في حادث طائرة فلاش إيرلاينز: المحققون المصريون يطلبون من بوينغ معلومات حول أعطال طراز 737

TT

قالت مصادر في وزارة الطيران المدني المصرية ان المحققين الفرنسيين والأميركيين في حادث تحطم طائرة فلاش ايرلاينز التي سقطت قبالة ساحل شرم الشيخ المصري على البحر الأحمر في يناير (كانون الثاني) الماضي، سيعودون إلى القاهرة منتصف مارس (آذار) المقبل لاستئناف العمل مع الفريق المصري الذي يشرف على تحقيقات الحادث الذي راح ضحيته 148 هم كل الركاب والطاقم.

وأضافت المصادر أن المحققين الفرنسيين والأميركيين طلبوا تحليل أجزاء مختلفة من بيانات الصندوقين الاسودين للطائرة المنكوبة في معاملهم وعمل التحليلات المقارنة بشكل منفصل، حيث أبدى كل من الفريقين اهتماماً بتحليل أجزاء مختلفة تتعلق باستجابة أجهزة الطائرة للأوامر التي أصدرها طاقم القيادة، وكذلك أجهزة التحكم في الثواني التي شهدت خروج الطائرة عن خط سيرها واتخاذها خطاً مخالفاً والعودة ثم السقوط في مياه البحر الأحمر.

من جهته قال شاكر قلادة رئيس فريق التحقيقات ان المحققين الأميركيين والفرنسيين أبدوا اقتناعاً كاملاً بما تم من عمل مشترك في تحليل بيانات الحادث. واستبعد قلادة أن يتوصل أي من الفريقين لمعطيات جديدة تمثل اضافة على ما هو موجود بالفعل، وعلق قائلاً: «لقد أنهينا بالفعل أغلب العمل في الفروض والاستنتاجات ولا أعتقد أنهم سيأتون بجديد»، وأردف رئيس المحققين أن الجانب المصري رحب بطلب الأميركيين والفرنسيين القيام بأجزاء من التحليلات بشكل منفرد ولكنه أكد أن التقرير الوحيد عن الحادث سيصدر من المحققين المصريين الذين يشرفون بموجب القانون الدولي على التحقيقات، وقال: «لقد توصلنا لبيانات ثابتة باتفاق جميع الأطراف، وظهور بيانات أو تحليلات لا نوافق عليها لن نعترف بها».

ونفي قلادة ما نشرته بعض وسائل الاعلام عن حقيقة تعرف الطاقم في الثواني الأخيرة قبل السقوط وقال ان تسجيلات كابينة القيادة لم تظهر أي صراخ أو حالة رعب سيطرت على الطاقم كما قيل بل ان الحوارات بين الطاقم كانت عادية جداً في الدقائق الثلاث التي تلت الاقلاع من مطار شرم الشيخ ولم يظهر في الحوار أية اشارة لمواجهة مشكلة أو أزمة، وكان ذلك واضحاً في كلمات قائد الطائرة مع مساعده.

وأضاف قلادة أن الطاقم لم يطلب المساعدة ولا أصدر استغاثة لأن الطائرة سقطت بالفعل بعد 32 ثانية فقط من اكتشاف الطاقم لوجود شيء خطأ بالطائرة وحاول خلال تلك الثواني القليلة انقاذ الطائرة ولم يستطع. وقال: ان مهمة الطيار الأولى التي يدرب عليها أن يقود الطائرة لذا فقد حاول الطيار ومساعده التغلب على المشكلة التي ظهرت فجأة ولم يكن لديه متسع من الوقت للاستغاثة.

وأضاف قلادة أن تحليل البيانات للصندوقين الاسودين يسير بخطوات طبيعية تستلزم المزيد من التمهل والدراسة لكل تفاصيل حول أعطال طراز 737 والنتائج التي توصلوا إليها في حوادث ذات الطراز المشابهة، وأن بوينغ طلبت مهلة 6 أسابيع لإعداد البيانات المطلوبة. وأكد قلادة أن التحقيقات توصلت لاستبعاد حدوث خلل بالدائرة الكهربائية للطائرة أدى لفقدانها قوة الدفع. وقال «لم يثبت بأي دليل وجود خلل في نظام الدوائر الكهربائية للطائرة وما زلنا نبحث في امكانية تعرض أجهزة التحكم بالطائرة لخلل من أي نوع».

وكان المحققون الفرنسيون قد أعلنوا في وقت سابق أنهم يستبعدون حدوث عطل بمحركات الطائرة أدى لسقوطها، بعد أن أدلى شهود العيان من قوات حفظ السلام بأن الطائرة عند سقوطها كانت محركاتها تعاني من مشكلة ظهرت في صوت المحركات وأن أحدها ربما يكون معطلاً، وهو ما نفاه المحققون الفرنسيون.