لبنان: السجال السياسي ـ التقني حول «الجوال» يهدأ ولا يتوقف بين كتلة الحريري ووزير الاتصالات

TT

هدأت وتيرة السجال السياسي ـ التقني بين نواب كتلة رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، ووزير الاتصالات جان لوي قرداحي، على خلفية التجاذبات القائمة حول تخصيص قطاع الهاتف الجوال. لكن هذا لا يعني ان السجال توقف لان المؤشرات السياسية لا تدل على ذلك في ضوء اجواء الحذر المتبادل بين الطرفين واستمرار حملات وسائل الاعلام القريبة من الحريري على قرداحي.

وقد امتنع وزير الاتصالات عن التعليق على الحملات، بعدما كان وصف بعض نواب كتلة الحريري الذين هاجموه بأنهم «جوقة لدى شركتي الجوال» اللتين تديران حالياً القطاع لحساب الدولة. وزار قرداحي امس رئيس الجمهورية اميل لحود في القصر الجمهوري وبحث معه «الخطوات المقبلة بعد اقرار دفتر شروط المناقصة لادارة القطاع». واطلعه على اجواء تقدم الشركات المهتمة بالقطاع لتسلم دفتر الشروط.

وفي المقابل نُقل عن رئيس الحكومة انه لا يريد مهاجمة احد ولا يريد مشاكل مع احد. واشار عضو كتلته النائب نبيل دو فريج، في حديث الى تلفزيون «المستقبل» التابع للحريري للمرة الثانية في يومين رد فيه على رد قرداحي عليه، الى ان الرئيس الحريري قال له: «لا اريد ونحن لا نريد ان نهاجم احداً. ونحن ما زلنا ماشين بالسياسة. ولا نريد مشاكل مع احد. واتمنى عليك ان تؤجلها». وقال دو فريج ان الوزير قرداحي هو «رئيس الاوركسترا التي افشلت المناقصة القديمة التي رست على شركتي ليبانسيل ومجموعة ميقاتي» واتهمه بأنه تأخر في ارسال المعلومات للشركات المهتمة ما ادى الى انسحابها وبقاء الشركتين المشغلتين. واعتبر ان قرداحي «عرقل سير المناقصة والمزايدة» وقال: «ان ما حصل كان مطلوباً حتى يصنع منها قضية سياسية كبيرة (....). وكان واضحاً ان المطلوب ان لا يبقى، في النهاية، سوى الشركتين (ليبانسيل وسيليس) حتى نعمل منها قصة كبيرة ونقول انظروا المجلس الاعلى للخصخصة الذي يترأسه رفيق الحريري، آخر من عمل دفتر شروط على قياس ليبانسيل ومجموعة ميقاتي ليبقوا مسيطرين ويسرقوا وينهبوا».

ورأى دو فريج «ان الناس لم تعد قادرة على التحمل اكثر». واعرب عن اعتقاده بأن «ما حصل في انتخابات عاليه بعد وفاة النائب بيار حلو (وفوز نجله بأغلبية قليلة على مرشح «التيار الوطني الحر» المؤيد للقائد ميشال عون) دليل على ان الناس صوتت لشخص ضد السلطة. وعندما اقول ضد السلطة يعني ليس ضد شخص بل ضد كل السلطة والنظام وطريقة التعاطي بالسياسة اليوم. الناس لم تصوت لحكمت ديب في التيار العوني، بل صوتت ضد السلطة لان الناس ما عادت قادرة، تريد رؤية نتائج على الارض. وآخر همها ماذا يحصل في الخليوي. تريد حياتها اليومية ان تتحسن». وقال: «لكن الصراعات الحاصلة اليوم ووضع العصي في الدواليب واضحة حتى لا نستطيع تطبيق قرارات باريس ـ 2 التي لو طبقت لكان صار باريس ـ 3 وحصل لبنان على مبالغ ما بين 7 و8 مليارات دولار زيادة (...) لبنان وقّع من رأس الهرم الى اسفله على مقررات باريس ـ 2 قبل ان نذهب الى هذا المؤتمر. الرئيس (الفرنسي جاك) شيراك لم يكن ليعقد باريس ـ 2 تحت رعايته في الاليزيه لو لم يكن هناك تعهد من الجميع بتنفيذ الالتزامات المطلوبة. واليوم ما هو موقفنا تجاه الرئيس شيراك. كذبنا عليه وهذا الامر ليس جيدا».

وامس اصدرت شركة «ليبانسيل» بياناً استغربت ما ورد في وسائل الاعلام «لجهة حصول عرقلة ما في عمل مؤسسة اريكسون التي تتولى رقابة اعمال ليبانسيل في ظل تنفيذ عقد التشغيل الموقع مع الدولة اللبنانية». واكدت انها «تقيدت ولا تزال بكافة العقود الموقعة مع الدولة اللبنانية بما فيها عقد التشغيل، وتعاونت الى اقصى الحدود مع كافة الاطراف التي تعاقبت على مدى سنوات عدة على تدقيق حسابات الشركة وعلى تنفيذ مهمة الرقابة ولا سيما شركة اريكسون».