الشكعة: استقلت من رئاسة بلدية نابلس حتى لا أكون شاهدا على وفاتها

TT

قال غسان الشكعة رئيس بلدية نابلس، اكبر مدن الضفة الغربية، انه قدم استقالته النهائية التي لا رجعة فيها الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حتى لا يكون شاهدا على وفاة هذه المدينة التي تحتضر.

وقدم الشكعة استقالته الى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الحكم المحلي جمال الشوبكي. وأكد انها نهائية ولا عودة عنها. وستصبح سارية المفعول اعتبارا من الاول من مايو (ايار). ولم يجر اي اتصال بين الشكعة والرئيس عرفات منذ تقديم الاستقالة وهو يحاول كما يقول التملص من اي مكالمات مع الرئيس لكنه في النهاية سيضطر الى المواجهة مكررا القول ان لا عودة عن الاستقالة «وان ضميري الآن مرتاح لأني لا استطيع ان اكون شاهدا على وفاة نابلس».

وقال الشكعة لـ«الشرق الأوسط»: «انني قدمت استقالتي لربما تكون جرس انذار من اجل عمل ما يمكن عمله لانقاذ المدينة من حالات الانفلات الامني والمدني والاجتماعي والاقتصادي والمالي». واضاف الشكعة ان المدينة تعاني من الفوضى وفقدان الامن منذ بدء الانتفاضة. وتابع القول «لم اعد اشعر اني قادر على تقديم اي شيء لمدينة نابلس. ان مجتمعنا مدمر والاحتلال الاسرائيلي ليس السبب الوحيد لهذا الدمار».

ويبدو ان من دفع الشكعة الى الاستقالة هو اعلان طرف مسلح عبر مكبرات الصوت ان نابلس مدينة منكوبة، وطالب المواطنين بعدم دفع الضرائب وفواتير الكهرباء والماء والهواتف. وقال الشكعة ان البلدية هي مؤسسة خدمات وعدم تسديد اثمان هذه الخدمات يعني انها ستكون عاجزة عن مواصلة تقديم هذه الخدمات». وواصل القول «اذا كانت فعلا مدينة منكوبة فعلى السلطة ان تتحمل مسؤولياتها اي تحمل جميع التكاليف. لكن السلطة لم تفعل ايا من هذا ولم ترحمنا».

وأكد الشكعة ان لا وجود للسلطة في نابلس وبشكل عام في شمال الضفة الغربية منذ 3 سنوات. وهناك عدم وضوح سياسي يضاف الى ذلك الانفلات الامني على جميع المستويات الاخرى.

وقال مقربون من الشكعة انه لم يتحمل اتهامه من قبل البعض بانه مسؤول جزئيا عن حالة فقدان الامن السائدة في المدينة. وتحدى الشكعة من يقول ان لديه عصابة تفرض سطوتها على بعض اجزاء المدينة. وقال «اتحدى من يقول ذلك ان يأتي بأي اثبات واتحدى ان يثبت اي طرف ان يكون اي شخص له علاقة بي اطلق طلقة واحدة على الناس». واضاف «انا ليس لدي عصابة زعرنة على الناس. لكن اذا كان الحديث عن حراسي فانا اؤكد ان لدي حراس وجماعة من هذا القبيل».