المجلس الثوري لحركة فتح يختتم أعماله في رام الله بجملة من التوصيات بعد احتواء المشاجرة بين عرفات ونصر يوسف

TT

اختتم المجلس الثوري لحركة فتح حزب السلطة في الاراضي الفلسطينية الليلة الماضية اجتماعا مغلقا في مقر الرئيس ياسر عرفات، برئاسة امين سره حمدان عاشور، استمر 3 ايام بمجموعة من التوصيات والقرارات. وانعقدت بعض جلسات الاجتماع تحت الحصار عندما اقتحمت قوات الاحتلال اول من امس، مدينة رام الله وحاصرت 4 بنوك فيها بحجة وجود ارصدة لمنفذي عمليات تفجيرية.

والمجلس الثوري في حركة فتح هو اعلى سلطة في الحركة في غياب المؤتمر العام الذي لم يعقد منذ اكثر من 15 عاما. وللمجلس سلطة على اللجنة المركزية للحركة. ولم يعقد بكامل اعضائه منذ اكثر من 3 سنوات اي منذ انطلاقة انتفاضة الاقصى.

ويفترض ان يكون الاجتماع قد تبنى معظم، ان لم يكن جميع التوصيات التي تقدم بها الرئيس عرفات في كلمته وهي اول كلمة مكتوبة يلقيها في اجتماع للمجلس الثوري منذ تأسيسه قبل اكثر من 40 عاما، حسب قول احد اعضاء امجلس لـ «الشرق الأوسط». وقال العضو الذي طلب عدم ذكر اسمه ان الرئيس عرفات احتوى في كلمته جميع مطالب القاعدة في حركة فتح والشارع الفلسطيني من ضرورة وضع حد للفساد والانفلات الامني وتجديد القيادة ودفع دماء جديدة فيها وتشكيل لجنة تحضيرية للاعداد للمؤتمر السادس في الحركة الذي يطالب فيه العديد من الكوادر في الحركة الذين عبر العديد منهم عن استيائه من الاوضاع الداخلية بتقديم استقالته.

واختتم الاجتماع ببيان سياسي يحدد بصورة واضحة مواقف الحركة اتجاه مجمل القضايا السياسية. وتخللت جلسات اول من امس مشادة كلامية بين الرئيس عرفات وعضو اللجنة المركزية اللواء نصر يوسف الذي عارض عرفات مشاركته في حكومة احمد قريع (ابو علاء) كوزير للداخلية لمطالبته بمزيد من السلطة على الاجهزة الأمنية، وصلت التلفظ بألفاظ بذيئة بين الرجلين انتهت بزعل الرئيس عرفات وانسحابه من الجلسة كما هي العادة في معظم الاجتماعات في السابق. وعاد عرفات الى المجلس وتم التصالح بين الرجلين.

وقال عضو آخر في المجلس لـ «الشرق الأوسط» «ان اللواء نصر يوسف قاطع الرئيس عرفات عندما كان يتحدث عن قوات منظمة التحرير الفلسطينية في الاردن ومصر والسودان واليمن، وقال له عن اي قوات تتحدث يا اخ ابو عمار، فكلها لا يتجاوز عددها الالف رجل. فرد عليه عرفات بغضب، وطلب منه ان يخرس فأجابه اللواء نصر بنفس الكلمات. وزعل عرفات وانسحب. لكن المسألة كلها لم تستغرق اكثر من دقائق حيث عادت الامور الى مجاريها واستأنف الاجتماع اعماله حسب المصدر.

وقال عضو ثالث طلب عدم ذكر اسمه لـ «الشرق الأوسط» ان المشكلة طالت لاكثر من ربع ساعة ولم يعد الرئيس عرفات الى قاعة الاجتماع الا بعد خروج رئيس الجلسة حمدان عاشور اليه. ويتفق هذا العضو مع ما قاله العضو الاول وهو ان المشكلة بدأت عندما بدأ الرئيس عرفات يتحدث عن قواته في بعض الدول العربية فلم يعجب هذا الكلام اللواء نصر يوسف الذي قاطعه. فرد عليه عرفات طالبا منه بأن يخرس. فقال له اللواء نصر: عليك انت ان تخرس. وانحدر المستوى الى شتائم اسوأ.

واضاف هذا المصدر «عندئذ حاول عرفات قذف اللواء يوسف بالميكروفون الذي بالطبع كان مربوطا فقذفه يوسف بقلم وحاول قذفه بمنفضة وانسحب عرفات من الجلسة بينما رفض اللواء يوسف مغادرة قاعة الاجتماع».

واستمرت الازمة لاكثر من ربع ساعة وعاد الرئيس عرفات الى قاعة الاجتماع برفقة امين سر المجلس حمدان عاشور وتوجه مباشرة الى اللواء نصر يوسف واحتضنه وأمطره بالقبلات. وواصل المجتمعون نقاشاتهم.

وبحث اعضاء المجلس على مدى الايام الثلاثة تقارير اللجان السياسية والأمنية والتنظيمية والاقصادية والرقابة الحركية ولجنة المنظمات الشعبية. وركز المتحدثون من الاعضاء في كلماتهم على الاضاع الصعبة وضرورة ايجاد المخرج لها ووضع الحلول الشجاعة.

وشهدت جلسة امس الصباحية نقاشات حادة بين الاعضاء خاصة في ما تعلق بطبيعة تشكيلة اللجنة التحضيرية التي ستوكل اليها مهمة الاعداد للمؤتمر السادس للحركة. وبرز خلاف في هذه المسألة حول اعضاء اللجنة المركزية الذين سيمثلون في اللجنة مقارنة بعدد اعضاء المجلس الثوري نفسه.

وكان من بين المتحدثين امس العميد جبريل الرجوب مستشار الامن القومي للرئيس الذي تحدث كغيره عن صعوبة الاوضاع وطالب باتخاذ قرارات حاسمة وصريحة كما طالب بالفصل بين الامن والسياسة وهو بذلك يلمح الى غريمه محمد دحلان وزير الدولة السابق لشؤون الامن القومي كما قال مصدر رابع في الاجتماع والذي يسعى للحصول على موقع امني ويواصل طموحاته السياسية. وعقب دحلان الرجوب في الكلمة الذي طالب بوضع الامور في نصابها. وتحدث ايضا عماد شقور الذي طرح الخيارات الموجودة على الساحة، وطالب المجتمعين بالاختيار. وهذه الخيارات هي كما قال «المراوحة في المكان وعدم فعل شيء وهو الخيار السهل. والمزايدة برفع شعارات اكبر من المرحلة وهذا الخيار الاسهل. والتحدث بصراحة ووضع النقاط على الحروف وهذا الخيار الاصعب».

ووافق المجلس على توصية اللجنة المركزية باضافة كل من ابو السكر عميد الاسرى المحرر واحمد هزاع وابراهيم ابو النجا وزهدي القدرة ومحمد صبيح لعضويته. وطلب من اللجنة المركزية نقديم اقتراح لشغل 39 مقعدا شاغرا في المجلس.