سيناتور أميركي: ليبيا كشفت في يومين ما لم نستطع كشفه في إيران خلال عامين

الشركات الأميركية تبدأ محادثات للعودة إلي ليبيا

TT

اكد مسؤولون اميركيون ان ليبيا تقدم تعاونا «غير مسبوق» من اي دولة اخرى في مجال الكشف عن اسلحة الدمار الشامل ومصادرها، غير انهم اشاروا الى ان الادارة الاميركية لا زالت لديها متطلبات من طرابلس فيما يتعلق بدورها في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وباقي القارة السوداء. يأتي ذلك، فيما اعلنت الخارجية الاميركية ان واشنطن تساعد ليبيا على تحويل مفاعل «تاجورة» النووي لانتاج يورانيوم منخفض التخصيب، كما تعمل على اعادة تأهيل وتدريب ضباط وموظفي برنامج ليبيا النووي لأعمال سلمية «اكثر انتاجية».

وقال السيناتور ديك لوغار، الرئيس الجمهوري للجنة العلاقات الخارجية التابعة للكونغرس في جلسة حضرها كبار المسؤولين في الخارجية الاميركية اول من امس، ان معلومات سرية وصلت اليه، مفادها ان السلطات الاميركية كشفت عن برنامج الاسلحة الليبية في يومين ما لم تستطع الكشف عنه لمدة سنتين في ايران. غير ان لوغار قال انه لا يمكن للولايات المتحدة ان تفترض حسن النية من ليبيا وقال: «لا يمكننا تجاهل تقصي الديمقراطية ولا تطويرها لاسلحة دمار شامل وسجلها في مجال الارهاب ولا سعيها لتأزيم الامور في افريقيا». الى ذلك، اكدت بولا دي سوتر مساعدة وزير الخارجية ان «عملية تفكيك اسلحة الدمار الشامل الليبية تتحرك بسرعة كبيرة». وقالت سوتر انه في النصف الاخير من الشهر الماضي قامت الولايات المتحدة بنقل «عناصر كبيرة وهامة من برنامج ليبيا النووي وكذلك انظمة توجيه حساسة، ونحن نستعد لإزالة المزيد». وتابعت ان واشنطن تسلمت تصميمات لاسلحة نووية حصلت عليها ليبيا من السوق السوداء من شبكة العالم الباكستاني عبد القدير خان وتم شحنها على متن طائرة مستأجرة الى الولايات المتحدة». وقد اعلنت الخارجية الاميركية ان فرق التفتيش البريطانية والاميركية سوف تعود الى طرابلس في منصف مارس (اذار) لاستئناف عملها وتدمير وشحن باقي مكونات الاسلحة.

اعلنت شركات النفط الاميركية انها تعتزم التفاوض فورا مع السلطات الليبية للعودة للعمل في ليبيا بعد ان اعلن البيت الابيض رفع بعض العقوبات المفروضة عليها اول من امس، وذكرت مصادر مطلعة ان شركات النفط الاميركية الكبيرة ستبدأ خلال الايام القليلة المقبلة في ارسال وفود للتفاوض حول شروط العودة، ويأتي ذلك فيما اعرب اهالى تفجير طائرة «بان اميركان» فوق لوكربي عن غضبهم من «التساهل» الاميركي مع التصريحات التي تراجعت عنها ليبيا، حيث نفى رئيس الوزراء الليبي الاسبوع الماضي تحمل بلاده المسؤولية الجنائية عن التفجير، ثم صدر بعد ذلك بيان ليبي جرى فيه التراجع عن هذه التصريحات.

واوضحت مصادر مطلعة ان محادثات شركات النفط الاميركية هي الخطوة الاولى باتجاه عودة الشركات النفطية الكبيرة «ماراثون أويل» و«أميرادا هيس» و«كونوكو فيليبس» و«أوكسيدنتال بتروليوم» التي كانت تنتج أكثر من مليون برميل يوميا هناك قبل ان تجبرها العقوبات الاميركية على الانسحاب عام 1986.

وقال جاي ويلسون المتحدث باسم «اميرادا هيس» اول من امس «سنتفاوض على عودتنا الى امتيازاتنا القائمة في ليبيا»، وأضاف «لا يمكننا تنفيذ العودة لكن يمكننا بدء عملية المفاوضات بشأنها». كما اكد بول ويدز المتحدث باسم «ماراثون أويل» ان «رفع هذه القيود يعني ان فرص توسعة نطاق مناقشاتنا تحسنت بدرجة كبيرة»، وتابع «تمكننا هذه الخطوة كذلك من البدء في محادثات بالاشتراك مع محامينا وهو ما لم نكن نقدر على القيام به من قبل». وأكدت ماراثون واميرادا هيس وكونوكو فيليبس احتمال عقد هذا الاجتماع خلال ايام، لكنها لم تورد المزيد من التفاصيل. ولم يتسم على الفور الاتصال بمسؤولين من كونوكو فيليبس أو اوكسيدنتال للتعليق.

الى ذلك، وصف القس الاميركي وداعية الحقوق المدنية جيسي جاكسون الخطوة التي اقدمت عليها واشنطن برفع الحظر على مواطنيها لزيارة ليبيا، بانه تطور مهم في العلاقات الليبية ـ الاميركية. وقال جاكسون في مؤتمر صحافي بطرابلس امس ان هذا التطور يصب في صالح البلدين، معربا عن اعتقاده ان القرار الاميركي مقدمة لاستئناف قريب للعلاقات الدبلوماسية. واعتبر القس الاميركي ان طرابلس على الطريق الصحيح فيما يتعلق بالتطور الديمقراطي. وقال ان الديمقراطية تحتاج الى صبر وان الولايات المتحدة احتاجت 300 عام لتعطي حق الصويت للجميع، معربا عن اعتقاده ان طرابلس لن تحتاج كل ذلك الوقت. ورفعت الولايات المتحدة اول من امس حظر السفر الى ليبيا وسمحت لليبيا بوجود دبلوماسي في واشنطن لمكافأتها على التخلص من برامجها للتسلح النووي. وتعتبر ليبيا مصدرا مهما لزيادة تدفقات النفط الى السوق الاميركية التي تعاني من نقص الامدادات بسبب سياسات أوبك وزيادة الطلب العالمي.