زعيم اريتري معارض: نعمل من أجل إقامة مؤتمر للحوار الوطني للتشاور حول شكل الحكم

أبو بكر لـ«الشرق الأوسط»: نجحنا حتى الآن في حجب معونات الغرب عن النظام والعمل العسكري سيكون آخر خطوة

TT

كشف مسؤول في التحالف الاريتري المعارض، ان قيادة التحالف تستعد لعقد مؤتمر تشارك فيه كافة الفصائل والفعاليات الاريترية سواء المنضوية تحت مظلة التحالف أو الخارجة عنه، لمناقشة شكل الحكم في اريتريا.

وتحدث الدكتور محمد عثمان أبو بكر، امين الامانة الخارجية بالتحالف الوطني الاريتري رئيس الجبهة الوطنية الديمقراطية الاريترية المعارضة، لـ«الشرق الأوسط» في جدة، عن علاقة المعارضة الاريترية بدول تجمع صنعاء الثلاثة (اثيوبيا والسودان واليمن) والوضع الداخلي في اريتريا من وجهة نظره والخطوات المستقبلية للتحالف.

* وزير الخارجية الاريتري وصفكم بالخونة والعملاء وتتلقون تعليماتكم من اثيوبيا، ما شكل العلاقة التي تربطكم باثيوبيا؟

ـ هذا ادعاء باطل وغير صحيح، ونحن كمعارضة وطنية فتحنا قنوات اتصال مع اثيوبيا لشرح رؤيتنا وموقفنا من الوضع الحالي وهذه خطوة ايجابية ومهمة جداً من اجل مصلحة الشعبين الجارين. فبلادنا لابد ان تعيش في امن وسلام مع جميع جيرانها وبالدرجة الاولى مع اثيوبيا التي تربطنا معها مصالح كثيرة، أما فيما يتعلق بتلقي التعليمات، فانا لا اعلم ماهية تلك التعليمات التي تمليها اثيوبيا علينا حتى ننفذها ضد النظام بدلاً عنهم. صحيح اننا كتحالف اريتري معارض التقينا مع المسؤولين الاثيوبيين وعلى رأسهم رئيس الوزراء ووزير الخارجية ومسؤولين آخرين في الدولة وقد اكدوا وقوفهم مع الشعب الاريتري وابدوا رفضهم الدخول في حرب جديدة من اجل تجنيب البلدين مزيداً من الويلات رغم قناعتهم التامة بأن النظام القائم في اسمرة يعمل ضد مصلحة شعبه. لهذه الاسباب يقولون انهم يريدون تقديم الدعم لهذا الشعب لانقاذه من هذا النظام.

* هل تتلقون دعماً مادياً من اثيوبيا أو من أي بلد آخر في الوقت الحاضر؟

ـ حتى الساعة، المعارضة الاريترية لم تتلق اي دعم مادي واعتمادنا الكلي هو على انفسنا، لكننا نأمل ونسعى للحصول على مساعدات وتأييد من عدد من الدول، علماً بأن النظام يركز في اتهامه لنا على الدعم الاثيوبي، وانا لا اعلم سر الاتهام في علاقاتنا مع اثيوبيا بالذات، في الوقت الذي تربطنا فيه علاقات جيدة مع السودان واليمن وعدد من الدول الاوروبية والولايات المتحدة التي لنا حضور فاعل فيها، فهل هذا يعني اننا نتلقى تعليمات من هذه الدول ام الاتهام هو فقط فيما يتعلق بالاثيوبيين.

