مستثمر سعودي ينسحب من عضوية قناة تلفزيونية لبنانية بعد 46 يوما فقط من انضمامه إليها

TT

استقال المستثمر السعودي عباس فائق غزاوي من عضوية مجلس إدارة تلفزيون الجديد (نيوتي في) بعد نحو 46 يوما فقط من قبوله الانضمام لمجموعة أعضاء المجلس المستثمرين وبينهم قطريون وكويتيون وشركات لبنانية أخرى، كما قرر بيع اسهمه التي يملكها في الشركة بالطريقة التي تراها الادارة، وبررالغزاوي، 72 عاما، قراره بسحب عضويته الى عدم التزام مجلس إدارة القناة اللبنانية بشروط قبوله العضوية في اجتماع المساهمين الذي عقد في الثامن من شهر يناير (كانون الثاني) الماضي بمقر التلفزيون ببيروت، والتي تنص على تمكينه من المساعدة وإبداء الرأي والمشاركة في سياسة المحطة البرامجية. وكان الإعلامي والسفير السعودي السابق قد قرر شراء نحو 2% (150 ألف دولار) من أسهم القناة التي يبلغ رأسمالها نحو 45 مليون دولار في أواخر عام 2001 قبل إطلاق بث القناة في العام 2002. وهو المستثمر السعودي الوحيد فيها، حسب تأكيده.

وحسب خطاب الاستقالة الموجه الى مؤسس القناة ورئيس مجلس الإدارة تحسين خياط ذكر الغزاوي «لم أتمكن من المشاركة الفعلية وإبداء الرأي فيما يبث الا في حالات نادرة وبواسطة الاتصال الهاتفي بكم عندما نواجه بالأمر الواقع من خلال برامج تنوون بثها»، مبينا أنه «لما كنت غير مستعد للمشاركة في مجلس الإدارة ـ من دون مشاركة فعلية ـ فقد اتخذت قراري المشار إليه». وكان الغزاوي قد اجتمع بتحسين خياط السبت الماضي في بيروت ولمس من الخياط عزمه الاستمرار في سياسة القناة والالتزام به وهو ما لم يوافق عليه الغزاوي ولا على تحمل مسؤوليته فأكد في خطاب الاستقالة عدم رضاه كمواطن سعودي على «حاقدين يبثون السموم بدون علم وبقصد الإساءة والتشهير» وبالسياسة الانتقائية للقناة.

وقال السفير عباس غزاوي لـ«الشرق الأوسط» ان استقالته جاءت على خلفية برنامج «بلا رقيب» الذي تقدمه الإعلامية ماريا معلوف، «وإذاعة أخبار غير مسؤولة هدفها التشويش والتشكيك والإساءة للمملكة العربية السعودية على الرغم من لفت نظر مسؤولي القناة مرات عديدة، لكن مع الأسف فشلت كل جهودنا في هذا الاتجاه»، حسب كلامه.

وقال ان سياسة محطة «نيو تي في» تظهر أنها « توالي بعض الدول العربية (من دون ذكر اسمها) ولا يأتي الحديث عنها في القناة الا بكل ثناء واحترام، فتحاول تلميع صورتها واعطاءها حتى ما ليس فيها وتتغاضى عن ما يصدر عنها مما ينتقد. وفي ما يختص بالسعودية توجه اليها القناة سهاما وانتقادات غير عادلة». واضاف:«بدا لي أن رئيس المحطة والعاملين فيها مجندون انفسهم لعمل من هذا النوع من دونما ان يفهم المشاهد انهم يؤدون رسالة معينة»، مشيرا الى أن «الإعلانات المنوهة عن الحلقة الخاصة بموسم الحج والتي أذيعت في برنامج «بلا رقيب» كانت مسيئة جدا، وتشكك في فريضة الحج وموعده السنوي، والمطالبة بصرف الأموال التي تنفق في خدمة الحج والحجاج على المقاومة المسلحة. وكل هذه مطالبات خيالية وتشكك في الدين من حيث المبدأ. مما دعاني للتدخل والتخفيف من المغالطات الى حد كبير لتصبح الحلقة حديثا عن فريضة الحج عند المسلمين».

ونفى الغزاوي تعرضه لأي ضغوط من الحكومة السعودية لسحب عضويته من إدارة القناة اللبنانية، مؤكدا أنه هو الذي ناقش مع بعض المسؤولين موقف المحطة من السعودية وأنه تم إبلاغه بأن هذا أمر خاص به وهو متروك لقراره. وقال «هذا الموقف شجعني على أن أمضي في عضويتي للقناة لمحاولة الإصلاح. لكن عندما وجدت استحالة ذلك عمليا قررت الاستقالة».

وحول رؤيته في ما يمكن أن يفسر قراره بأنه انعكاس عن صورة الإعلام السعودي بشكل أو بآخر رد بقوله «لا أعتقد أن هناك من يختلف في قراري هذا، لأن الإعلام السعودي براء من هذا الاسلوب وباعتباري أنتمي الى الإعلام السعودي في فترات طويلة مضت، أربأ بنفسي من أن أكون جزءا من الإعلام الذي تنتهجه القناة والذي لا يؤدي الى هدف أو رسالة».