثير على أفراد عصابته وقام برفقتهم بالعديد من العمليات التي كان يتم التخطيط لها أثناء اللقاءات التي كانوا يعقدونها في أماكن عمومية في حي «مبروكة» الشعبي في الدار البيضاء، وخططوا في هذا الإطار للاعتداء على أحد السوريين بعد أن اعتبروه فاسقا يقوم بأعمال مخلة بالدين.

وخططوا ايضا لتنفيذ مجموعة من الاعتداءات الأخرى التي استهدفت أصحاب متاجر، معتبرين أنها تدخل في نطاق الجهاد. وحاولوا الاعتداء على مجموعة من رجال السلطة والسياسة المغاربة، من بينهم عضو في البرلمان المغربي يقطن في حي فلسطين الراقي وسط مدينة الدار البيضاء باعتباره يمثل رمزا من رموز النظام الحاكم، وخططوا ايضا للاعتداء على مواطن مغربي من الديانة اليهودية والاستيلاء على أمواله وقرروا أيضا الاعتداء على الأضرحة والسطو على الأموال الموجودة في صناديقها.