لبنان: أوساط الحريري لا تعلّق على حديث فرنجية ومعوض تنفي وجود «خطوط سورية» لها مع دمشق

TT

امتنعت الاوساط السياسية القريبة من رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عن التعليق على ما ادلى به وزير الصحة سليمان فرنجية، المعروف بعلاقته الوثيقة مع القيادة السورية، في حديثه التلفزيوني مساء اول من امس. وكان فرنجيه قد شن خلال الحديث هجوماً مفاجئاً على الحريري متهماً اياه بالتصرف «كأنه مغلوب على أمره. وفي ذلك حشر لسورية وحلفائه»، واعتبر ان الحريري بهذا التصرف «يغازل اميركا والغرب. وهو، وفي مكان ما، ليس بعيداً عن المعارضة».

وكان اللافت امس هو نشر صحيفة «المستقبل» التابعة للحريري مقتطفات من حديث فرنجية في صفحتها الاولى تحت عنوان «هاجم الحريري واتهمه بمغازلة اميركا والغرب: فرنجية يفتتح معركة الاستحقاق الرئاسي».

من جهة ثانية، ردت النائبة نايلة معوض، التي سبق ان اعلنت عزمها على الترشح لرئاسة الجمهورية، على كلام الوزير فرنجية عن وجود «خطط سرية لبعض المعارضة» مع السوريين، فقالت: «الجميع يعرف خطي الواضح. وليس لدي شيء تحت الطاولة لا في السياسة ولا في العمل او التجارة. ومواقفي واضحة جداً، ولم تتغير منذ اربع عشرة سنة حتى الآن. والمبدأ يلخص كل اعمالنا، فلبنان لا يُحكم ضد سورية ولبنان لا يُحكم من سورية. ونحن من المطالبين بأن نخرج لبنان من التبعية لسورية والوصاية علينا. وايضاً ان نخرج هذه العلاقة التي يستقوي فيها البعض على حساب سيادة لبنان واستقلاله وقراره الحر. ونحن مع علاقة استراتيجية وتاريخية مع سورية تحترم سيادة واستقلال البلد وتؤسس لشراكة لبنانية ـ سورية حقيقية على غرار العلاقات في الاتحاد الاوروبي. واذا كان الوزير فرنجية يعرف اكثر من هذه الامور نتمنى ان يقوله بوضوح».

وسئلت معوض اذا كانت تتوقع تفجير الخلافات السياسية في زغرتا (مسقط رأس زوجها الرئيس السابق الراحل رينيه معوض والوزير فرنجية) من خلال الانتخابات البلدية، فأجابت: «لا خلافات تفجرت عام 1998 بل كان هناك اختلاف ولم يزل. فالوزير فرنجية له موقفه السياسي ونحن كذلك. وانتخابات عام 1998 كانت مثالية للغاية وضربة كف لم تحصل. ونحن نعتبر ان الانتخابات البلدية هي استحقاق سياسي بكل معنى الكلمة. وهي ليست استحقاقاً لسياسة الزواريب او من أقوى مِن مَن، بل المطلوب اعادة اعطاء البلديات دورها الانمائي الحقيقي لادارة شؤون الناس بطريقة موضوعية وعلمية. وسوف نطبق هذه الرؤية على منطقة زغرتا ـ الزاوية. وسوف نعلن موقفنا بعد المشاورات مع حلفائنا في المعارضة لأن الانتخابات البلدية في الشمال هي جزء من انتخابات بلدية في كل لبنان».

وعن رأيها في موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال جلسة الاستجواب حول الهاتف الجوال وما اذا كان حكماً ام طرفاً في تلك الجلسة، قالت معوض: «الرئيس بري خلال الجلسة جرب ان يكون مرة مع المعارضة واخرى مع الحكومة. ولكني آسف لطريقة ختام الجلسة. واعتقد ان الموضوع الذي اثرناه خلالها وهو ملف الخليوي (الجوال) هو احد الملفات التي يلفها الغموض ويؤسس ايضاً لسياسة البلد والحكومة وتعاطيها مع مواضيع الخصخصة. ومن حق الشعب اللبناني معرفة ما يحصل. ولماذا هذا اللف والدوران؟ واين حقوق الناس بالمعرفة؟ واين حقوق المستهلك الذي يدفع اغلى ثمن ممكن على المكالمات الهاتفية واغلى ثمن للاشتراك بالهاتف الخليوي؟ واليوم من غير المعقول ان تكون قلة قليلة تستفيد من الخصخصة، في وقت يدفع الشعب اللبناني المزيد من الضرائب والرسوم ولا يأخذ بالمقابل اي شيء على الصعد الاجتماعية وفرص العمل ورؤية سياسية واقتصادية ومالية، حيث لا يُحترم الرأي العام الذي يريد معرفة الحقيقة عبر ممثليه، ونأمل ان تبقى (المعرفة) من خلال ممثليه من دون النزول الى الشارع وعندها نواجه ازمة صعبة في لبنان. فلذلك نأمل ان تكون الحقائق ظاهرة للناس من خلال المجلس النيابي».