وثيقة تلفزيونية: جنود أميركيون يقتلون جرحى عراقيين أمام الكاميرا

TT

عرض برنامج «بانوراما» المعروف، الذي تبثة القناة الأولى في التلفزيون الألماني، فيلمين قصيرين من العراق يصوران جنودا أميركيين يقتلون مشبوهين عراقيين جرحى. وذكرت مقدمة البرنامج مساء أول من أمس ان أحد الفيلمين صوره الجنود الاميركيون أنفسهم وان «بانوراما» حصل عليه بطرقه خاصة.

ويظهر الفيلم الأول، الذي يعود تاريخ تسجيله إلى الأول من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مشاهد صورتها مروحية من طراز «اباتشي» لثلاثة أشباح «عراقية» مسلحة تتحرك مساء بشكل مشبوه قرب شاحنتين. وتلقت الطائرة التابعة لكتيبة المشاة الرابعة أوامر إطلاق نار مسموعة عبر الهاتف تدعو الجنود لقتل المشبوهين الثلاثة، فتظهر صورة الهدف بالمنظار والرصاص وهو يردي اثنين ويصيب الثالث. ويسأل الجندي الاميركي بعد ذلك مركز القيادة عن كيفية التصرف مع الجريح فتأتي الأوامر واضحة بالانجليزية «اقتله»، فيسدد على الجريح ويقتله. وعدّ البرنامج 100 اطلاقة اطلقت في قتل الأشباح الثلاثة.

وتكشف الحادثة الثانية التي سجلتها كاميرا تلفزيون «سي. إن. إن» في وضح نهار يوم 8 ابريل (نيسان) الماضي في منطقة صناعية تقع شمالي بغداد. ويظهر الفيلم الجنود الاميركيين وهم يقتلون جريحا أثناء اقتحامهم لمنزل ما ثم يعبرون عن سعادتهم بذلك عن طريق إطلاق صيحات الفرح والتهليل. وعلق الجنرال المتقاعد، ورئيس «المؤسسة الاميركية لمحاربي فيتنام» روبرت غارد، على الفيلمين بالقول «إن قتل جريح لا حول له هو جريمة قتل»، وأن ذلك يتعارض مع اتفاقية جنيف التي تعتبر قتل الجرحى «جريمة حرب». واتفق معه في الرأي البروفيسور شتيفان اوتر، المختص بالقانون الدولي من هامبورغ (شمال)، الذي اعتبر قتل الجرحى «جريمة حرب».

وتزامن عرض البرنامج، الذي تمكن مشاهدته على موقع «بانورام» على الانترنت، مع الزيارة التي يقوم بها المستشار الالماني غيرهار شرودر إلى البيت الأبيض هذه الأيام والتي يحتل ملف العراق فيها صدارة المفاوضات مع الرئيس الاميركي جورج بوش.

ويعزز الفيلم موقف ألمانيا الرافض لإرسال قواتها العسكرية إلى العراق، ويحرج الإدارة الاميركية المحرجة أساسا في محاولاتها تبرير الحرب على العراق على أساس أسلحة الدمار الشامل. وقال معدو برنامج «بانوراما» ان الحكومة الاميركية رفضت التقدم بأي تعليق على الفيلمين اللذين يدينان الجيش الاميركي بارتكاب جرائم حرب في العراق.