الشرطة الجزائرية تعتقل بن حاج وشقيقه وخطيب جمعة يتوعد رسام كاريكاتور

TT

اعتقلت الشرطة الجزائرية الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ علي بن حاج وشقيقه عبد الحميد مساء اول من امس ولم تطلق سراحهما إلا بعد ثماني ساعات من الاحتجاز، حسبما افادت مصادر مقربة من قيادي الحزب الاصولي المحظور.

وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن علي بن حاج وشقيقه كانا متوجهين للمشاركة في تشييع جنازة الشاب إسماعيل رزيق الذي قُتل برصاص أحد عناصر الدرك يوم الأربعاء الماضي قرب مزبلة وادي السمار العمومية. وكان شباب حي الحراش، حيث يقطن الشاب الضحية، في حالة غليان بسبب ما أصاب ابن حيهم، وقدّرت مصالح الأمن أن حضور علي بن حاج في الجنازة من شأنه أن يزيد في حماس الشبان، وخوفا من انزلاق الوضع تقرر اقتياده وشقيقه إلى محافظة الشرطة. وقالت المصادر إن المحتجزين رفضا الإجابة على أسئلة الشرطة واكتفى عبد الحميد بالإشارة إلى أنه أراد السير في الجنازة لأن الشاب المتوفى يسكن في حي يعرفه ويعرف أبناءه بحكم وجود عائلة أصهاره هناك.

وفي بيان نُسب إلى «مصدر موثوق مقرب جدا من الشيخ علي بن حاج»، ورد أن نائب رئيس الحزب المحظور «لم يسجل أي موقف بشأن الانتخابات الرئاسية» المقبلة وأنه «لم يدل بعد بأي رأي» حول أي من المرشحين لهذه الانتخابات «وكل ما قيل ويقال ويشاع، إنما هو مجرد تخمين وأراجيف لا أساس لها من الصحة» و«من أراد أن يعرف وجهة نظر الشيخ علي بن حاج فليذهب إليه ويكسر عنه الممنوعات التي تلجم فمه بغير وجه حق».

من جهة أخرى جدد خطيب أحد مساجد العاصمة، أمس، وعيده وتهديده لرسام كاريكاتور كان قد نشر رسما يتهجم فيه على المسلمين تعليقا على أحداث منى، واتهم الإمام المحسوب على التيار السلفي رسام صحيفة «ليبرتيه» علي ديلام بالزندقة ومعاداة الاسلام. وقال إمام مسجد «الرحمة» الواقع في حي وادي أوشايح (شرق العاصمة) ان كاريكاتوري الصحيفة الخاصة المقربة من التيار العلماني في الجزائر «كافر وعدو للدين» وشبهه بالكاتب البريطاني الهندي الأصل سلمان رشدي صاحب كتاب «آيات شيطانية». و أضاف الإمام، أمام مئات المصلين الذين اكتظ بهم المسجد أمس لأداء صلاة الجمعة، مخاطبا الرسام «ستطالك يد الإسلام ولن تكون إقامتك في فرنسا مانعا دون ذلك».

وكان عدد من خطباء المساجد قد هاجموا يوم الجمعة الماضي نفس الرسام، وطالبوا المصلين بمقاطعة جريدته، وقد أثار الأمر عددا من ردود الفعل المتضاربة. من جهته تأسف رئيس الحكومة أحمد أويحيى، أمس، على ما قيل في المساجد يوم الجمعة الماضي وقال «كنت أفضل اللجوء إلى المحاكم بدل الخطب» و«رسم الكاريكاتور غير مسؤول والخطب مؤسفة». وأوضح أيضا أن هناك انزلاقات غير مقبولة من قبل الصحافة، ودعا العاملين في هذا القطاع إلى عدم التهجم على ديانة الجزائريين والمس بشعورهم وأقدس مقدساتهم.