* ما هي حقيقة علاقة التحالف الاريتري المعارض بدول تجمع صنعاء؟

ـ الدول الثلاث المكونة للتجمع عانت كثيراً من نظام الجبهة الشعبية، وواجهت الكثير من المعوقات التنموية في بلادها بسبب تدخلات هذه الدولة في سياساتها الداخلية. فقد اعلن النظام في أسمرة الحرب على السودان، كما خاضها ضد اثيوبيا واليمن، وهذه الدول لها خياراتها الامنية والسياسية والاقتصادية المشتركة كما ان اريتريا مستقبلاً لن تبتعد كثيراً عن هذه الدول لأن التكتلات الاقتصادية والسياسية هي السائدة في جميع دول العالم وفي جميع المجالات، لذلك هم ينظرون الى هذا النظام كمعوق لهذا التوجه وفي نفس الوقت يرون عودة اريتريا الى هذا التجمع لكن بعد زوال النظام القائم فيها.

* هل يوجد مكتب للتحالف الاريتري في صنعاء؟

ـ لا يوجد في صنعاء، ولكن لنا مكاتب في كل من اثيوبيا والسودان.

* ما هي مهام مكتب التحالف في اديس ابابا؟

ـ مكتب اديس ابابا يمثل المقر الدائم للامانة العامة للتحالف الاريتري المعارض، ويأتي بعده في الترتيب مكتب الخرطوم، ولنا وحدات عسكرية في الحدود بين اثيوبيا واريتريا كانت تمارس في السابق العمليات العسكرية من هذه المواقع من دون تنسيق فيما بينها، ولكننا في الوقت الحاضر اوقفنا هذه العمليات بعد ان رأينا وجوب تنفيذ هذه العمليات باسم التحالف الذي ينضوي تحته نحو 13 فصيلاً من أجل تنظيم وتوحيد العمل العسكري، وهذا الامر شمل حتى العمليات التي كانت تقوم بها جماعة الجهاد الاريتري من جهة الحدود السودانية، وذلك من أجل نقل هذه العمليات الى العاصمة اسمرة كخطوة لاحقة.

* في المرة المقبلة هل ستلجأون الى العمليات العسكرية ام ستكتفون بالخط السياسي؟

ـ خططنا المستقبلية تتضمن الابتعاد قدر المستطاع عن العمليات العسكرية ضد جيش النظام في المناطق الحدودية تفادياً لمزيد من الخسائر البشرية بين افراد الشعب الواحد، وقد رأت قيادة التحالف نقل المعركة الى العاصمة والبدء في تنفيذ عمليات خاصة ضد مواقع منتقاة تؤثر على النظام، ولنا افراد مدربون تدريباً خاصاً للقيام بهذه العمليات وهذا ما اتفقنا بشأنه في قيادة التحالف.

* كشفتم عن هذه الاستراتيجية منذ اكثر من عام ولم تستطيعوا تنفيذ أي عمليات من هذا النوع حتى الآن؟

ـ صحيح. الذي منعنا من تنفيذ مثل هذه العمليات حتى الآن هو عدم توفر الامكانيات المادية والعسكرية، فالتحالف لا يملك المعدات العسكرية المتقدمة والسيارات التي يستطيع التحرك من خلالها، وكل ما يملكه في الوقت الحاضر هو قطع الاسلحة الخفيفة، خاصة وان ضرب اهداف منتقاة في العمق يحتاج الى امكانيات نوعية ونحن نسعى حالياً لايجاد الامكانيات المادية لتوفير هذه النوعية من الاسلحة.

* اعلاميا كيف تتحركون وما هي خططكم للوصول الى اهدافكم؟

ـ فيما يتعلق بالعمل الاعلامي أنشأنا إعلاماً مركزياً يجمع كل الفصائل المشكلة للتحالف المعارض، ولدينا برامج اذاعية تبث من الخرطوم واديس ابابا لمدة ساعتين يومياً، بكل اللهجات المحلية اضافة للعربية، كما لدينا موقع على شبكة الانترنت وجميعها يشرف عليها التحالف وتنطق باسمه.

