الإسلاميون يتظاهرون في البحرين ضد «الرئيس» ويطالبون بوقف تصوير البرنامج التلفزيوني

TT

انتقلت حمى الانتقادات الموجهة الى البرنامج التلفزيوني «الرئيس» وهو النسخة العربية من برنامج «الأخ الأكبر» الغربي من أروقة البرلمان البحرينى الى الشارع. اذ تظاهر امس عدة مئات من البحرينيين، تلبية لدعوة «جمعية الاصلاح» الاسلامية، بالقرب من موقع تصوير البرنامج في «جزر أمواج» الواقعة في المحرق شمال شرقي جزر البحرين، وذلك احتجاجا على قيام احد المتسابقين الشباب بطبع قبلة على وجنتي شابة متسابقة على الهواء، وتعرية متسابقة اخرى كتفيها فى أولى حلقات البرنامج. واججت فتاوى رجال الدين حول البرنامج وتأثيره على الشباب غضب البحرينيين الذين طالبوا بوقف تصويره وبثه، فيما حذر اخرون من ان هذه الاحتجاجات يمكن ان تنفر الاستثمارات الاجنبية من العمل فى البحرين.

وبالاضافة الى المظاهرة التى نظمت عند موقع تصوير البرنامج، تظاهرت امس ايضا عشرات النساء أمام وزارة الاعلام بدعوة من جمعية الحور النسائية وجمعيات اخرى نسائية. وقالت رئيسة جمعية المستقبل، شعلى شكيب لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا يمكن أن نقبل أن يتم التخلي عن التقاليد وما يلزمنا به الدين من أجل الاستثمارات». وطالبت المتظاهرات بوقف تصوير البرنامج وعرضه من البحرين.

أما رجال الأعمال فعينهم على جاذبية البحرين الاستثمارية وقد وجدوا أن هجوم البرلمانيين الاسلاميين على البرنامج والذي انتهى بطلب رسمي لاستجواب وزير الاعلام نبيل الحمر، خير وصفة «لتخويف المستثمرين» ودفعهم الى البحث عن مواقع أخرى لأعمالهم. ويقول رجل الأعمال عادل فخرو لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نبحث عن الاستثمارات وما حدث من الممكن أن يؤثر سلبا على سمعة البحرين ويجعل المستثمر الأجنبي يحجم عن الاستثمار». ويتفق النائب الليبرالي عبد النبي سلمان مع فخرو وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا لا أرى أي مردود ثقافي أو فني لهذا المشروع ولكن لا بد من النظر الى الجانب الآخر». وتابع «نحن نروّج لاقتصادنا وبلدنا، ونسعى الى تنمية سوق الاتصالات الذي تم تحريره أخيرا، ولا ضير من وجود البرنامج اذا ما التزم بالتقاليد المرعية». الا أن النائب الاسلامي السلفي عادل المعودة يصر على طلب استجواب وزير الاعلام، وقال «ليس بالضرورة أن ننشر الفساد ونجبر الناس على تقبل برامج دخيلة لا تمت بصلة الى دينهم وتقاليدهم حتى ننعش اقتصادنا».

من جانبه، قال محسن العصفور، وهو رجل دين شيعي، رشح ليكون رئيسا للجنة رقابة شرعية للبرنامج لم تتشكل حتى الآن ان هناك متطلبات أساسية لا بد من التأكد من تنفيذها. واوضح لـ«الشرق الأوسط»: «لن أعارض البرنامج منذ البداية ولكن لا بد من مراعاة الدين والتقاليد شكلا وجوهرا، مثلا لا بد من ارتداء النساء المشاركات للحجاب، كما يجب التأكد من أن البرنامج ليس فقط محاكاة ببغائية لبرنامج غربي». ودعا إلى أن يتم ضبط لمفردات وتفاصيل الحياة اليومية للمشاركين طيلة اليوم وليس فقط خلال ساعة العرض الوحيدة المنتجة في نهاية اليوم. وقال ان موافقته على أن يكون مسؤول الرقابة الشرعية مرهونة بتنفيذ ذلك.

وبالنسبة للمشاهدين، تقول الصحافية ريم خليفة «ليس بالامكان الحكم على البرنامج من هذا العدد القليل من الحلقات، ولكن هذا الجدل متوقع لأن البرنامج ليس مصمما أصلا للمشاهد المحلي وانما للمشاهد العربي، فهو لا يعبر عن ثقافة المجتمع الخليجي». اما منيرة زباري وهي طالبة في الصف الثالث الاعدادي تتابع حلقات البرنامج وتتابع أيضا برامج عربية أخرى مشابهة تقول «حتى الآن لم يتحقق في البرنامج أي تدريب على أي شيء كما هو الحال في البرامج الأخرى المشابهة، ويبدو البرنامج تقليداً غير متقن بسبب كثرة الحذف على ما يبدو فيه من مقاطع».

وأشعلت قبلة السعودي حكيم على وجنتي التونسية كوثر، وانكشاف وشاح متسابقة مصرية ـ عراقية عن كتفيها ليلة تدشين أولى حلقات البرنامج التلفزيوني «الأخ الأكبر» الذي سميت نسخة البحرين منه بـ«الرئيس»، جدلا ساخنا في الشارع البحريني دفع الموافقين والمعارضين للتحلق حول أجهزة التلفزيون في الساعة الحادية عشرة مساء كل يوم بدافع الفضول. وبرغم تأكيدات مسؤولي البرنامج في «ام بي سي» التي تدير البرنامج بأنه سوف يأخذ بقدر الامكان في الاعتبار التقاليد والأعراف المتبعة، الا أن التفاوت في هذه الاعراف والتقاليد بين دول الخليج وبين الدول العربية الأخرى يظل كافيا لابقاء هذا الجدل في الساحة حتى المدى الذي تحتمله قوة الأطراف الداخلة فيه. فأحد الصحافيين اللبنانيين في البحرين لم يجد في «قبلة الترحيب» أي مخالفة للأعراف بينما هي غير مقبولة في الخليج بتاتا. ويبلغ حجم انفاق «ام بي سي» على البرنامج نحو 15 مليون دولار. وقالت انها وظفت 200 بحريني لهذا المشروع. وفيما يستمر الجدل في الشارع وفي المجالس على برنامج «الرئيس» يواصل 12 شاباً وشابة من مشرق الوطن العربي ومغربه العيش في التجربة في داخل «الفيلا» لا يعلمون شيئا عما يدور حولهم، اذ منعت أجهزة التلفزيون والراديو والهواتف، ويتعرفون على بعضهم البعض ويتعلمون كيف يسيّرون حياتهم بأدنى المتوفر من الأشياء وكل ما يربطهم بعالم الأحياء الخارجي، النباتات المحيطة بالفيلا التي سيقضون فيها تسعين يوما، وعدد من الدجاجات محبوسة في قفص في حديقتها.