* أنتم بعيدون عن الساحة ولا تملكون ما يجعل النظام يخشاكم؟

ـ المعارضة الاريترية موجودة ومعروفة للجميع سواء في الداخل او الخارج، ولها نشاطات ملموسة، ولنا قناعة تامة بأن كل اريتري يظهر موقفاً رافضاً لهذا النظام هو معارض بغض النظر عما اذا كان هذا الموقف منظماً او غير منظم، والنظام في حقيقة الامر يدرك قوة هذه المعارضة، خاصة وان نحو 700 ألف اريتري في الخارج في أميركا وأوروبا قد اوقفوا دعمهم له والدليل على ذلك تلك المظاهرات التي خرجت اخيراً في عدد من الدول الاوروبية واستراليا أثناء زيارة مسؤولي النظام لتلك الدول، كما ان توقف تحويلات هؤلاء المغتربين قد خلقت ازمة اقتصادية في اريتريا.

* تتحدثون عن هذه الانجازات بثقة لكن موقف النظام منكم هو على حاله. كيف تفسرون ذلك؟

ـ النظام آيل للسقوط وجميع المؤشرات تدل على ذلك، وحتى قبل ان نتحرك نحن لإسقاطه فقد أصبح معزولاً سياسياً واقتصادياً وحتى جماهيرياً، وحتى بالرغم من الـ400 الف جندي الذين يحشدهم على الحدود الاثيوبية والسودانية بحجة ان البلاد مستهدفة من غزو خارجي سواء من اثيوبيا او السودان هم في حقيقة الأمر ضد النظام، ولكنه يخلق هذه الحجج حتى يمد من عمره، ولكننا لا نعتقد ان هذا الوضع يستمر الى ما نهاية. نحن لدينا من العوامل الكثيرة التي سنعمل من خلالها لاسقاط هذا النظام، ومنها الجانب الاعلامي الذي نركز في الشق الداخلي منه على تعبئة الشعب ضد هذا النظام، كما نعمل على كشفه بتعريته خارجياً بهدف حجب المساعدات عنه خاصة من دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وهو ما استطعنا فعله، وقد حققت المعارضة في هذه الناحية انجازاً كبيراً وهو ما لمسناه خلال زيارتنا لعدد من الدول الاوروبية.

* هل لتجمع صنعاء تأثير مباشر على إريتريا؟

ـ إريتريا لا تستطيع ان تعيش بمعزل عن دول الجوار، باعتبار انها من الدول شحيحة الموارد، لذلك فإن إغلاق اثيوبيا والسودان لحدودهما وتوقف تنقل البضائع والافراد بين هذه الدول واريتريا وفرض حصار اقتصادي عليها يعني الكثير وينعكس بلا شك على النظام. والمعارضة قد ساهمت بدور كبير في ذلك بعد ان اقنعت تلك الدول بعدالة قضيتها وهذا يعتبر ايضاً انجازاً كبيرا لصالح المعارضة.

* ماذا عن العمل العسكري؟

ـ قبل الخوض في هذا المجال فان قيادة التجمع قد خطت خطوة اخرى وذلك بتبنيها موضوع «لجنة الحوار» بهدف استقطاب كافة فصائل المعارضة في الخارج سواء المنضوين تحت مظلة التحالف أو الفصائل الاخرى خارج التحالف مثل الحزب الديمقراطي الذي انسلخ عن الجبهة الشعبية الحاكمة أو الحركة الديمقراطية من أجل العودة، والمجلس الثوري جناح سيوم عقبا ميكائيل ومنظمات الحقوق المدني الموجودة في أوروبا وحتى الافراد والشخصيات، من اجل عقد مؤتمر وطني في الخارج، وقد شكلنا لجنة تحضيرية بدأت تحاور تلك الفصائل، وقد اتفقنا على تنظيم مؤتمر يناقش شكل الحكم في اريتريا في المستقبل وليس من يحكم، كما سيناقش وضع الدستور للبلاد والدعوة مفتوحة حتى للنظام اذا رغب او كان يحمل تصوراً معيناً.